وطن- وسط حالة التوتّر السياسي التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي بعد انقلاب النيجر والتصعيد من مالي وبوركينافاسو ضد باريس وواشنطن، دعا وزير الخارجية التونسية الأسبق، رفيق عبد السلام، كلاً من المغرب والجزائر للركون إلى الحوار والعودة إلى مربّع التعاون المشترك.
وكتب عبد السلام (55 عاماً)، وهو الذي ترأس الديبلوماسية التونسية ما بين 2011 و2013، عبر حسابه الرسمي بتويتر: “لاشك أن الجزائر مستهدفة وسط هذا الزحام الهائل من الفوضى والانقلابات والتقلبات من حولها، باعتبارها النواة السياسية الأكثر صلابة في المجال الافريقي الشمالي وجنوب الصحراء”.
“حاجة استراتيجية للمصالحة”
وتابع: “هناك حاجة استراتيجية الى إجراء مصالحة مغربية جزائرية تقوم على إيقاف نزيف التطبيع مع دولة الاحتلال، وتجميد الخلاف حول ملف الصحراء بإرجاعه الى إطاره الأممي ( الأمم المتحدة)، مع التقدم خطوات عملية تدريجية باتجاه تخفيف التوتر بين البلدين”.
واعتبر أنّ “عودة التعاون الجزائري المغربي هو الضمانة الأساسية لاكتساب مناعة مغاربية وإفريقية وسد أبواب الشر الكثيرة التي تتهدد المنطقة”.
لاشك أن الجزائر مستهدفة وسط هذا الزحام الهائل من الفوضى والانقلابات والتقلبات من حولها، باعتبارها النواة السياسية الأكثر صلابة في المجال الافريقي الشمالي وجنوب الصحراء، ولذلك هناك حاجة استراتيجية الى إجراء مصالحة مغربية جزائرية تقوم على ايقاف نزيف التطبيع مع دولة الاحتلال، وتجميد… pic.twitter.com/khWnR3txCv
— Dr Rafik Abdessalem. د. رفيق عبد السلام (@RafikAbdessalem) August 1, 2023
جدير بالذكر أن رفيق عبد السلام، هو سياسي تونسي وعضو المكتب التنفيذي لحزب حركة النهضة، وهو صهر الزعيم التاريخي للحركة، راشد الغنوشي.
وكان “عبد السلام” أوضح في مناسبات عديدة (فترة توليه الخارجية التونسية وبعدها)، تأكيده على ضروره التعاون الجزائري ـ المغربي من أجل فضاء مغاربي أكثر تماسكاً وأمناً.
التوترات تعصف بالساحل الإفريقي
منذ الانقلاب العسكري في النيجر، الأربعاء 26 يوليو، توالت التطورات السياسية في منقطة الساحل، خاصة بعد توارد أنباء عن تدخلات غربية (فرنسية بشكل خاص) لإعادة الرئيس المُنقلب عليه محمد بازوم.
وفي بيان مشترك، الاثنين، حذرت السلطات في بوركينا فاسو ومالي من أن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم، الذي أطاح به انقلاب عسكري، إلى الحكم سيكون بمثابة “إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي”. مضيفة أن ذلك سيؤدي إلى انسحاب بوركينا فاسو ومالي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو).
إلى ذلك وعلى صعيد مغاربي، فإن للنيجر أهمية استراتيجية بالنسبة للجزائر، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، فالبلدان عضوان في مجموعة الميدان التي تضم أيضا كلا من موريتانيا ومالي.
اتفاقيات متبادلة
ومن النيجر عبر الجزائر يتدفق سنوياً آلاف المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى الجزائر عبر الحدود المشتركة.
كما سبق أن وقّع البلدان، 2021، على اتفاق التعاون الأمني، لتنسيق عمليات محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والمنظمة.
ناهيك أن النيجر تمثل ممرا مهما للجزائر نحو قلب إفريقيا، ضمن استراتيجيتها لتعزيز صادراتها إلى القارة السمراء، وبالأخص مشاريع الطريق العابر للصحراء والذي يربط الجزائر بنيجيريا عبر النيجر، بالموازاة مع خط للألياف البصرية، وأنبوب لنقل غاز نيجيريا إلى أوروبا مرورا بالبلدين.
وبعيداً عن الهجرة وتداعياتها، يُشار أن مجمع سوناطراك الجزائري (القلب النابض لاقتصاد البلاد)، وقّع في فبراير/شباط 2022، مع وزارة الطاقة في النيجر، على اتفاق لتقاسم الإنتاج في حقل “كفرا” النفطي شمالي البلاد، الذي اكتشفته في 2018، والذي تقدر احتياطاته بنحو 400 مليون برميل.
مجرد تساؤل.
هل تحتاج الجزائر للنصائح المدفوعة!!!؟؟؟
فتح الحدود وعودة العلاقات بين الجزائر والمغرب أصبح مصدر رزق لكثير من العياشة والانتهازيين.
“نصيحة” وزير الخارجية التونسية الأسبق، رفيق عبد السلام، نفسها طالب بها نزار بولحية في مقال نشرته “القدس العربي” تحت عنون:” بعد انقلاب النيجر: هل تضطر الجزائر للمصالحة مع المغرب؟” وطالبت به مجلة “جون افريك” في مقال تحت عنوان:” Ce que le Maroc et l’Algérie gagneraient à l’ouverture de la frontière”
ربما هؤلاء تجاهلوا أن الجزائر لديها بترولها وغازها، ولديها أكثر من برتقال وزيتون تونس، ولديها أكثر من فوسفات المغرب، ولديها أكثر من حديد موريتانيا، فالله أغناها بفضله عن كل أحد.
قاومت الإرهاب 10 سنوات وهزمته لوحدها، وتحرس حدودها من دون مساعدة غيرها.
لها من المال ما تساعد أو تقرض به غيرها، ولا ديون عليها، واستعادة عافيتها ومكانتها، وأصبحت تعاقب وتحاصر دول أعضاء في الإتحاد الأوربي والحلف الأطلسي، وكبار وصغار العالم يخطب ودها ويسعى للتعاون معها.
والجزائر اليوم حرة في أقوالها وأفعالها كما قال رئيسها، فاعل في الساحة الدولية، الكل يتودد إليها، ويمد يده لها، تحاصر دولا، وتعاقب أخرى، وتعاكس دولا وتدعم أخرى بقرارات سيادية، وليست مفعول بها تنتظر التعليمات من السفارات.
وبالمختصر المفيد، منذ استقلالها، وقبل نزاع الصحراء حافظت الجزائر على مضض على شعرة معاوية مع المغرب في علاقاتها رغم أنه يعتبرها “عدوة وحدته الوطنية”، وينعتها بـ “جارة السوء”، فقطع الشعرة لما أصبح يسعى للزحف على غربها، وبعد أن هددها بالكيان والأمريكان فأوصل العلاقات إلى “نقطة اللاعودة”.
وقد رد على هؤلاء المساكين، جريدة “لوموند” الفرنسية في مقال نشرتها يوم:09/08/2023، تحت عنوان:” L’Algérie se pose en médiateur dans la crise nigérienne” مفاده أن الجزائر أصبحت تلعب مع الكبار.