الرئيسية » تقارير » هكذا بلغ الإجرام الأمريكي بحق الهنود الحمر.. “درب الدموع” مثالا ‎‎

هكذا بلغ الإجرام الأمريكي بحق الهنود الحمر.. “درب الدموع” مثالا ‎‎

وطن- حتى يومنا هذا يعتبر الخوض في هذه الجريمة من المحرمات اعلاميا، حتى صناع السينما منعوا من تخليد هذه الجريمة سينمائيا رغم محاولات عديدة من قبل هؤلاء الصناع ومن ضمنهم هوليوود، وذلك لحجم العار الذي لطخ جبين امريكا للأبد من خلالها.
حتى الأرشيف الأمريكي دمر ربما عمدا ملايين الوثائق المتعلقة بهذه الجريمة ولم يترك سوى بضعة آلاف، اكثرها “معدل”، وفي كل الأحوال كلها لا تغني ولا تسمن من جوع، فجلها رسائل منتقاه ومعاهدات جرت مع بسطاء لا علاقة لهم بقيادات قبائل الشيروكي التي كانت ضحية هذه الجريمة بالذات.
فمن هذه الجريمة السادية يتبين انه لا إرهاب سوى الإرهاب الأمريكي، ولا إجرام سوى الإجرام الأمريكي، هي رمز التوحش والسادية منذ اكتشافها، وما هذه الجريمة سوى صفحة دامية في تاريخها ضمن صفحات لا زالت تحفر على جلود الإنسانية في كل مكان حتى يومنا هذا.
أمريكا وحدها ولا سواها التي ولدت وتوسعت من رحم جرائم وإرهاب مستوطنيها البيض ضد سكانها الأصليين الذين سموهم بالهنود الحمر وغيرهم من البشر، والتي لم تترك وسيلة إلا وطبقتها في سبيل إبادتهم أو كسرهم، لأنها باختصار دولة الهاربين من العدالة، الغارقة في الدم من رأسها وحتى أخمص قدميها.
نحن الآن أمام إحدى جرائم أمريكا السادية، إنها “درب الدموع”، لنرى مدى الحقد والكراهية، والخسة والوضاعة، والوحشية، واللؤم والغدر، التي تمثلت جميعها في هذه الجريمة، التي لم ترتكب في العصور الحجرية ولا العصور الوسطى، ولا في غابة وحوش في مكان ما، بل ارتكبتها أمريكا في العصر الحديث، في عام 1838، بعد إعلان استقلالها باثنين وستين عاماً، وبعد صدور دستورها بواحد وخمسين عاماً.
في عام 1830 أصدر الرئيس الأمريكي آنذاك “أندرو جاكسون” قانوناً يلزم الهنود الحمر برحيلهم عن أراضيهم، وقد سبق ذلك نشر دعاية كاذبة بين المستوطنين البيض تشير إلى وجود الذهب في أراضي الهنود الحمر في جورجيا وكارولينا وتينسي، وكان عدد الهنود الحمر يقدر فيها بأكثر من ستين ألفاً، الذين كانوا يتمتعون باتفاقيات عدم اعتداء بينهم وبين المستوطنين البيض، واتفاقيات حماية أيضاً تعهدت بها الحكومة الأمريكية، ولم يكن ذلك سوى خداعاً من قبل الحكومة الأمريكية التي كانت تحارب قبائل أخرى.
وكي لا تفتح على نفسها أبواب الشر من قبل هذه القبائل، عقدت معهم هذه الاتفاقيات حتى تنتهي من الحروب الدموية التي انشغلت فيها مع قبائل أخرى، تماماً كما تفعل الآن مع العرب والمسلمين.
أول ما قامت به الحكومة الأمريكية بعد “قانون جاكسون- الترحيل“، هو أن ألغت هذه الاتفاقيات، وإعادة السماح للمستوطنين البيض بقتل وحرق وسرقة الهنود الحمر، مما اضطر العديد منهم للرحيل طواعية، حين رأوا بوادر الشر من قبل المستوطنين والحكومة الأمريكية.
