الرئيسية » الهدهد » سليمان خاطر.. البطل الذي قتله النظام المصري إرضاء لإسرائيل وادعى أنه انتحر

سليمان خاطر.. البطل الذي قتله النظام المصري إرضاء لإسرائيل وادعى أنه انتحر

وطن – مع غروب يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 1985 دخل سليمان خاطر التاريخ بدفاعه عن شرف بلاده ومنعه جنود الاحتلال من اقتحام الأراضي المصرية، لكن نهايته لم تكن على يد إسرائيل بل قتل في سجون نظام بلاده وزعم النظام وقتها أنه انتحر.

فمن هو الجندي المصري سليمان خاطر الشاب العشريني ـ عندما توفي ـ الذي استذكر الرواد قصته بالتزامن مع الأحداث الحالية؟

ونشر الأكاديمي “علي أبو رزق عن قصة سليمان خاطر بتغريدة له على منصة إكس كتب فيها أن تلك القصة: “واحدة من أكثر العمليات إلهامًا وتعقيدًا في تاريخ الصراع بين العرب والاحتلال”.

وأضاف أن “المفارقة كانت عملية سليمان خاطر في شهر أكتوبر وهو الشهر الذي تحول إلى كابوس حقيقي على الاحتلال وداعميه”.

وأردف أبو رزق أن “التعقيد في هذه العملية أنها أحدثت ضجة كبيرة جدا، وكادت تودي بالاتفاق المصري مع الاحتلال”.

قصة سليمان خاطر

واستذكر قصة سليمان خاطر “رغم بساطة الحيثيات والتفاصيل، ورغم التأكيد على أمور كان يظن الرجل أنها مؤكدة، مثل سيادة الأرض والعرض” وفق الأكاديمي.

ويتابع عن الأسطورة المصري: “هنا يقف شاب عشريني، كان على بعد أيام من إنهاء خدمته العسكرية الإلزامية، ليرى مجموعة من الصهاينة يحاولون اقتحام الجدار الفاصل ما بين مصر والكيان”.

وعما فعله بجنود الاحتلال أوضح “علي أبورزق” أن سليمان خاطر: “نادي بهم أن هذه أرض مصرية، عربية، فردوا بسخرية واستفزاز: لا يوجد أرض حرام على الإسرائيلي”.

و”قام خاطر بوظيفته على أكمل وجه، ولبى نداء العسكرية وشرف الجهادية” حسبما رواه أبو رزق و”أطلق النار على المعتدين وقتل سبعة وأصاب خمسة آخرين في منطقة عسكرية يتولى هو ورفاقه حراستها”.

وجاء الخبر كالصاعقة على الاحتلال الإسرائيلي وعلى النظام المصري المطبع مع الاحتلال، ليحول الشاب النحيل إلى المحاكمة العسكرية، ويحاكم بالسجن خمسة وعشرين سنة وهو حكم وصفه خاطر أنه “حكم ضد مصر”.

  • اقرأ أيضا:
من سليمان خاطر إلى محمد صلاح.. “الذئاب المنفردة” تعيد أمجاد الجيش المصري

الأوغاد لم يكتفو بسجنه!

ووصف الأكاديمي “أبو رزق” مسؤولي النظام المصري الذين اعتقل سليمان خاطر “بالأوغاد الذين لم يكتفوا بسجنه، بل قتلوه شر قتلة، حتى عُثر عليه مشنوقًا في زنزانته”.

وتزعم الصحف المقربة من النظام آنذاك أن خاطر “مات منتحرًا، في محاولة يائسة لتهشيم صورة البطل التي صنعها له المصريون”.

وعلق الأكاديمي على ذلك قائلاً بتغريدته: “مات خاطر، أو قتله سجانوه، ولم يعلموا أنهم لن يقتلوا روح النخوة والرجولة في هذه الأمة، ليأتي بعد خاطر بسنوات الشاب أيمن حسن ويقتل عددا من الجنود الصهاينة”.

وختم علي أبو رزق تغريدته باستذكار نماذج مشابهة لقصة سليمان خاطر: “قال حسن في المحكمة وأمام الجميع، أنه قتل الإسرائيليين انتصارًا للمسجد الأقصى، وبعده بسنوات، جاء محمد صلاح، الذي تغنى به الناس وجعلوه فخرًا حقيقيا للعرب”.

البطل سليمان خاطر.. قصة حاضرة في أذهان المصريين

ورغم مرور 38 عاماً على ذلك ظلت قصة سليمان خاطر عالقة في أذهان المصريين، وهو من مواليد محافظة الشرقية سنة 1961 وعاصر هزيمة 1967 وهو ابن ست سنوات وبعدها حرب الاستنزاف سنة 1970.

وبعد التحاقه بالخدمة العسكرية فوجئ خاطر أثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة في منطقة رأس برقة (جنوب سيناء) في النقطة “46” بمجموعة من الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة، التي تقع عليها نقطة حراسته، والتي يصل ارتفاعها لنحو 15 مترا.

وحذر خاطر جنود الاحتلال الإسرائيلي بالإنجليزية من التقدم داخل المنطقة العسكرية المحظورة، وكرر صياحه 3 مرات غير أن الجنود واصلوا سيرهم، فأطلق طلقات رصاص تحذيرية إلى السماء لكنها لم تجد استجابة.

وجعل ذلك الأمر سليمان خاطر يقوم بواجبه و يصوب سلاحه ناحية جنود الاحتلال ليقتل 5 ويصيب 7 آخرين، إلا أن قضاء بلاده تصرف كما لو أنه محكمة تابعة للاحتلال فقضى بسجنه 25 عاماً قبل أن يقوم بتصفيته داخل زنزانته وادعى أنه انتحر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.