الرئيسية » تحرر الكلام » من قتل سمير القنطار؟

من قتل سمير القنطار؟

وطن- قتل القيادي في حزب الله سمير القنطار بعد مسيرة حافلة بالتناقضات على مدى 36 عاما راوح فيها بين النضال والمقاومة المشروعة وصولا إلى الدخول في تحالفات مشبوهة.

بدأ القنطار حياته مقاوما حين بلغ من العمر 17 ربيعا عندما قام في 22 نيسان 1979 بتنفيذ “عملية القائد جمال عبد الناصر” مع ثلاثة من رفاقه هم عبد المجيد أصلان، مهنا المؤيد، وأحمد الأبرص.

تفاصيل العملية تبدو معقدة جدا وكل المعلومات المنقولة والمتوفرة عنها -كما هي عادتنا كعرب في التصوير والنقل- خيالية،لكن هذا لا يعني أن هذه العملية كانت نوعية بامتياز وكلفت القنطار حكما قضائيا ب 542 عاما سجنا.

الحصيلة النهائية للعملية كانت 6 قتلى إسرائيليين بينهم عالم الذرة داني هاران، و12 جريحاً وقتل من افراد العملية اثنان هما أصلان والمؤيد، واعتقل القنطار والأبرص، وأطلق الأخير العام 1985 إثر عملية تبادل.

رحلة القنطار في السجون الإسرائيلية وطول المدة التي مكثها فيها جعلت البعض يطلق عليه لقب عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية حيث قضى الرجل أكثر من 29 عاما ذاق فيها ألوانا من العذاب.

عام 2008،خرج سمير القنطار رفقة 4 أسرى لبنانيين من حزب الله بعد صفقة تبادل مع العدو الإسرائيلي حيث تمّ تسليمه لحزب الله مقابل جثث الجنديين الإسرائيليين اللّذين تمّ قتلهم في عملية الوعد الصادق في يوليو 2006.

خرج الرجل واستقبل استقبال الأيطال حين كان العرب متحدين وكانوا يفرحون لكلّ عمل بطولي تقوم به أي مقاومة مهما كانت توجهاتها وانتماءاتها.

بعد الإفراج عنه،ظلّ القنطار مختفيا عن الأنظار لأنه كان مستهدفا ومهددا بالإغتيال من قبل سلطات الإحتلال حيث أنه فور خروجه من السجن وعد الأمة العربية بأنه سيدخل فاتحا لفلسطين.

سنة 2011 وفور اندلاع الثورة السورية التي تحولت بعدها بسنة إلى حرب أهلية ثمّ إلى حرب بين القوى الدولية،التحق القيادي في حزب الله إلى جانب عدد كبير من قادة الحزب بسوريا لمساندة الأسد في قمع الثوار السوريين وهو ما أحدث صدمة لدى محبّيه خاصة وأن الرجل وعد بالتفرغ لمقاتلة إسرائيل.

“فيديو”: شقيق سمير القنطار يؤكد مقتله بغارة جويّة جنوب دمشق

غابت أخبار القنطار في المدة الأخيرة وقيل إنه نجى من محاولة اغتيال تعرض لها في القنيطرة في شهر يناير الماضي حينما قصفت طائرات اسرائيلية أهدافا في الجولان المحتل كان من بينها جهاد مغنية ابن القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي قتل في سوريا عام 2008.

قتل القنطار في 20 من شهر ديسمبر الجاري وبدت أسباب الإغتيال مجهولة إلى حد الآن،فبعض المصادر قالت إن قصفا صاروخيا اسرائيليا استهدف مقر إقامته في جرمانا جنوب العاصمة دمشق،في حين تداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو منسوبًا للجيش الحر،تبنّى خلاله “لواء المهام السرية في العاصمة دمشق التابع لغرفة عمليات دمشق وريفها وبالإشتراك مع لواء فرسان حوران” اغتيال الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار ومرافقيه في “عملية نوعية”.

بعض المصادر في المعارضة السورية هي الأخرى ذهبت إلى أبعد من ذلك  واتهمت بصريح العبارة المخابرات السورية بقتل القنطار لأن مهمته انتهت ولم يعد في إمكانه تقديم المساعدة للنظام.

اغتيال القنطار وضع حزب الله في مأزق،فإما أن يرد الفعل إن كانت إسرائيل من قامت باغتياله وهو ما يعني حربا جديدة هو في غنى عنها وغير قادر عليها،كما وضعت الحكومة السورية موضع اتهام وتندّر في نفس الوقت،فمن اتهمها استند على الرواية التي تقول إنّ النظام السوري ومخابراته قادر على تصفية معارضيه والخارجين عليه،والمتندّرين قالو “إنّ النظام يحتفظ بحق الرد كما هي عادته في التعامل مع القصف الإسرائيلي”.

نستبعد فرضية اغتيال مغنية من قبل أي فصيل في المعارضة السورية لأن حجم الدمار الذي لجق بالمبنى حتّى أصبح ركاما يؤكّد لنا أنّ من قام بهذه العملية يمتلك صواريخ ومتفجرات نوعية لا تمتلكها أي جماعة من الجيش الحر وهو ما يدعم فرضيتان لا ثالث لهما إمّا إسرائيل وإمّا الحكومة السورية ولما لا جوكر ثالث لا علم لنا به

“القسام” تنعى “المناضل سمير القنطار” .. واسرائيل تستنفر تحسباً من ردّ “حزب الله”

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “من قتل سمير القنطار؟”

  1. أغتيال القنطار حمل أسئلة من قتلة إسرائيل أم المعارضة السورية أم النظام السوري والله أعلم هناك سبب وجيه لتصفية القنطار ولا كن كيف نعلم الله أعلم

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.