الرئيسية » حياتنا » مُحلٍّ صناعي يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

مُحلٍّ صناعي يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

وطن- كشفت دراسة جديدة أجراها مستشفى (كليفلاند كلينك) الأمريكي ارتباط إريثريتول -وهو محلٍّ صناعي شهير- بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

اليوم، أصبح استخدام سكّر الإريثريتول المُحلي الصناعي شائع الاستخدام في السنوات الأخيرة كبديل للسكر، حيث يتم الحصول عليها من تخمير السكريات، ما يجعل مذاقه حلوًا مثل السكر، ولكن مع احتوائه على سعرات حرارية منخفضة. ومع ذلك، لسائل أي يسأل، هل الإريثريتول آمن الاستهلاك؟ وما آثاره على صحة القلب والأوعية الدموية؟

ما الإريثريتول وكيف يتم استخدامه؟

بحسب مجلّة “لا فيدا لوثيدا” الإسبانية، فإن الإريثريتول (Erythritol) من المحليات الصناعية، وهي بدائل شائعة للسكر العادي توجد في المنتجات المنخفضة السعرات الحرارية، والكربوهيدرات المنخفضة. وغالبًا ما ينصح بالمنتجات الخالية من السكر التي تحتوي على إريثريتول للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي ويبحثون عن خيارات للتحكم في تناول السكر أو السعرات الحرارية.

ويُنتج إريثريتول من تخمير الذرة ويتمتع بمذاق حلو مثل السكر بنسبة 70%، ولكن بعد تناوله يتم استقلاب إريثريتول بشكل سيئ في الجسم، إذ تذهب مكوناته إلى مجرى الدم ويخرج من الجسم عن طريق البول بشكل رئيسي. وينتج جسم الإنسان كميات منخفضة من إريثريتول بشكل طبيعي، لذلك فإن أي كمية إضافية منه يمكن أن تتراكم في الجسم.

يُستخدم الإريثريتول كمُحلي في العديد من المنتجات الغذائية
مخاطر استعمال سكر الإريثريتول

ويُستخدم الإريثريتول كمُحلٍّ في العديد من المنتجات الغذائية، خاصة تلك التي يتم تسويقها على أنها منخفضة السعرات الحرارية أو خالية من السكر، مثل: العلكة أو المربى أو الشوكولاتة أو الزبادي أو المشروبات. يمكن أيضًا شراء الإريثريتول كمسحوق بلوري أبيض لاستخدامه كبديل للسكر في المنزل.

ما فوائد الإريثريتول؟

تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للإريثريتول في أنه يحتوي على سعرات حرارية منخفضة: 0.2 كيلوكالوري فقط لكل غرام، مقارنة بـ4 كيلوكالوري لكل غرام من السكر. وهذا يجعله مناسبًا للأشخاص الذين يرغبون في تقليل السعرات الحرارية أو التحكم في وزنهم، وفقًا لما ترجمته “وطن“.

كما أن هناك فائدة أخرى للإريثريتول؛ وهي أنه لا يؤثر على مستويات الجلوكوز والأنسولين في الدم، حيث يتم امتصاصه بسرعة في الأمعاء الدقيقة ويخرج في البول دون أن يتم استقلابه. وهذا يجعله مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو مقاومة الأنسولين، والذين يجب عليهم تجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإريثريتول له تأثير مفيد على صحة الفم، حيث يمنع نمو البكتيريا التي تسبب ترسبات الأسنان وتجويفها. كما أنه يقلل من حموضة اللعاب ويمنع تآكل مينا الأسنان.

ما مخاطر الإريثريتول؟

على الرغم من هذه الفوائد، يمكن أن يكون للإريثريتول أيضًا بعض الآثار الجانبية الصحية السلبية، خاصةً إذا تم تناوله بشكل مفرط أو إذا كان لديك أي مشاكل صحيّة سابقة.

فوفقًا لنتائج البحث الجديد المنشور في مجلة (نيتشر ميديسن) هذا الأسبوع، فإن أولئك الذين يعانون من مستويات عالية من إريثريتول في الدم كانوا معرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الموت.