أما قبائل “الشيروكي” من الهنود الحمر وبقايا من بعض القبائل الأخرى، الذين كانوا أصحاب القدر المشؤوم في “درب الدموع” فقد رفضوا الرحيل بأي ثمن، وكانت هذه القبائل من القبائل المتحضرة، ولا يختلفون عن البيض في كثير من الأمور، سوى أنهم بسطاء ومسالمين، وأبعد الناس عن إراقة الدماء، حيث اتجهوا إلى الطرق السلمية (سلميتنا اقوى من الرصاص) والى القانون الأمريكي الذي اعتقدوا أنه سينصفهم في محاولاتهم من أجل حمل الحكومة الأمريكية على التراجع عن “قانون الترحيل”، وقد تمكنوا في إحدى المرات أن يأخذوا بعض الحق في حكم صدر لهم عن المحكمة العليا عام 1831، لكن الرئيس أندرو جاكسون سارع بإلغاء القرار، وتحدى القاضي بقوله: “إن استطعت فنفذ ما حكمت به!”.
في عام 1835 استطاعت الحكومة الأمريكية خداع ما يقرب من أربعمائة شخصا من قبائل الشيروكي من أجل التوقيع على اتفاقية تسلم بإعطاء أراضي الهنود الحمر للحكومة الأمريكية مقابل مبلغ مادي، وقد وقعت الحكومة الأمريكية في خزي من قبل بعض السياسيين الأمريكيين قبل الهنود الحمر من جراء هذه المعاهدة المخادعة، حيث أن هذه المجموعة التي تم خداعها لا تمثل الهنود الحمر، كما أن بعض الذين وقعوا لا يعرف على ماذا وقع، بل وجد أن بعضهم وضع إشارة (اكس) مكان التوقيع، وكان ذلك مقابل “دولار” لكل واحد منهم، في نفس الوقت تحدى زعيم قبائل الشيروكي جون روس الحكومة الأمريكية أن تريه توقيعا واحدا لأحد أعضاء المجلس الأعلى الذي يمثل قبائل الشيروكي، وحين لم تستطع الحكومة الأمريكية أثبات ذلك، جاء لهم هذا الزعيم خلال أيام بملفات فيها توقيع جميع أعضاء المجلس الأعلى مع توقيع خمسة عشر ألفاً من قبائل الشيروكي جميعهم يرفضون الترحيل والتنازل عن شبر من أراضيهم، ولم يكن يدري أن الحكومة الأمريكية وقبل ثلاث سنوات من هذه المحاولة قد قامت ببيع جميع أراضيهم الذين يعيشون عليها عبر المضاربات واليانصيب.
من بين الخطوات التي قامت بها قبائل الشيروكي في هذه الفترة كانت التشديد على عدم بيع الأرض للمستوطنين بأي ثمن، وعدم التفاوض معهم بهذا الخصوص إلا بمعرفة المجلس الأعلى لقبائل الشيروكي، أما الذين سبق وأن خدعتهم الحكومة الأمريكية، فلم تستطع حتى حمايتهم، حيث قتلوا جميعا بناء على أحكام من قبل زعماء قبائل الشيروكي ولم ينج منهم سوى شخص واحد استطاع الهروب، وبهذا يكونون أفضل منا بكثير.
عندما اشتد التضييق عليهم من قبل الحكومة الأمريكية، طلب الزعيم جون روس من جونالوسكا، أحد زعماء الشيروكي وأحد أبطالهم المشهورين، أن يذهب لأندرو جاكسون ويذكره بالوعد الذي وعده إياه، وكان أندرو جاكسون قد كاد أن يقتل في معركة شهيرة انكسر فيها الجيش الأمريكي، تدعى معركة “حذاء الفرس”، لكن جونالوسكا أنقذ حياته، وقال له جاكسون حينها: “ما دامت الشمس تشرق والعشب ينمو ستظل الصداقة بيننا”، وذهب جونالوسكا وقابل الرئيس أندرو جاكسون، وطلب منه الرأفة والتراجع عن قراره، وذكره بوعده، فرد عليه جاكسون بجلافة: “انتهت المقابلة، لا أستطيع أن أفعل لكم شيئا، فقد كتب قدركم المشؤوم” وما كان كريماً كما اعتقد القوم.
وقد بكى هذا الزعيم بشدة فيما بعد، وهو يرى ما حل بقومه أثناء “درب الدموع” ورفع رأسه إلى السماء قائلاً: “إلهي لو كنت أعلم في معركة حذاء الفرس ما أعلمه الآن، لجعلت التاريخ الأمريكي يكتب بطريقة أخرى”.
في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون حدثت خلافات حادة بشأن “ترحيل” قبائل الشيروكي، أبرزها استقالة قائد الجيش الأمريكي عندما اطلع على تفاصيل “الترحيل” التي أوكلت إليه، رغم إجرام هذا القائد.
