الرئيسية » الهدهد » “أقاطع عائلتي وأصدقائي بسبب العنصرية ضد المصريين”.. مقال كويتي يفتح الجرح الغائر

“أقاطع عائلتي وأصدقائي بسبب العنصرية ضد المصريين”.. مقال كويتي يفتح الجرح الغائر

وطن- كتبت أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة الكويت ابتهال الخطيب، مقالاً تناولت ما اعتبرتها عنصرية تمارس ضد المقيمين من بعض الجنسيات، وتحديداً المصريين.

المقال الذي عنونته الخطيب بـ”ماذا أفعل“، قالت فيه إنها تشعر بغربة متزايدة عن محيطها وتوتر كبير في علاقاتها العائلية وصداقاتها، بسبب انتشار خطاب محشوّ بكثير من التمييز والعنصرية القاسيين، واللذين كثيراً ما يكونان غير متعمَّدين، تجاه الأجانب في المحيط العربي عموماً والخليجي في تحديد التحديد.

وأضافت: “لا يمكن إنكار الحس العنصري، شبه الكاره، المبطن في الحوار اليومي الخليجي والكويتي تحديداً والذي أعايشه شخصياً كمواطنة في هذا المجتمع، تجاه بعض الجاليات المقيمة في المنطقة وخصوصاً تجاه الجالية المصرية في الوقت الحالي”.

وأوضحت أنّ الحوار اليومي الخليجي عموماً والكويتي تحديداً، امتلأ بكثير من العنصريات الاتفاقية أو عنصريات كل يوم، تلك التي يتداولها الناس دون استشعار خطرها ودون الانتباه لواقع تبنيها أصلاً.

وتابعت: “يوترني هذا الخطاب شخصياً وإلى حد كبير، ذلك أنني أستشعر، إلى جانب الخطيئة الأخلاقية والحقوقية لمفردات هذا الخطاب، الخطر الكبير الذي يشكله مثل هذا الخطاب على مجتمعاتنا الصغيرة، والكويت مثالاً”.

وذكرت الكاتبة: “أستشعر وبقوة الواجب الذي يفرضه علي نشاطي الحقوقي بمقاومة مثل هذا الخطاب وصده.. تحفزني هذه المشاعر لإبداء رد فعل لست أبداً موفقة فيه مهما غيرته وعدلت في طبيعته وانفعالاته”.

واستكملت: “كنت بداية أقاوم هذا الخطاب رداً وجدالاً واستدعاءً للحجج التي أعتقدها منطقية، سياسية وإنسانية، فتجدني تارة أجادل أن التنميط هو سقطة فادحة في التفكير المنطقي مع الاعتراف بوجود مسحة سلوكية عامة عند الشعوب المختلفة، وتارة أجادل بأن الظروف السياسية وما يتبعها من آثار اقتصادية واجتماعية تساهم في تشكيل واقع ينعكس على سلوك الناس بشكل عام، مثال ذلك الحالة المصرية المتهمة دوماً بالاهتمام المادي الذي يسبق ما عداه، والذي هو توجه يستحيل تعميمه ولكن تبقى مسحته الظاهرة هي نتاج معاناة حقيقية وظروف سياسية واقتصادية قاهرة عاشها المجتمع المصري، وأخرى أصر بأن كل مذهب إنساني أو حقوقي رصين يرفض تماماً هذا الخطاب الذي ينمط ويعزل الناس بناءً على جنسياتهم أو امتداداتهم الجغرافية أو العرقية، ويعتبره خطيئة أخلاقية كبرى”.

وذكرت الكاتبة: “بقي لي خيار أخير مؤلم متمثل في مقاطعة الجلسات العائلية والصداقاتية، وحاولت فعلاً التخفيف من الانضمام للتجمعات والخروج من جروبات الواتس آب لتفادي سماع ما تعف أذني عن سماعه ولتجنب التعامل مع موضوع بدأ يأخذ بعد شخصي جداً بالنسبة لي”.

وقالت: “لم تكن هذه الفكرة ناجحة، بديهياً، ذلك أن هذا الانعزال كان مؤذيا لي شخصياً، هذا من جانب، كما وأنه عزز فكرة الترفع والتبجح المثاليين المتهمة أنا بهما، من جانب آخر”.

وختمت قائلة: “لي من الصديقات والقريبات من أحب وأشتاق وأتصل بهن على أكثر درجة، منها درجة جنسنا الواحد، درجة القرابة، درجة الصداقة، ودرجة المحبة الصافية الروحانية غير المبررة التي يخلقها تلاقي القلوب، إلا أن هذا الخطاب الذي تطبع في الوجدان واستراح في اللغة اليومية واتخذ بعدا فكاهيا تنفيسيا مقبولا عند الأغلبية الغالبة يقف بيني وبينهن. بين استراحتي في لقاء الأحبة واستراحتهم في خطابهم، ماذا أفعل؟”.

العنصرية ضد المصريين في الكويت
العنصرية ضد المصريين في الكويت

عنصرية ضد المصريين في الكويت

والعنصرية ضد بعض الجنسيات المقيمة في الكويت وتحديداً من المصريين، دائماً ما تتصدر بؤرة الأحداث في البلد الخليجي الذي كثيراً ما شهد حملات لطرد المصريين من أراضيها.

وكثيراً ما تعرض الاعتداء على مصريين في الكويت على مدار السنوات الماضية، بينها واقعة شهيرة اعتدى فيها كويتي على شاب مصري يعمل في أحد المتاجر، وقوبلت دعوات لحرق العلم الكويتي؛ بل وانتشر مقطع فيديو يدعو المواطنين المصريين إلى حرق العلم مقابل جائزة مالية، وهو ما قوبل باستهجان ورفض من قبل وزارة الخارجية المصرية.

وقبل أسابيع، انتشر مقطع فيديو لمواطن كويتي يضرب موظف “كاشير” في إحدى الجمعيات التعاونية ويتهمه بـ”النصب”، كما أنه قام بالاعتداء على شخص آخر حاول التدخل لثنيه عن تصرفه.

وفي أعقاب هذا الاعتداء، قالت وزارة الداخلية الكويتية، إن المجني عليه تقدّم للمخفر وقام بتقديم شكوًى بالواقعة، وأكدت اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

عدد المصريين في الكويت

وتعتبر الجالية المصرية في الكويت من أكبر الجاليات العربية هناك، إذ يتجاوز عددهم نصف مليون شخص، وهي العمالة الثانية عدداً بعد العمالة الهندية التي تحتل المرتبة الأولى.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.