هذا وأجرى الباحثون الدراسة على أكثر من 4000 شخص من الولايات المتحدة وأوربا، فوجدوا أن إضافة إريثريتول إلى الدم بشكل عام أو إلى الصفائح الدموية المعزولة -وهي عبارة عن مكونات خلوية تتجمع معًا لوقف النزيف وتؤدي إلى تخثر الدم- جعل الصفائح الدموية أكثر نشاطًا في تشكيل جلطة.

التأثير على صحة الجهاز الهضمي

من بين أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للإريثريتول هو اضطراب الجهاز الهضمي. وذلك لأن الإريثريتول يصل إلى القولون غير مهضوم ويتخمر هناك عن طريق البكتيريا المعوية، ما يسبب الغازات والانتفاخ والإسهال والغثيان.

وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وعابرة، ولكنها يمكن أن تكون أكثر حدة عند الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي، أو داء كرون أو التهاب المعدة، أو حالات أخرى من أمراض الجهاز الهضمي.

الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للإريثريتول هو اضطراب الجهاز الهضمي
أضرار المحليات الاصناعية

الحساسية 

من الآثار الجانبية المحتملة الأخرى للإريثريتول خطر الحساسية أو عدم التحمل، فقد يعاني بعض الأشخاص من رد فعل تحسسي تجاه الإريثريتول أو أحد مكوناته المشتقة من مصادر نباتية مثل الذرة أو قصب السكر. وقد تشمل الأعراض الحكة أو صعوبة التنفس أو الحساسية المفرطة. علاوة على ذلك، قد يكون هناك أيضًا عدم تحمل للإريثريتول بسبب نقص في الإنزيم الذي يؤيضه، ما قد يسبب الصداع أو التعب أو الدوخة أو الارتباك.

صحة القلب

لا شكّ في أن التأثير الجانبي الأكثر إثارة للقلق للإريثريتول هو التأثير المحتمل على صحة القلب والأوعية الدموية، إذ أوضحت بعض الدراسات أن الإريثريتول قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية عن طريق التدخل في وظيفة البطانة، وقدرة الأوعية الدموية على التمدد والتقلص بشكل صحيح. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الدورة الدموية، وزيادة تكوين الجلطة.

يُنصح بالحذر والاعتدال عند تناول الإريثريتول، خاصة إذا كنت تعاني من أمراض القلب أو تتناول أي أدوية تؤثر على نظام القلب والأوعية الدموية.

ما هي الجرعة الآمنة من الاريثريتول؟

أنشأت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) المدخول اليومي المقبول (ADI) من الإريثريتول بمقدار 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم. هذا يعني أن الشخص الذي يبلغ وزنه 70 كيلوغرامًا يمكنه أن يستهلك ما يصل إلى 56 غرامًا من الإريثريتول يوميًا دون التعرض لخطر على الصحة. ومع ذلك، قد تختلف هذه الجرعة وفقًا للحساسية الفردية والحالة الصحية لكل شخص.

لتجنب الآثار الجانبية للإريثريتول، يوصى بتناوله باعتدال وعدم تجاوز الكمية التي تعادل 10 ملاعق صغيرة يوميًا. كما يُنصح أيضًا بدمجه مع المحليات الطبيعية الأخرى مثل ستيفيا أو إكسيليتول، والتي لها تأثير أقل على الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية.

وختمت المجلّة بالقول، إن سكر الإريثريتول مُحلي صناعي له بعض الفوائد الصحية، بما في ذلك خفض السعرات الحرارية وسكر الدم وتسوس الأسنان. ومع ذلك، فإنه يحتوي أيضًا على بعض المخاطر المحتملة، مثل التسبب في اضطراب الجهاز الهضمي أو الحساسية أو مشاكل القلب والأوعية الدموية. لذلك يجب تناوله بحذر واعتدال، واستشر طبيبك إذا كنت تعاني من أي حالة طبية أو تتناول أي دواء.

الإريثريتول مُحلي صناعي له بعض الفوائد الصحية
سكر الإريثريتول

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.