وبعد نهاية ولاية جاكسون وفي بداية حكم “فان بورين” والذي وجد كل شيء جاهزاً من قبل سلفه، تم تكليف الجنرال “وينفيلد سكوت” بالقيام بالمهمة حيث أعطيت له كمقاولة، وهي المقاولة التي خسر فيها مادياً لاحقاً.
في 17/5/1838 توجه هذا الجنرال على رأس سبعة آلاف جندي أمريكي إلى مناطق الهنود الحمر في جورجيا وتينسي وكارولينا، وجمعوا ما يقرب من سبعة عشر ألفا من الهنود الحمر وألفين من الأفارقة المستعبدين، وربطوا بعضهم بالسلاسل، ثم دفعوهم نحو حظائر كانت قد أعدت لهم مسبقاً، يقول أحد الجنود “كان الجيش يطأ رقاب الكبار والصغار من أجل إيقاظهم من النوم”.
بعد جمع هذا العدد والذي يقال أنه بلغ أكثر من تسعة عشر ألفاً،  بدأت الأمراض تنتشر بينهم بطريقة تبدو وكأنها معداً لها من قبل الحكومة الأمريكية، حيث قضت على العديد منهم في هذه الحظائر، التي اعتقلوا فيها حتى تاريخ 28/8/1838، “أحد أشد الأيام سواداً في التاريخ الأمريكي”، حسب تعبير أحد المؤرخين الأمريكيين.
في هذا اليوم أمروا بالخروج من حظائرهم وكانت عاصفة ثلجية قد ضربت المنطقة في تلك الفترة، والرياح كانت شديدة، وقد سأل الزعيم جون روس، الجنرال “وينفيلد سكوت”، متهماً: لماذا أخرتنا حتى وصول العاصفة الثلجية؟ ولم يجبه.
لم يسمح لهم بأخذ ملابسهم إلا ما على أجسادهم، ولا أخذ أطعمتهم وأغطيتهم، فقد أجبروا على ترك كل شيء يخصهم، كانوا يقولون لهم أن الجيش يوزع الطعام، فلا داعي لأخذ أطعمتكم معكم، حيث أقام الجيش عدة نقاط من أجل هذا الغرض، ولم يكن هذا الطعام الذي يوزع عليهم سوى لحوم مسمومة وطحين فاسد، كان يبدو أن المخطط هو إبادتهم دون إراقة دم في هذه الرحلة، وكأنها بفعل الظروف، حتى لا تتحمل الحكومة الأمريكية مسؤولية ذلك، وهذا ما تفتقت عنه “حضارة” أمريكا الذي لا زال البعض من أبناء أمتنا ينظر لها بالاعجاب والتبجيل.
على هذا الحال بدأ الجيش الأمريكي بدفعهم وأكثرهم حفاة على الثلوج، بعد أن وزعهم على ثلاثة عشر مجموعة، وعبر ثلاث ممرات، ليسيروا نحو الأرض الموبوءة التي أعدتها أمريكا لهم، والمسماة الآن “أوكلاهوما”، وعلى مدى ألف وتسعمائة كيلو متر، والتي استغرقت ممن بقى حياً منهم ما يقرب من سبعة أشهر مشياً على الأقدام ساروا قليلاً، ثم توجهوا للخلف نحو بلادهم التي أجبروا على تركها، ليودعوها الوداع الأخير، وأخذوا يؤدون صلواتهم وهم يجأرون، والدموع تنهمر من أعينهم، كانت لحظة مؤلمة جداً، حتى أن جندياً أخذ يتساءل: “لماذا نفعل بهم هكذا.. لماذا نرحلهم بهذه الطريقة؟” وقد أصيب هذا الجندي بحالة كآبة شديدة رافقته حتى مات بسبب ما رأى خلال هذه الرحلة.
كانوا يتوقفون ما بين الفترة والفترة كي يدفنوا أمواتهم، وفي كل مرة كانوا يدفنون ما بين العشرة والعشرين وأحياناً يزداد العدد، وكان جنود أمريكا يعجلوهم بضربهم بالهروات من أجل حملهم على السير مما يضطرهم إلى ترك أمواتهم بلا دفن، ولا حيلة لهم سوى الدموع على هذا الظلم الذي ما بعده ظلم، وعلى فقدانهم أحبتهم والذين حرموا حتى من دفنهم، وأحياناً لا تقوى أيديهم على الحفر من شدة البرد والجوع، فيتركون أمواتهم على جوانب الطرقات.
