الرئيسية » غير مصنف » ماذا تعرف عن الهنود الأميركيين؟ عشر حقائق ستفاجئك

ماذا تعرف عن الهنود الأميركيين؟ عشر حقائق ستفاجئك

تنحصر فكرة الكثيرين حول العالم، وحتى في أميركا، عن الأميركيين الأصليين (أو الهنود الأميركيين) بالصور النمطية التي ترسمها أفلام الكاوبوي القديمة، وتقتصر غالبا على ماضيهم دون حاضرهم. غير أن الشعوب الأولى التي سكنت فيما يعرف الآن بالولايات المتحدة هي في الواقع أمم متنوّعة، ويعيشون اليوم حياة معاصرة، ورغم قلة عددهم والتحديات التي ما زالوا يواجهونها، إلا أنهم يمثلون وضعا فريدا بين المجموعات العرقية في أميركا.

في ما يلي 10 حقائق ربما لا تعرفها عن سكان أميركا الأصليين:

1- يشار إلى الأميركيين الأصليين بأسماء مختلفة

يطلق عليهم أسماء مختلفة مثل: الأميركيين الأصليين Native Americans والهنود الأميركيين American Indians أو Amerindians والشعوب الأولى Indigenous peoples والأمم الأولى First Nations والشعوب الأصلية Aboriginal والأميركيون الأوائل First Americans. وهناك بعض الناس الذين يرغبون بأن يشار إليهم نسبة لقبيلتهم فقط. ومع أن “الهنود” هي تسمية أطلقها خطأ كريستوفر كولومبوس حين ظن أنه قد وصل الهند بعد أن اجتاز المحيط الأطلسي من إسبانيا إلا أن الاسم علق بهم عبر القرون، ولا يرى كثير منهم به بأسا. أما تسمية الأميركيين الأصليين فهي تعبير قانوني أطلقته الحكومة الفيدرالية للتمييز بينهم وبين المهاجرين من الهند، وهو أيضا تعبير عام يشمل الهنود الأميركيين والسكان الأصليين في ألاسكا وهاواي وغوام وساموا، ويعتبر كثير من الأكاديميين تعبير “الأميركيين الأصليين” الأصح سياسيا. غير أن فيل كونستانتين وهو صحافي وكاتب وعضو في “أمة تشيروكي” Cherokee Nation يقول “أنا أستخدم دائما تعبير الهنود الأميركيين بدلا من الأميركيين الأصليين”.

أما تعبير “الهنود الحمر” Red Indians فيعتبر الآن تعبيرا مسيئا.

2- للهنود الأميركيين حكم ذاتي وسيادة على أراضيهم ومجتمعاتهم

تعترف الحكومة الفيدرالية الأميركية بقبائل السكان الأصليين كـ”أمم محلية تابعة” domestic dependent nations، ما يعني أن القبائل هي مجتمعات مستقلة سياسيا، ولها أنظمتها وقوانينها الخاصة بما في ذلك أنظمة المحاكم والأمن. وقد تم سن قوانين لإيضاح العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وحكومات القبائل، كما أن هناك قوانين ترسم العلاقة بين حكومات الولايات وحكومات القبائل. ومع أن ما يسمى بـ”السيادة القبلية” tribal sovereignty مسنونة بالدستور الأميركي إلا أنها ليست سيادة كاملة تعادل تلك الممنوحة للدول الأجنبية. ويصل عدد قبائل الهنود الأميركيين الذين تعترف بهم الحكومة الفيدرالية إلى 566 قبيلة.

مدخل محمية برايتون للهنود الأميركيين من قبيلة سيمينول في فلوريدامدخل محمية برايتون للهنود الأميركيين من قبيلة سيمينول في فلوريدا
ومع أن السيادة القبلية تعطي للهنود الأميركيين نوعا من حق تقرير المصير، إلا أن هناك مشكلات يعانون منها، منها تضارب المصالح وعدم وضوح العلاقات بين الحكومات، وفقا لـ”جين ماري ثيل” سيدة الأعمال وعضوة مجلس إدارة غرفة التجارة الهندية الأميركية لولاية ويسكونسن والعضوة في قبيلة “باد ريفر باند في بحيرة سوبيريور” Bad River Band of the Lake Superior Tribe، وتضيف لـ”راديو سوا” أن تحسين العلاقات بين القبائل والحكومة الفيدرالية ما زال يشكل تحديا، إضافة إلى المحافظة على حريات الهنود الأميركيين ضمن الاتفاقات القائمة، وأن لا يتم نسياننا في السياسات التي تطرح والبرامج التي تؤثر علينا”.

