“أوميت أوزداغ” السياسي التركي المراوغ.. من التآمر إلى العنصرية وصولاً إلى خذلان الأسد

وطن – منذ استبعاد حزب النصر التركي المعارض من قائمة الأحزاب المسموح لها خوض الانتخابات التشريعية في نيسان/أبريل 2022 والمعارض السياسي “أوميت أوزداغ” لا يكف عن اتخاذ مواقف متطرفة توصف بـ”العنصرية” تجاه اللاجئين.

ملف العداء تجاه اللاجئين كان المحرك الأبرز في توجهات الناخبين الأتراك في الانتخابات التي تمت في أيار/مايو الماضي حيث اشتد مطالب إعادة السوريين إلى بلادهم.

وخاطب أوميت أوزداغ الرئيس أوردغان ذات مرة بأنه “سوف يرسل اللاجئين بالقوة إذا لزم الأمر” وذكر أيضاً أنه “سيضع حدًا للهجرة ويعيد الناس إلى وطنهم”.

وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، حيث يعيش أكثر من 3 ملايين سوري تحت الحماية المؤقتة لكن العديد من السوريين يعيشون هناك بشكل غير رسمي، كما وصل مهاجرون غير نظاميين من أفغانستان وإيران وباكستان.

الغزو الصامت

ومنذ أشهر وبشكل شبه يومي ينشر “أوزداغ” عبر صفحته الشخصية على “تويتر” التي يتابعها قرابة مليون شخص كتابات ومقاطع فيديو وخطابات تحرض على اللاجئين.

أوميت أوزداغ السياسي التركي صاحب المواقف المتطرفة والعنصرية في تركيا
أوميت أوزداغ السياسي التركي صاحب المواقف المتطرفة والعنصرية في تركيا

ويصنف أوزداغ حزبه الذي لم يكن يملك قبل الانتخابات الحالية سوى نائبين فقط في البرلمان التركي كأكثر حزب سياسي يتخذ مواقف عنصرية متطرفة ضد اللاجئين.

ونشرَ “أوزداغ” على حساباته الشخصية لا سيما في منصة “إكس” (تويتر سابقاً) آلاف المنشورات التي تدعو للكراهية والعنصرية ضد اللاجئين ولم يفوت أي مناسبة وطنية كانت أو محلية إلا وعبّر فيها عن كراهيته للمهاجرين بشكل واضح.

وصلت عنصرية أوزداغ الفجّة إلى الاعتراف صراحةً بتمويل وإنتاج الفيلم العنصري الغزو الصامت
وصلت عنصرية أوزداغ الفجّة إلى الاعتراف صراحةً بتمويل وإنتاج الفيلم العنصري الغزو الصامت

ووصلت عنصرية أوزداغ الفجّة إلى الاعتراف صراحةً بتمويل وإنتاج الفيلم العنصري “الغزو الصامت” الذي يحتوي على تحريض مباشر ضد اللاجئين.

وتُظهر اللقطات أن إسطنبول تحولت إلى خراب بعد أن سيطر السوريون على كل شيء ويتولى حكم البلاد شخص من أصول سورية.

الدولة العميقة

ووفق تقرير لموقع للدراسات الإستراتيجية تم الكشف عن السياسي اليميني المتطرف المناهض للغرب والعنصري في تركيا أوميت أوزداغ باعتباره عميلاً منذ فترة طويلة في “الدولة العميقة” في تركيا.

حزب النصر الذي يرأسه أوزداغ يعد أكثر حزب سياسي يتخذ مواقف عنصرية متطرفة ضد اللاجئين
حزب النصر الذي يرأسه أوزداغ يعد أكثر حزب سياسي يتخذ مواقف عنصرية متطرفة ضد اللاجئين

ومصطلح الدولة العميقة يشير إلى العناصر القومية السرية والقومية الجديدة داخل الجيش والشرطة التركية ذات النفوذ. وأجهزة المخابرات، التي تعمل دون عقاب للتلاعب بالرأي العام وتشكيل السياسة.

وغالباً ما تنطوي هذه الأساليب التي تتبع في الدولة العميقة على عمليات غير قانونية وخارجة عن نطاق القضاء وفي بعض الأحيان وحشية.

ويتمتع أوزداغ السياسي البالغ من العمر 62 عاماً والذي يقود الآن حزب النصر اليميني المتطرف (ظفر بارتيسي)، بتاريخ من التعاون الوثيق مع جنرالات القوميين الجدد من المؤسسة العسكرية التي كانت قوية ذات يوم.

السياسي الغامض

وورد أن لدى أوميت أوزداغ علاقات مع وكالة الاستخبارات MIT ومجلس الأمن القومي (MGK)، الذي يشار إليه عادة باسم حكومة الظل التي تؤثر بشكل سري على السياسات الرئيسية في تركيا من وراء ستار ثقيل من السرية.

السياسي الغامض نسبيًا يشارك في الوقت الحاضر، بنشاط في مهمة سرية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتتضمن ولايته تقويض المعارضة، وتحويل الأجندة الوطنية بعيداً عن خصوم أردوغان، وخلق إلهاءات كبيرة للجمهور لتحويل الانتباه بعيداً عن المشاكل الحقيقية مثل الصعوبات الاقتصادية، والسعي إلى زرع الشقاق داخل السياسة التركية.