حتى زوجة الزعيم جون روس إحدى أشهر نساء الهنود الحمر حكمة وجمالاً، توفيت في هذه الرحلة من شدة البرد، ولم تدفن بالطريقة المناسبة، وكانت قد قدمت بطانيتها لطفل مريض، وظلت محتملة البرد حتى ماتت.
يقول أحد الجنود الأمريكيين: “رأيت امرأة تمسك بيدي طفليها، وطفل ثالث في مخلاة على ظهرها، وكان الجنود يعجلوها على المسير للحاق بالجموع، لكنها فجأة سقطت، وأخذ أطفالها يسحبونها من يديها، فذهبت لأرى ما حدث، فوجدتها ميتة”.
وآخر يقول: “رأيت أحد الضباط يضرب رجلاً مسناً أعمى بهراوة على ظهره لحمله على المشي وهو شبه عاجز”، الزعيم جونالوسكا لم يحتمل ما جرى، فحاول الهروب مع خمسين من رجاله، لكن تمت إعادتهم.
أما الزعيم جون روس والذي سبق وأن حاولت الحكومة الأمريكية كسره وإذلاله، عندما رمت به في زنزانة شديدة القذارة لعدة أشهر، كي يتنازل عن حقوق قبائل الشيروكي، لكنه رفض أن يتنازل حتى عن أصغرها، وظل عزيزاً كريماً، لكنه الآن لم يحتمل أن يرى الأطفال تموت جوعاً أمام عينيه، فذهب للجنرال “وينفيلد سكوت” وانكسر أمامه، والدموع تنهمر من عينيه مستجدياً منه تقسيم المجموعات وإبعادها عن بعضها البعض، كي تستفيد من أعشاب الأرض وجذورها، لكنه رفض أن يجيب طلبه إلا في نهاية مراحل الرحلة.
قبل حجز هذه الجموع في الحظائر، كان الجنرال سكوت قد وجه رسالة أخيرة إلى الزعيم جون روس وللقبائل التي تحته، ورد فيها “جئتكم باسم الرئيس وأنا محارب قديم، شهدت العديد من المذابح المروعة، فاحذروني.. لا تجعلوني أشهد حطام قبائل الشيروكي”!.
ولم يسمعوه، لأن “أمهم الأرض، من يبعها يبيع الهواء والسماء”.
وها هو جنرال أمريكا السادي، يشهد حطامهم وأي حطام.
لقد وضعتهم أمريكا في موقف لا مثيل له، مطالبهم واعتراضاتهم، شكواهم واتهاماتهم، صلواتهم ونشيدهم، كانت تأتي كلها عبر الدموع التي لم تنقطع عبر رحلة الآلام هذه والموت البطيء، حتى النساء حين كانت تولد في هذه الرحلة، تكون الدموع سيدة الموقف، بعد أن كانت تقام الأفراح من أجل ذلك، وجنود دولة الهاربين من العدالة في حالة نشوة، إزاء كل ما يجري، فأي حضارة هذه التي بنيت على أنهار دموع ودماء هؤلاء البسطاء.

شهادة صموئيل كلاود:

هذه شهادة أحد الأطفال الذين قدر لهم أن “ينجوا” من رحلة الموت هذه، وهو صموئيل كلاود – تسع سنوات، أنقلها باختصار، يقول: “حضر الجنود وأخذونا بقوة السلاح، وأجبرونا على المشي فوق الثلوج أنا وأمي وأبي، دون أن يسمحوا لنا بأخذ أي شيء معنا، في إحدى المرات أخذتني أمي وعمتي وعمي وأخذوا يواسوني، وقالوا لي أن والدك توفي وكانوا يبكون، لم أفهم لماذا يبكون، كان الجو شديد البرودة، وكنت أذكر في الخريف الماضي أنه كانت عندي بطانية، الآن أنا بدون بطانية، كانت أمي تضمني لتحميني من البرد، وكنت أحس بأنفاسها الدافئة تتخلل شعري، كنت أحس بالحزن حين أرى البيض يخرجون من قراهم ليتفرجوا علينا، كانوا يلبسون ملابساً صوفية، وكنت أعلم بأننا نمشي من أجلهم، وكم أتمنى لو أنهم هم الذين يمشون ونحن الذين نتفرج عليهم، في إحدى المرات طلبت مني عمتي وعمي أن أنام عندهم، ورفضت لكنهم أجبروني على ذلك، لكني هربت منهم ونمت بجانب أمي وضمتني، لكني في منتصف الليل أحسست بها باردة، ولم تعد أنفاسها الدافئة تتخلل شعري، فحاولت إيقاظها، لكن عمتي جائت وأخذتني عند عمي، ثم جاءت تبكي، ثم أخذ عمي بالبكاء وأخذوا يواسوني، قالوا لي أنها ماتت، وما فهمته هو أني سأظل لوحدي الآن، وهذا ما أبكاني، أكره البيض هم الذين أجبرونا على ترك بلادنا، هم الذين يأخذونا إلى مكان لا نريده، هم الذين قتلوا أمي وأبي”.