من جانبه، يقول فيل كونستانتين “جميع السكان الأصليين في أميركا الشمالية (وأميركا الجنوبية أيضا) يعيشون ضمن حدود دول تأسست في معظمها على يد مستعمرين أوروبيون، وهناك تحد دائم بأن يكونوا قادرين على صنع قراراتهم بأنفسهم بشأن القضايا التي تؤثر عليهم وحدهم ضمن أراضيهم”.

ويضيف كونستانتين لـ”راديو سوا” أن الحفاظ على الهوية القومية يعتبر من الصعوبات التي يواجهها الهنود الأميركيون، “فطبيعة الانتشار الواسع للاتصالات ووسائل الإعلام تجعل من الصعب على أمة أن تحافظ على هويتها الثقافة الخاصة، مثلاً هناك شباب في الشرق الأوسط يستمعون إلى موسيقى الراب، وهذا ينسحب علينا الآن أيضا، فقد أضحى من الصعب المحافظة على طريقة حياتنا”.

ويشير كونستانتين إلى أن معظم اللغات القومية الأصلية تموت تدريجيا.

3- الهنود الأميركيون أمم متعددة اللغات والعادات والأشكال

لا يتحدث الأميركيون الأصليون لغة واحدة ولا يدينون بالديانات نفسها، وليس لديهم العادات والتقاليد ذاتها، “فقد عاش السكان الأصليون في أميركا الشمالية في طيف واسع من المناخات والتضاريس والظروف”، وفقا لكونستانتين، “لذا فإن ما يعتبر مناسبا لبيئة ألاسكا القطبية لن يكون مناسبا لبيئة صحراء جنوب غرب الولايات المتحدة أو غابات أقصى الجنوب”.

وتقول “جين ماري ثيل”، من جانبها، إن الهنود الأميركيين ليسوا جميعا ذوي بشرة سمراء أو شعر غامق أو عيون عسلية، “فهناك شيوخ قبائل ذوو عيون زرق، وهناك أعضاء في بعض القبائل شعرهم أشقر، هناك تقاطيع مختلفة متأثرة بالاختلافات الجغرافية وملامح تشمل ثقافاتنا المتنوعة التي تمتد عبر الأميركيتين”.

4- هناك مئات المحميات غير أن الغالبية لم يعودوا يعيشون فيها

وفقا للإحصاء الرسمي للسكان لعام 2010 فإن هناك 334 محمية خاصة بالأميركيين الأصليين reservations في الولايات المتحدة، غير أن 78 في المئة منهم أضحوا يعيشون خارج المحميات. ويعيش الهنود الذين لم يختلط نسبهم في المحميات بشكل أكبر ممن اختلط نسبهم بالأعراق الأخرى.

فما هي طبيعة الحياة داخل المحميات؟ “لم نعد نعيش في خيم مخروطية tipis”، وفقا لكونستانتين، بل إن الهنود الأميركيون يعيشون اليوم حياة معاصرة في بيوت عادية. غير أن “جين ماري ثيل” تؤكد أن الفقر وتوفر الإسكانات الجيدة ما زالت مشاكل كبيرة في محميات الهنود الأميركيين.

هذا ويعاني الهنود في المحميات من ارتفاع معدلات الجريمة والمشاكل الصحية لا سيما فيما يتعلق بالكحول، إذ أظهر تقرير فيدرالي في 2008 أن 12 في المئة من وفيات الهنود الأميركيين مرتبطة بالكحول وفي مقدمتها حوادث السير وأمراض الكبد وحوادث القتل والانتحار والإصابات الناتجة عن السقوط.

5- الهنود الأميركيون يشكلون 1.7 في المئة من سكان الولايات المتحدة

يشير الإحصاء الرسمي للسكان لعام 2010 إلى أن مجموع الأميركيين الذين لديهم نسب إلى السكان الأصليين يبلغ 5.2 مليونا أي ما يعادل 1.7 من سكان أميركا، من ضمنهم 2.9 مليونا يدّعون نسبا صافيا إلى الأميركيين الأصليين، و2.3 مليون يدّعون نسبا مخلوطا مع عرق آخر على الأقل. ويتمركز الأميركيون الأصليون في ولايات كاليفورنيا وأوكلاهوما وأريزونا ونيويورك ونيومكسيكو وولاية واشنطن ونورث كارولاينا وفلوريدا.

