الرئيسية » تقارير » استراتيجية “حقل البط” ومصيدة أبو عبيدة.. كيف استنزفت القسام الاحتلال وأفشلت أهدافه؟

استراتيجية “حقل البط” ومصيدة أبو عبيدة.. كيف استنزفت القسام الاحتلال وأفشلت أهدافه؟

وطن – سلط تقرير مطول لموقع “الجزيرة نت” الضوء على عبارة وردت في أحد خطابات الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة وهي “اصطياد البط” وتلخص الإستراتيجية العامة للمقاومة التي ترتكز على الصمود في الميدان، واستنزاف الجيش الإسرائيلي، وتكبيده خسائر فادحة في المعدات والأفراد، وفضح ممارساته الوحشية، والضغط على المجتمع الإسرائيلي نفسيا وسياسيا بورقة الأسرى والقتلى.

وأيضا الانفتاح بالمقابل على أي هدنة أو وقف لإطلاق النار وإطلاق الأسرى والمحتجزين بالشروط المناسبة.

وكان “أبو عبيدة ” قال في كلمة له منذ أيام إن مجاهدي كتائب القسام يصطادون جنود الاحتلال كحقل البط، وما يعلن عنه جيش الاحتلال رسمياً من أعداد القتلى والإصابات هو غير حقيقي قطعاً.

وأضاف أن “مشاهدات وروايات مجاهدينا في قتلهم وإجهازهم على جنود العدو المشاة توثق أضعاف هذا العدد المعلن من العدو”.

وضمن مجريات الحرب النفسية، تحدث أبو عبيدة عن “اصطياد البط”، في إشارة إلى سقوط عدد كبير من قتلى جنود الاحتلال، لكن المصطلح يبدو شديد الدلالة على الاستنزاف الكبير لإسرائيل عسكريا واقتصاديا وسياسيا.

قتلى الجيش الاسرائيلي في غزة
عدد كبير من قتلى الجيش الاسرائيلي في غزة

إذ لم تستطع تحقيق أهداف على الأرض للرد على الهزيمة الإستراتيجية التي منيت بها منذ يوم “طوفان الأقصى”.

فبعد نحو شهرين ونصف الشهر، لا تزال إسرائيل تتخبط سياسيا وميدانيا في قطاع غزة بين جنوبه وشماله، وتتلقى خسائر فادحة، وفي المقابل تصب توابع “هزيمتها الإستراتيجية” على مدينة غزة وسكانها، حيث استشهد أكثر من 19 ألف مدني جراء وحشية غير مسبوقة، لكن الحروب وفق المفاهيم العسكرية لا تحسم فقط بالقتل والتدمير.

وأشار التقرير الذي كتبه المحل السياسي “زهير حمداني” إلى أن المقاومة تدرك أن إسرائيل ليست مستعدة للحروب الطويلة والخسائر الكبيرة والتعبئة العامة المستمرة، وليست مستعدة أيضا لحروب الشوارع والمواجهات المباشرة.

إذ تقوم نظريتها الأمنية بالأساس على الحروب الخاطفة والاستباقية، كما أن أساليبها الوحشية أصبحت أكثر رفضا وإدانة من المجتمع الدولي.

القوة بمقابل الهزيمة

ونقل التقرير ما قاله “جون ألترمان” مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز السياسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن في مقال بمجلة “ذا نيشن” من أن حماس تسعى إلى استخدام قوة إسرائيل الكبرى لهزيمة إسرائيل نفسها، إن قوة إسرائيل تسمح لها بقتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية الفلسطينية وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس. وكل هذه الأمور تعزز أهداف حماس على المدى الطويل.

ووفقاً للمعطيات التي نشرها الجيش الإسرائيلي على موقعه حتى يوم الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بلغ عدد قتلاه 445 عسكريا، بينهم 119 ضابطا من مختلف الرتب (منهم 5 برتبة عقيد و8 برتبة مقدم و43 برتبة رائد)، وينتمي 60 من القتلى إلى فرق النخبة.

  • اقرأ أيضا:
عسكريون إسرائيليون يكشفون سبب تزايد عدد القتلى جيش الاحتلال في غزة

الخسائر الحقيقية

وتؤكد المقاومة على لسان المتحدث الرسمي لكتائب القسام أن عدد القتلى أكبر بكثير مما يعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وترجح المقاطع المنشورة عن الحرب وما ينشره الإعلام الإسرائيلي ذلك، وكذلك ما يرصد من قتلى وجرحى في المستشفيات، حيث أفادت صحيفة “هآرتس” بأن عدد الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية بلغ حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الحالي 4591 جريحا.