اعترفت الحكومة الأمريكية بمقتل أربعة آلاف أثناء الرحلة هذه، لكنه إحصائية علمية حديثة ظهرت عام 1984 تحدثت عن أكثر من ثمانية آلاف قتيل، في 26/3/1839 وصلت أول المجموعات إلى الأرض التي اختيرت لهم، حيث انتشرت بينهم الأمراض وحصدت العديد منهم من جديد كما مات العديد منهم بسبب الإنهاك.
جونالوسكا أقسم أن يعود كما جاء، وفعلاً عاد مشياً على الأقدام، من أوكلاهوما إلى كارولينا مسقط رأسه، حيث ظل بعيداً عن أعين البيض حتى توفي عام 1858، وقد تذكرته الحكومة الأمريكية بعد موته بفترة طويلة، ونقلت رفاته ورفات زوجته إلى إقليم (غراهام) في شمال كارولينا، حيث توجد لائحة برونزية على قبره كتب عليها ما يلي: “هنا يرقد جسد الزعيم جونالوسكا وجسد زوجته نيلسي، هذا المخلص الشجاع الذي أنقذ حياة الجنرال أندرو جاكسون، ومن أجل ذلك منح الجنسة الأمريكية وأرضاً في إقليم غراهام”!!.
وبهذه الطريقة حاولت أن تغسل أمريكا العار الذي ارتكبته في حق هذا الزعيم.. وهل كل عار يغسل؟
أما “أندرو جاكسون” فقد تم تكريمه على فئة العشرين دولاراً، وفي الماضي على الخمسة والعشرة والخمسين والعشرة آلاف دولار، كما تم تكريمه على أحد الطوابع الأمريكية، كما بنيت له العديد من التماثيل في مختلف المدن الأمريكية!.
أما الجنرال “وينفيلد سكوت” فقد جرت ترقيته وعين قائداً للجيش الأمريكي بعد ثلاث سنوات من هذه الجريمة، كما نال تكريماً استثنائياً من قبل “أبراهام لنكولن”، كما بنيت له العديد من التماثيل، قبل فترة اعترض أحفاده على خطأ في أحد التماثيل، فتم إصلاح الخطأ حالاً مصحوبا باعتذار!.
في عام 2004 وفي محاولة لتبييض التاريخ الأمريكي الأسود، تقدم السيناتور الأمريكي “سام بروان باك” بقرار لمجلس الشيوخ يقترح فيه تقديم اعتذار من قبل الحكومة الأمريكية لقبائل الشيروكي عن هذه الجريمة، لكن مجلس الشيوخ لم يتخذ قراراً بعد في هذا الشأن.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “هكذا بلغ الإجرام الأمريكي بحق الهنود الحمر.. “درب الدموع” مثالا ‎‎”

  1. مجرد تساؤل.
    متى يُنصف الضحايا ويُعاقب المجرم !!!؟؟؟
    جاء في المقال ما نصه:
    “نحن الآن أمام إحدى جرائم أمريكا السادية، إنها “درب الدموع”، لنرى مدى الحقد والكراهية، والخسة والوضاعة، والوحشية، واللؤم والغدر، التي تمثلت جميعها في هذه الجريمة، التي لم ترتكب في العصور الحجرية ولا العصور الوسطى، ولا في غابة وحوش في مكان ما، بل ارتكبتها أمريكا في العصر الحديث، في عام 1838، بعد إعلان استقلالها باثنين وستين عاماً، وبعد صدور دستورها بواحد وخمسين عاماً.” انتهى الاقتباس
    شكرا للكاتب على هذا الوصف، لكن مهما قلنا فلن نستطيع وصف بشاعة أمريكا قديما وحاضرا.
    لن يهنأ العالم إلا بعد تفكك أمريكا، أو يأتي من يردعها. فهي تأسست على الإجرام ومازالت تمارسه إلى اليوم.
    لذلك يتعين محاكمتهم المجرمين السابقين والحاليين في محكمة الجنايات الدولية حتى بعد وفاتهم، عسى أحفادهم أن يكفوا الأذى عن الناس ونشر الفساد عبر العالم.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.