وتعد قبيلة تشيروكي أكبر القبائل الهندية الأميركية إذ يبلغ عدد أعضائها 819,105 عضوا، تتلوها قبيلة نافاهو بـ332,129 عضوا، ثم قبيلة تشوكتاو بـ195,764 عضوا ثم الهنود الأميركيين المكسيكيين بـ175,494 عضوا، وقبيلة تشيبيوا (170,742 عضوا) و”سو” (170,110 عضوا) وأباتشي (111,810 عضوا)، وبلاكفوت (105,304 عضوا).

ويتزاوج الهنود الأميركيون بنسب عالية مع كل من البيض والسود واللاتينيين.

6- الأميركيون الأوائل جاءوا من سيبريا إلى ألاسكا عبر جسر بري

من أي أتى السكان الأصليون إلى ما يعرف الآن بأميركا الشمالية والجنوبية؟ النظرية الأكثر شيوعا هي أنهم أتوا من شرق آسيا عبر مضيق بيرينغ الذي كان جسرا بريا خلال العصر الجليدي حين انخفض مستوى البحر، ويبلغ عرض المضيق الآن 18 ميلا. وتشير أدلة أنثروبولوجية وجينية وأثرية إلى أنهم هاجروا قبل عشرات آلاف السنين (ما بين 30 ألف عام و13 ألف عام). ثم هاجر هؤلاء عبر آلاف السنين جنوبا عبر كندا وانتشروا في أنحاء أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية.

خريطة تظهر هجرة الأميركيين الأوائل من سيبيريا إلى أميركا عبر مضيق بيرينغ الذي كان جسرا بريا خلال العصر الجليدي وفقا لنظرية كلوفسخريطة تظهر هجرة الأميركيين الأوائل من سيبيريا إلى أميركا عبر مضيق بيرينغ الذي كان جسرا بريا خلال العصر الجليدي وفقا لنظرية كلوفس
لماذا جاؤوا؟ هناك أدلة أثرية تشير إلى أنهم كانوا يرافقون هجرة الحيوانات الكبيرة التي كانوا يصطادونها مثل حيوان الماموث الذي يشبه الفيل والذي انقرض قبل نحو 11 ألف عام.

7- السيادة القبلية أدت إلى انتشار الكازينوهات في المحميات

لأن للهنود الأميركيين سيادة على محمياتهم، فلا تستطيع الولايات أن تمنع القمار فيها، لذا فقد انتشرت المئات من الكازينوهات في المحميات حتى إنها أصبحت عائدا اقتصاديا رئيسيا في بعض المجتمعات الفقيرة، وإن كانت المسائل الأخلاقية ما زالت موضع جدل.

وبحلول عام 2011 كان هناك 460 صالون قمار تشغلها 240 قبيلة في أنحاء الولايات المتحدة، وتدر في مجموعها إيرادات سنوية تقدر بنحو 27 مليار دولار، وفقا لمفوضية القمار الهندية الوطنية.

ورغم نمو العائدات والتحسن في البنية التحتية لبعض المحميات نتيجة الكازينوهات، إلا أن هناك إشارات إلى أنها لم تحسن ظروف الهنود الأميركيين بشكل عام، فقد أظهر تحليل أعدته وكالة أسوشييتد برس لمستويات الفقر والبطالة والمعونات الحكومية أن مستوى البطالة بين قبائل الهنود الأميركيين التي تشغل الكازينوهات استقر على 54 في المئة بين عامي 1991 و1997، إذ إن كثيرا من الوظائف استحوذ عليها غير الهنود، وفقا لبيانات قدمتها القبائل لمكتب الشؤون الهندية.

وقد اختار أكثر من نصف القبائل أن لا يقيموا كازينوهات على أراضيهم.

