الرئيسية » الهدهد » عقبات تؤكد فشل الخطة الأمريكية لتهميش حركة حماس بعد الحرب.. بينها احتمالية وفاة عباس

عقبات تؤكد فشل الخطة الأمريكية لتهميش حركة حماس بعد الحرب.. بينها احتمالية وفاة عباس

وطن – نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، مقالاً للكاتب نبهان خريشي أكّد فيه أن الخطة الأمريكية الرامية لتهميش حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” بعد انتهاء الحرب على غزة محكوم عليها بالفشل، بسبب ثلاث عقبات رئيسية.

وقال خريشي، إنه وفقا للخطة الأمريكية تعتزم واشنطن إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية في رام الله وإضفاء الشرعية عليها لتأهيلها لحكم الضفة الغربية وغزة بعد انتهاء الحرب

وفيما يبدو أنه تحضير لتنفيذ الخطة الأمريكية، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، مؤخرًا، عن المرحلة الأولى من تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق في حكومته، حسب الصحيفة.

كما عُقد اجتماع سري مؤخرًا مع كبار مسؤولي الأمن القومي السعوديين والمصريين والأردنيين والفلسطينيين، حيث تحدثوا عن كيفية جعل الخطة الأمريكية ممكنة.

إلا أن خريشي أوضح أن هذه الخطة تصطدم بثلاث عقبات رئيسية في مقدمتها المماطلة المحتملة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنفيذها وعدم انتصار إسرائيل على حركة حماس، واحتمال وفاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو إصابته بمرض يعوقه عن القيام بمهام عمله.

عقبة نتنياهو

وأوضح الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أكثر من مرة رفضه السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة لإدارة وحكم القطاع.

ولفت إلى أنه على مدى الأعوام 17 الماضية، وتحت مراقبة نتنياهو في الأغلب، عملت إسرائيل باستمرار على عرقلة إعادة التوحد السياسي بين غزة والضفة الغربية، مفضلة قيادة منقسمة أضعف.

وإذا ضغطت الإدارة الأمريكية الحالية على نتنياهو للاستجابة على خطتها لإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية، فمن المرجح – وفقا للكاتب – أن يماطل نتنياهو حتى نهاية الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين ثان 2024، على أمل أن تزيح الانتخابات الرئيس الحالي بايدن وتأتي بخصمه الجمهوري دونالد ترامب.

فشل جيش الاحتلال

العقبة الثانية التي تواجه الخطة الأمريكية، وفقا للكاتب، تتلخص في الاحتمال المرجح للغاية بعدم تحقيق إسرائيل النصر في الحرب الحالية في غزة، واستمرار الوجود السياسي والعسكري لحركة حماس في القطاع.

وأشار إلى أنه بعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على الحرب، من غير المرجح أن تتحقق أهداف إسرائيل المعلنة -بعد هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين أول- المتمثلة في القضاء على حركة حماس، كما لا تزال حماس تقاتل وتتفاوض مع إسرائيل بشأن تبادل الأسرى.

الجيش الإسرائيلي في غزة
لم يحقق الجيش الإسرائيلي أي نصر في معركته بغزة

وقال الكاتب: “حتى لو افترضنا أن حماس قد تم إضعافها عسكرياً؛ لكن الحقيقة هي أنها ستبقى لاعباً سياسياً بارزاً على الساحتين المحلية والإقليمية، تماماً كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية بعد نزع سلاحها في حرب لبنان عام 1982”.

وفي استطلاع للرأي العام أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، كان نحو 90% من المستطلعين يؤيدون ترشيح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بينما دعا 60% إلى تفكيك السلطة الفلسطينية نفسها.

ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تدعم السلطة الفلسطينية، ولكن مع تجديدها لحل مشكلة شرعيتها. وحتى لو نجح هذا الجهد، فمن غير المرجح أن تكون النسخة الجديدة من السلطة الفلسطينية مستدامة.

وأشار الكاتب إلى أن حركة فتح، ومعها الدول العربية الناشطة في الشأن الفلسطيني والولايات المتحدة، لن تخاطر بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن حماس، التي ستبقى قوة كبيرة في السياسة المحلية، من المرجح أن تفوز.

وذكر أن حركة حماس تحظي بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين بسبب مقاومتها القوية لجيش الاحتلال في معارك غزة.

وفاة عباس

عقبة ثالثة في رأي الكاتب، قال إنه يجب أخذها في الاعتبار وهي أن محاولة واشنطن لإنقاذ السلطة الفلسطينية الغارقة لن تدوم إذا مات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو أصبح مريضًا جدًا لدرجة تجعله غير قادر على القيام بواجباته.

وأوضح أن حركة فتح تعاني من أزمات عميقة وتنافس بين كبار قياداتها لخلافة عباس، وتوترات مرتفعة للغاية لدرجة أن الصراع على السلطة قد يؤدي حتى إلى صراع مسلح داخلي.

محمود عباس
وفاة محمود عباس عائق أمام الولايات المتحدة للحفاظ على وضع السلطة الفلسطينية

وفي مثل هذا السيناريو فإن حماس، بشعبيتها الساحقة بعد الحرب في غزة، سوف تملأ الفراغ.

وقال الكاتب: “من المهم أيضًا أن نلاحظ أن أمريكا طرحت تلك الخطة عندما أصبح من الواضح أن الدول العربية لم تكن تخطط للمساعدة في إدارة غزة بعد الحرب”.

وتأمل إدارة بايدن، التي تتطلع إلى إعادة انتخابها، في طمأنة الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بأنها تعمل على ضمان عدم احتلال إسرائيل لقطاع غزة بشكل دائم.

وقال الكاتب: “حماس سترفض أي خطة ليست طرفا فيها، ومن المرجح أن تتحالف مع القادة الذين انشقوا عن حركة فتح، مثل محمد دحلان وناصر القدوة، لتشكيل كيان ما بعد الحرب الذي قد لا تكون جزءًا منه رسميًا، لكنها ستظل ذات تأثير كبير باعتبارها المحرك الخلفي لها”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.