الرئيسية » الهدهد » الغرفة السوداء… رواية تسلط الضوء على أهوال الموت وفظائع التعذيب في سجون الأسد

الغرفة السوداء… رواية تسلط الضوء على أهوال الموت وفظائع التعذيب في سجون الأسد

وطن – حاولت المراسلة غوينيل لينوار التعمق في رأس قيصر سوريا، المصور العسكري السوري الذي خاطر بكل شيء ليُظهر للعالم صور الجثث التي تعرض أصحابها للتعذيب في سجون نظام دمشق، لتكتب رواية متماسكة ومؤثرة. وحواراً داخلي مليئاً برائحة الموت وبالصمت والشجاعة والجبن.

وأشارت الصحفية “لنينا شاتيل” في تقرير لها نشر في موقع orientxxi أن الشخصية الرئيسية للرواية هي مصور سوري موجود ويعيش مختبئًا في مكان ما في أوروبا. اسمه الرمزي هو “قيصر”. والفظائع الموصوفة في الرواية مثبتة والحقائق موثقة، و”لكن صوته هو صوتي، إنه صوت رجل يتسلل الشك إليه”.

جثث في الأدراج

وتسرد الرواية أن 4 جثث صغيرة كانت تنتظر في الأدراج ذات صباح، ثم أصبحت 6، ثم 12، ثم 15. وسرعان ما لم يعد هناك مكان في الأدراج، وسرعان ما تراكمت الجثث المعذبة على بلاط الممرات وفي الشاحنات الصدئة المتوقفة في الأدراج. أمام الباب. وفي الليل تبدأ الكوابيس ويستيقظ وعي المصور الذي اتخذ اسم ” قيصر ” فيما بعد .

ومع مرور الأشهر والأسابيع تتراكم الأدلة على بطاقة ذاكرة المصور. وكان على قيصر أن يخاطر بكل شيء من أجل تهريبها قبل مغادرة البلاد، رغم خطورة أن يجد نفسه على الجانب الآخر من العدسة، جثة معذبة تثير الرعب والذهول في لحظة خوف ورعب.

  • اقرأ أيضا:
مأساة سيدة سورية تعرضت للتعذيب في سجون الأسد وصدمة إلقاء الجثة (فيديو)

ذاكرة مليئة بالدماء

ويضيف المصدر أن “جوينيل لينوار” لم تكن تعرف سوى ما يعرفه الجميع عن قيصر، وهو أنه كان مصورًا عسكريًا هاربًا للطب الشرعي، ولكن عندما اكتشفت قصته في عام 2014، عرفت أنها تريد الكتابة عما بدا وكأنه صفقة كبيرة.

وكيف تمكن من البقاء لمدة عامين داخل سوريا بذاكرة مليئة بالدماء ورائحة الموت وأهوال التعذيب.

فرض الخوف والصمت

و يهدف كتاب “الغرفة السوداء” إلى أن يكون بمثابة تكريم لقوة وشجاعة كل المنشقين من أمثال قيصر، ولأولئك الذين أصبحت الثورة بالنسبة لهم قناعة هادئة وأداروا ظهورهم لنظام فرض الخوف والصمت. “يجب على الأموات أن يتكلموا لأننا نحن الأحياء لا نستطيع أن نتكلم. لقد خاطوا شفاهنا ومزقوا ألسنتنا لعقود من الزمن”. “لقد بدأوا بإسكات آبائنا. أسكتنا آباؤنا ونحن نسكت أطفالنا”.

  • اقرأ أيضا:
قصص سوريات ناجيات من سجون الأسد.. احداهن شقيقها اعتقلها وأخرى اعتقلت كرهينة

وإضافة إلى كونها عملاً مؤثرا ووثيقة أساسية لمن لا يعرف قصة قيصر، فإن هذه الرواية – بحسب تقرير الموقع – هي دعوة نابضة بالحياة إلى العصيان، تتيح لك أن تتخيل ما يعنيه العيش في ظل حكم شمولي النظام واستكشاف مجموعة من المشاعر، من حنان العلاقات الحميمة إلى القلق المستمر في العمل. الشوارع والمقاهي.

ولكتابة هذه الرواية والانغماس في الحياة اليومية للمصور قيصر استذكرت جوينيل لينوار قراءاتها وأفلامها وتجاربها الشخصية، مستشهدة بـ«القذيفة» لمصطفى خليفة وكل اللقاءات التي ميزتها.

بصيص من الضوء

وتعتبر رواية “الغرفة السوداء” فرصة للعودة إلى أعمال خيالية أو واقعية مستوحاة من واقع لا يوصف، ومثل العديد من الأعمال، ولدت من الرغبة الملحة في التحدث والكتابة.

وختم التقرير بأن الوقت حان لقراءة هذه الأعمال التي تحاول إخراج هذه الثورة من غياهب النسيان، وانتشال الضحايا من الهاوية، حيث تتراكم الآمال في القبر المشترك لإنسانيتنا. وتعتبر “الغرفة السوداء” من حيث لا يشير اسمها بصيصا إضافيا من الضوء في هذا المشهد الطبيعي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.