الرئيسية » الهدهد » مسلم رفض تمجيد إله الهندوس.. اغتيال نائب هندي سابق وتفجير رأسه على الهواء

مسلم رفض تمجيد إله الهندوس.. اغتيال نائب هندي سابق وتفجير رأسه على الهواء

وطن- قُتل عضظو البرلمان السابق عن ولاية “أوتار براديش” أكبر ولايات الهند، عتيق أحمد وشقيقه أشرف برصاص ثلاثة أشخاص في “براياجراج”، ليلةَ 15 أبريل الجاري.

وأمرت حكومة ولاية “أوتار براديش” بإجراء تحقيق فوري في جريمة القتل، وأثارت هذه الجريمة انتقادات واسعة من السياسيين المحليين والوطنيين بشأن حالة القانون والنظام في الولاية الهندية.

قتل نائب هندي وشقيقه خلال بثٍّ مباشر على الهواء

وأظهر مقطع فيديو رصدته “وطن” الشقيقينِ يسيران إلى جانب بعضهما وظهرا وهما يتحدثان لوسائل إعلام.

قبل أن يقوم أحد الأشخاص بإطلاق النار من مسافة صفر على رأس أحد الشقيقين ليُرديه قتيلاً في الحال.

وعندما حاول شقيقه الاقتراب منه على الأرض تمّت تصفيتُه هو أيضاً.

وذكر نشطاء أنّ سبب قتلهما هو رفضهما المتكرر لترديد شعارات الهندوس “جاي شري رام”، أي المجد للصنم رام إله الهندوس، وفق وسائل إعلام في الهند.

وأشارت شبكة “بي بي سي” باللغة الأردية، إلى أنّ الشقيقين كانا في طريقهما بمرافقة الشرطة إلى مستشفى موتيلال نهرو مانسيا -مستشفى كالفين- في براياجراج لإجراء فحص طبي.

وفي أثناء ذلك كانت وسائل الإعلام تُجري مقابلات معهما أمام الكاميرا.

وكان عتيق أحمد وأشرف في السجن لصلتهما المزعومة بجريمة قتل.

وذكرت وسائل إعلام، أن مثول عتيق أمام المحكمة اليوم الثلاثاء، يأتي في إطار قضية اختطاف أوميش بال في عام 2006.

وأوميش بال كان الشاهد الرئيس في قضية قتل راجو بال العضو بحزب “بهوجان ساماج”، وقتله بالرصاص داخل منزله بمدينة براياجراج الشهر الماضي، في هجوم تردّد أنه من تدبير الشقيقين.

قتل نائب هندي وشقيقه خلال بث مباشر على الهواء
قتل نائب هندي وشقيقه خلال بث مباشر على الهواء

قتل أمام الكاميرات

ولقي عتيق أحمد وشقيقه أشرف مصرعيهما بحضور إعلاميين، السبت، في الوقت الذي يتمركز فيه أفراد الشرطة في كل شارع تقريبًا في المدينة.

وخدمة الإنترنت معطلة في معظم الأجزاء، فيما يحجم السكان المحليون عن التحدث إلى وسائل الإعلام أو قول أي شيء عن عمليات القتل.

وعن تفاصيل حادث مقتل الشقيقين عتيق، قالت “بي بي سي” إنه قبل حادثة القتل بقليل توقفت سيارة جيب تابعة للشرطة خارج المستشفى. نزل بعض رجال الشرطة من أبواب السيارة وخرج آخرون من المقعد الخلفي.

وفي غضون 10 ثوانٍ من الخروج من الجيب، حاصر الإعلام عتيق وأشرف. كان رجال الإعلام يسألون الشقيقين عما إذا كانا سيقولان أي شيء، فلم يجيبا.

وسأل إعلامي: “لم تحضرا الجنازة اليوم، فماذا لديكما لتقولاه عن ذلك؟”، وكان يقصد تشييع جنازة نجل عتيق أحمد في نفس اليوم في ظل حراسة أمنية مشددة.

وفجأة ظهر مهاجم يرتدي قميصًا بنقشة مربعة وبنطلون جينز، وبدأ يطلق النار على أحد الشقيقين ليرديه قتيلاً على الفور. ثم أكمل على شقيقه بعد أن حاول إنقاذه وظهر كلا الأخوين ملقيين على الأرض وملطخينِ بالدماء.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن المهاجمين كانوا ثلاثة أشخاص قدموا أنفسهم كإعلاميين. وفي هذه القضية، تم اعتقال ثلاثة أشخاص والاستجواب جارٍ، كما تمّ العثور على بعض الأسلحة من الموقوفين.

وقال المصدر إنّ الشرطة جمعت بعد الحادث جميع أنواع الأدلة من مسرح الجريمة. إلى جانب ذلك، تمّ أيضًا العثور على المسدس الذي استخدمه المهاجم. كما تم القبض على المهاجمين الذين أطلقوا النار على عتيق وأشرف.

قتل نائب هندي وشقيقه خلال بث مباشر على الهواء
قتل نائب هندي وشقيقه خلال بث مباشر على الهواء

من عتيق أحمد؟

وولد عتيق أحمد البالغ من العمر ستين عامًا لعائلة فقيرة في براياجراج، ترك المدرسة بسبب الظروف، لكنه جمع ثروة طائلة على مر السنين، وتمتع بالرعاية السياسية والسلطة، ونجح في الحصول على قدر كبير من التأثير على نطاق واسع.

وفي عام 1989، بدأ رحلته في السياسة، وخلال تلك الفترة انتُخب خمس مرات نائباً في مجلس الولاية من دائرته الانتخابية، بينما انتُخب في عام 2004 أيضًا لعضوية البرلمان عن دائرة فولبور.

ويصفه فيكرام سينغ المدير العام السابق لشرطة أوتار براديش، بأنه “روبن هود”، وأنفق ثروته ببذخ لمساعدة الفقراء.

وقال إنه “اعتاد على مساعدة الأسر الفقيرة وعلى دفع مصاريف الزفاف، وتقديم المساعدة المالية بمناسبة العيد، ومساعدة الأطفال الفقراء على شراء الزي المدرسي والكتب”.

واعتُقل في 2017 بتهمة ارتكاب اعتداءات عنيفة، ثم نُقل إلى سجن في ولاية غوجارات الغربية.

أمضى أحمد أكثر من عقدين في السجن، لكنه حافظ على هيمنته في ولاية أوتار براديش.

ومع ذلك، بعد وصول حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي إلى السلطة في الولاية، بدأ نفوذ أحمد يتضاءل، بينما قطع حزب ساماجوادي العلاقات معه.

وقال رجل مسلم يبلغ من العمر 40 عاماً، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحادث ترك الناس مصدومين وقلقين.

وبدوره، زعم “ماهانت راجو داس، رئيس معبد هانومانجارهي في بلدة أيوديا، أنّ مثل هذه الحوادث لا ينبغي أن تلطّخ بالانحياز الطائفي.

وقال : “ليس للمجرمين دين أو طائفة”، وناشد جميع السياسيين ألا يحكموا على الجرائم من منظور الصراع بين الهندوس والمسلمين. مضيفاً أنّ “هذا حادث مؤسف ويشكّك في حالة القانون والنظام في الدولة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.