تقرير “الجزيرة نت” لفت أيضاً إلى ما قاله خبراء عسكريون من أن الخسائر الحقيقية للجيش الإسرائيلي قد تصل إلى عشرة أضعاف الأعداد المصرح بها رسميا بناءً على متابعات ميدانية لأطوار الحرب ووقائعها اليومية.

كما تشير التقديرات إلى أن جيش الاحتلال فقد مئات الآليات من مختلف الأنواع، من بينها أكثر من 90 دبابة ميركافا التي تعد فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية، مما يمثل نحو 20% من ترسانة إسرائيل من هذه الدبابات. وقد أوقفت تل أبيب فعليا بيعها لبعض الدول، بينها قبرص، وفق موقع “آفيا برو”.

تدمير آليات الاحتلال
دمرت كتائب القسام المئات من آليات الاحتلال وأهمها دبابات الميركافا

وتظهر العمليات الميدانية أن شوارع غزة وبناياتها وركامها تحولت إلى متاهة معقدة وأفخاخ مميتة للجيش الإسرائيلي، في حين تطبق المقاومة تكتيكاتها القتالية التي توعدت بها جيش الاحتلال. وتستخدم مخزونها من الأسلحة ومعرفتها بالميدان وشبكة الأنفاق المعقدة لاستنزاف إسرائيل بشكل يومي، في وقت يزداد فيه التوتر والتخبط الإسرائيلي، ويرتفع معه عدد القتلى بالنيران الصديقة بمن فيهم الأسرى.

خيبة “الرد الاستراتيجي”

وبالمقابل ما زالت المقاومة وحركة حماس محافظة على بنيتها العسكرية والتنظيمية كاملة، وقدرتها على الضبط والربط والسيطرة، والمباغتة والآداء القتالي بالوتيرة والتنويع نفسيهما في العمليات القتالية. وبقيت محتفظة بقوتها الصاروخية، وتواصل قصف العمق الإسرائيلي حتى من داخل المناطق التي أعلنت إسرائيل السيطرة عليها.

كما أن المقاومة ما زالت تحتفظ بالأسرى والمحتجزين، وخصوصا العسكريين والضباط منهم، كورقة أساسية للضغط العسكري والسياسي والنفسي على الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي.

وكل المعطيات تظهر خيبة “الرد الإستراتيجي” الإسرائيلي، إذ لم ينجز جيشها أي أهداف عسكرية أو سياسية حاسمة، فتوغل قوات الاحتلال في غزة كان منتظرا بحكم عدم توازن القوى، وقصفها الوحشي للمرافق كان منتظرا بحكم انفلاتها من كل قانون دولي إنساني.

ولم تحقق إلا التدمير الوحشي وارتكاب الجرائم وقتل آلاف المدنيين، غالبيتهم أطفال ونساء، وبات البحث عن حل لإيقاف النزيف أقرب.

فيتنام غزة

وشبهت مجلة “ذا نيشن” في تقرير لها الحرب في قطاع غزة ونتائجها الراهنة بما حصل مع الولايات المتحدة في حرب فيتنام، مستحضرة مقولة وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر عام 1969 “لقد خضنا حربا عسكرية وخاض خصومنا معركة سياسية، سعينا للاستنزاف الجسدي، وسعوا إلى إنهاكنا النفسي، وتبعا لذلك فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر، والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر”.

وأضافت الصحيفة في التقرير الذي نشر الشهر الماضي، أن كل الحجج يستخدمها الآن المسؤولون والمعلقون الإسرائيليون والأمريكيون لتبرير المستوى المذهل من الوفيات بين المدنيين في غزة – ويبدو أنها مقبولة إلى حد كبير من قبل أولئك الذين يشغلون مناصب نفوذ، والذين لن يبرروا أبدًا تصرفات الولايات المتحدة في فيتنام بنفس الطريقة.

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “استراتيجية “حقل البط” ومصيدة أبو عبيدة.. كيف استنزفت القسام الاحتلال وأفشلت أهدافه؟”

  1. رجال غزة أسقطوا صهاينة الغرب كاملا، دليل واحد حتى لا نطيل فقط بالأمس قال صهاينة أمريكا لأوكرانيا ليس لنا مال لندفعه لأوكرانيا، ليست خسارة في السلاح بل الإقتصاد و المصدقية، إنها حضارة النفاق و سقوط الحر

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.