8- الهنود الأميركيون تعرضوا لتهجير قسري ومذابح وأوبئة

في عام 1835 وقّع البعض من قبيلة تشيروكي معاهدة مع الحكومة الأميركية لمبادلة أراضيهم في الشرق الأميركي في مقابل أراض في ولاية أوكلاهوما إضافة إلى خمسة ملايين دولار. ورغم أن معظم أعضاء أمة التشيروكي لم يكونوا يريدون الهجرة إلا أنهم لم يكن لهم خيار. وفي عام 1838 أجبر الجيش الأميركي أمة التشيروكي على الرحيل من بيوتهم إلى غرب نهر المسيسيبي. وقد تم تهجير نحو 100 ألف من الهنود الأميركيين من خمس قبائل مختلفة من أراضي أجدادهم فيما أضحى يطلق عليه “درب الدموع” Trail of Tears، وقد مات ما بين 4 آلاف إلى 15 ألفا منهم على الطريق جراء الجوع والبرد والأمراض.

وفي عام 2008 أصدر الكونغرس الأميركي قرارا اعتذر فيه للأميركيين الأصليين عن تلك “السياسات غير المدروسة”.

وقد توفي أعداد كبيرة من الهنود الأميركيين جراء الأوبئة التي لم يكن لهم مناعة ضدها بعد احتكاكهم بالأوروبيين، لا سيما الجدري والحصبة والحمى القرمزية والتيفوئيد والأنفلونزا. وكان ذلك من أسباب تناقص أعدادهم.

وأدت الصراعات على أراضي الأميركيين الأصليين إلى مذابح منها مذبحة “ساند كريك” ومذبحة “ووندد ني” ومذبحة “كامب غرانت”.

 

9- للأميركيين الأصليين تأثير على الثقافة الأميركية والعالمية

للهنود الأميركيين مساهمات وتأثير على الثقافة الأميركية والعالمية في مجالات شتى. فهناك العديد من الأطعمة التي يتناولها الناس حول العالم والتي لم تكن معروفة قبل اكتشاف العالم الجديد، منها البطاطا والطماطم والفول والذرة والفول السوداني والقرع والتبغ والكوسى. وقد تعلم الأوروبيون العديد من أساليب الزراعة من الهنود الأميركيين.

وقد بني النظام الفيدرالي الأميركي على نظام الحكم الذي تبناه اتحاد أمم الأيروكيان Iroquoian League of Nations.

والهنود الأميركيون هم أول من استخدم الزورق الطويل (الكانو) canoe ومن أوائل من استخدم لغة الإشارة للتخاطب بين القبائل المختلفة وبين التجار.

وهناك 28 ولاية والمئات من المدن التي اشتقت أسماؤها من لغات الهنود الأميركيين.

10- معظمهم مسيحيون اليوم لكنهم يمزجون المسيحية بدياناتهم القديمة

قبل مجيء الأوروبيين كان للهنود الأميركيين ديانات متنوعة تتراوح بين الوثنية والتوحيد وعبادة الطبيعة والحيوانات، غير أن الحكومة الأميركية وحركات التبشير المسيحية سعت إلى تحويلهم إلى المسيحية باعتماد سياسات تجبر أطفالهم على الانخراط في مدارس داخلية تفرض عليهم اللغة الإنكليزية والثقافة الأميركية الشائعة والديانة المسيحية. وقد رافقت ذلك قوانين فيدرالية تمنع ممارسة طقوس ديانات الهنود الأميركيين مثل “رقصة الشمس” و”كوخ التعرق”. وقد رأى المستعمرون في المسيحية أداة “لترقية” الهنود الأميركيين وتسهيل انخراطهم في المجتمع الأميركي.

وقد استمرت هذه السياسات حتى السبعينيات مع إصدار “قانون حرية تدين الهنود الأميركيين”.

ومع أن معظم الهنود الأميركيين الآن يعتبرون أنفسهم مسيحيين، إلا أن بعضهم يمارس تركيبة توليفية تمزج بين المسيحية وطقوس الديانات القديمة.

مثلاً القديس ديفيد بيندلتون أوكرهيتر من قبيلة “شايان” الذي تم تطويبه كقديس في الكنيسة الأسقفية كان يمارس أيضا “رقصة الشمس”.

وقد شهدت الديانات التقليدية مؤخرا اهتماما متجددا حتى من قبل غير الهنود الأميركيين، لا سيما في مجال المداواة الروحانية وإجلال الطبيعة.

المصدر: راديو سوا
لينة ملكاوي

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.