وفي حين أن القضية الأساسية التي يستغلها أوزداغ تدور حول المهاجرين واللاجئين السوريين والأفغان وغيرهم من المهاجرين واللاجئين، الذين يدعو إلى طردهم فإن المذكور يؤيد علناً العديد من الأفكار الأخرى المثيرة للجدل وتشمل هذه الإجراءات إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية أمام القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما يؤيد إنشاء حكومة منفى للأتراك في منطقة تراقيا الغربية في اليونان، وتفعيل الصواريخ الروسية بعيدة المدى إس-400 التي تم شراؤها من موسكو.

وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها أوزداغ إلى الازدواجية والانخراط في سياسة التعامل المزدوج بل اعتاد على صقل مهاراته في المكر والخداع وحرب المعلومات المضللة.

محاباة نظام الأسد

وعرف عن أوميت أوزداغ أيضاً محاباته لنظام الأسد ومحاولات التقرب منه، والمفارقة أن النظام السوري ذاته أهمله وأهانه بمنعه من دخول مناطق سيطرته مما أصابه بخيبة أمل.

وبعد أيام من إعلان بوزداغ القيام بجولة في المناطق التي يسيطر عليها النظام ضمن حملته التحريضية ضد اللاجئين السوريين في تركيا في آب/أغسطس الماضي فوجىء برفض النظام السوري، السماح لوفد من حزب “النصر” التركي المعادي للاجئين، بالوصول إلى دمشق.

وألغى النظام السوري آنذاك “تأشيرة الدخول” لزعيم حزب النصر أوميت أوزداغ ورغم وصول وفد مكون من ثلاثة أشخاص إلى الحدود السورية اللبنانية، لم يسمح لاثنين من أعضائه بالدخول.

وذكرت قناة  حينها أن زيارة أوزداغ إلى سوريا لم تنجح بسبب إلغاء تأشيرة الدخول له من النظام، لكن وفدا من حزبه توجه إلى الحدود السورية. وفي الوقت الذي سمح فيه لشخص واحد فقط بالعبور، تم منع اثنين آخرين.

وقال “شكرو سينا قوريل” نائب رئيس حزب النصر التركي، “إن الوفد تم تخفيضه إلى ثلاثة أشخاص فقط، وغادرت أنا وفكرت باير ونزيه كرمان إلى الحدود السورية مساء الثلاثاء، ولكن تم السماح فقط للسيد نزيه بالدخول لأنه يحمل جواز سفر عاديا.

ومنعت أنا والسيد فكرت لأننا نحمل جوازات سفر دبلوماسية وخضراء”.

وكان الصحفي والسياسي التركي قد تحدث عن أوميت أوزداغ بتغريدة على منصة “إكس” جاء فيها نقل فيها تصريح كبير مستشاري أرودغان أوكتاي سارال بعد اعتقال 4 من مسؤولي حركة المدافعة التابعة لأوميت اوزداغ والتي تقوم بنشر التحريضات على مواقع التواصل.

وجاء في تلك التصريحات: “في الآونة الأخيرة وراء كل عنف او خطاب فاشي أو أحداث مفتعله في تركيا نجد خلفها اوميت اوزداغ وجماعته، كراهية اوزداغ للاجئين يكمن خلفه كراهيته للاسلام، لقد اصبحوا مشكلة أمن قومي ويسعون لجر البلاد لحرب أهلية، نحن نرى اللاعيب الخطيره التي يقومون بها في تركيا بإسم القوميه،وسيدفعون ثمن ذلك”.

الصحفي والسياسي التركي mehmet canbekli
الصحفي والسياسي التركي mehmet canbekli

وأوضحت سارة أردوغان عبر منصة إكس أن الحملة ضد الأوكار التي تمول وتقود العنصرية ضد العرب تمت ضد: “أردي جان يلدز، رؤوف أكوس، عمر يتيم أوغلو، إمري كوشان بتهمة التحريض ضد العرب على منصات التواصل” متمنية أن يطال هذا الحساب رأس الأفعى أوميت أوزداغ.

سارة أردوغان

سارة أردوغان

قد يهمك أيضاً

تعليقات

  1. عندما تقارب إردوجان؛الذي إدعى زورا إن قدوته رسولنا الكريم؛ مع خونة الحكام في بلاد العرب لينقذوا إقتصاده المتداعي ويقرضوه ويستثمروا في بلاده، وليتوقفوا عن المضاربة على عملته؛ تباعدت عنه الشعوب المضطهدة لإنه حاد عن الحق لصالح المنافع؛فخسرنفسه كما خسرنا؛معظم الأتراك عندهم متلازمة مرضية سأنحت لها تعبير دوني_فوقي فهم يعانون من الدونية أمام الأوربيين،وجنون العظمة أمام العرب والمسلمين،يجب علينا تحجيمهم وتجنبهم حتى يعرفوا حجمهم الطبيعي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث