الرئيسية » تحرر الكلام » كم نحن بحاجه لِرُقي موسى

كم نحن بحاجه لِرُقي موسى

( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )

في قصة موسى عليه السلام مع إبنتي شعيب إستنكر وجود الإبنتين بين الرجال , فسألهما بحياء ماذا تفعلان ؟ أخبرنه بلا تحفظ إننا ننتظر حتي ينتهي الرُعاةُ من سقاية أغنامهم فنسقي بما تبقى من الماء , هنا ثلاثة فوائد عظيمه لا بد من التطرق لها الأولى : يجب إستنكار الخطأ ومحاربته ثم تقويمه ثم وكأن إستفهامه كان لدرء سوء الظن داخل نفسه والثانيه : تبرير التواجد من قبل الفتاتين حتى تزيلان الشك من قلب المشاهد أو المتابع أما الثالثه : هي جواز تبادل الحديث بين الرجل والمرأه بضوابط أخلاقيه .

الأخلاق والمروءه والشهامه مطلوبه ويجب أن لا تكون لغايه داخليه فلقد تحدث موسى مع الفتاتين بالقدر الكافي ولم يتجاوز الأخلاق ثم قام بإنجاز المهمه بالسقايه لهن ثم قام بالتولي إلى الظل فلقد إنتهى دوره وقدم ما يمليه عليه ضميره وأخلاقه والآن لاحاجةَ للكلام الزائد معهما وهنا مقارنه بسيطه بين هذا الموقف وموقفه عليه السلام حين سأله الله ( وما تلك بيمينك ياموسى ) أجاب ( هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ) وبنظري المتواضع ( ولي فيها مآرب أخرى ) هي فقط لإطالة وقت الكلام مع الله وليست بها فائده أخرى .

بعد أن سقى لهما وتوجهتا إلى منزلهما إستغرب أبوهما شعيب من سرعة عودتهما على غير العاده فقامتا بإبلاغه بتفاصيل ماحدث معهما وبالتفصيل وهذه دعوه بضرورة المصارحه دائماً ما بين الأب وبناته وبلا تحفظ أو خوف ما دُمتِ لم تُقدمي على فِعل خطأ كبير أو منافي للأخلاق .

طلب شعيب من إحدى إبنتيه أن تتوجه لموسى وتُخبره أن أباها يريد مقابلته , فذهبت إليه على إستحياء وأخبرته بشكل مباشر أن أبي يريد مقابلتك وبشكل صريح ولم تراوغ ولم تتلاعب بالألفاظ كأن تقول أحضر لمنزلنا لكي نراك أو تفضل زورنا وذلك لكي تمنع تفكيره الشطح بأنها صاحبة الدعوه وهي من ترغبه وهنا وكأن موسى عَلم بداوفع ومثيرات الشخصيه الداخليه فطلب منها أن يسير أمامها خوفاً من تلاعب الرياح بملابسها فتصف وتشف عن جسدها مالا تقبله مروءته ولا شهامته .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.