الرئيسية » حياتنا » ماذا تعرف عن نمط الحياة الخامل وما مدى تأثيره على الصحة العقلية؟

ماذا تعرف عن نمط الحياة الخامل وما مدى تأثيره على الصحة العقلية؟

وطن-لا يزال هذا السؤال مطروحًا للنقاش بين باحثي علم النفس: ما مدى تأثير الجلوس والنوم بإفراط طوال الوقت على صحة الإنسان؟ وفي الحقيقة، يرتبط نمط الحياة الخامل على هذا النحو بالعديد من مشاكل الصحة البدنية، ولكن هل هناك تأثير على المستوى العقلي؟

بحسب موقع “مينتي أسومبروسا” الإسبانية، فإن هناك علاقة محددة بين السلوك المستقر ومخاطر الصحة العقلية، إذ وجدت إحدى الدراسات، أن رضا الناس عن الحياة يتراجع، ​​عندما يُطلب منهم الحد من نشاطهم البدني لمدة أسبوع.

ما العلاقة بين نمط الحياة الخامل والصحة العقلية؟

في الحقيقة، هناك مجال كبير لتفسير سبب ارتباط السلوك المستقر بالصحة العقلية. في حالة الاكتئاب، اقترحت بعض الأبحاث أن عوامل أخرى مثل الروابط الاجتماعية وحالات الصحة البدنية يمكن أن تفسر سبب ارتباط بالسلوك المستقر.

الروابط الاجتماعية وحالات الصحة البدنية يمكن أن تفسر سبب ارتباط بالسلوك المستقر.
العلاقة بين نمط الحياة الخامل والصحة العقلية

كما يسلّط مقال نُشر مؤخرًا الضوء على هذا الموضوع، ما يجعله مثيرًا للاهتمام بشكل خاص، إذ نظر الباحثون في نتائج 12 دراسة مختلفة حول موضوع السلوك المستقر والاكتئاب، ومن المثير للاهتمام أن الارتباط بين السلوك المستقر والاكتئاب، يعتمد بالأساس على نوع معين من السلوك المستقر.

كما كان التمييز الرئيسي بين السلوكيات المستقرة الإيجابية عقليًا والنشاط العقلي الإيجابي، وتبين أن الأول له علاقة ذات دلالة إحصائية بخطر الاكتئاب في جميع الدراسات التي شملها الاستطلاع، في حين أن النشاط العقلي الإيجابي لم يكن له ارتباط بخطر الإصابة بالاكتئاب. وبعبارة أخرى، يمكن أن تكون الأنشطة السلبية جسديًا والسلبية عقليًا سيئة بشكل خاص من منظور الصحة العقلية.

كمثال ملموس، ضع في اعتبارك الفرق بين نشاطين مستقرين جسديًا يتضمنان مشاهدة الشاشات: مشاهدة التلفزيون واستخدام الكمبيوتر. وجد الباحثون دليلاً على أن مشاهدة التلفزيون مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، لكن لا يوجد دليل على أن استخدام الكمبيوتر يسبب الاكتئاب على وجه التحديد.

الأنشطة السلبية جسديًا والسلبية عقليًا سيئة بشكل خاص من منظور الصحة العقلية
النشاط العقلي الإيجابي لم يكن له ارتباط بخطر الإصابة بالاكتئاب.

ووفق ما ترجمته “وطن“، لم يتم تفسير الارتباط بين الأنشطة الذهنية والأنشطة السلبية بشكل واضح، إذ إنه في نهاية هذه الدراسة، صنف الباحثون القراءة والقيادة على أنها مهام نشطة ذهنيًا، بينما اعتبروا الجلوس والتحدث أو الجلوس على وجه الخصوص أمرًا سلبيًا عقليًا.

كما هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول كيفية الربط بين السبب والنتيجة فيما يتعلّق بين السلوكيات المستقرة وخطر الاكتئاب. لكن هذه النتائج تشير إلى أنه من أجل فهم آثار السلوكيات المستقرة على الصحة العقلية، سنحتاج إلى أن نكون أكثر تحديدًا في النظر إلى الأنواع المختلفة للسلوكيات المستقرة التي قد تؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة.

نمط حياة غير مستقر بسبب استخدام الشاشة

تشير دراسات أخرى إلى أن الوقت الذي تقضيه أمام شاشات الهاتف المحمول أو الكمبيوتر يؤثر أيضًا على نمط الحياة الخامل وعواقبه على الصحة العقلية. كما ذكرت جميع الدراسات أن الجلوس أمام الشاشة بين المراهقين يؤدي إلى بروز أعراض الاكتئاب، على غرار:  القلق وتدني احترام الذات والتفكير الانتحاري والوحدة والتوتر والضيق النفسي.

من جهة، تم العثور على أدلة قوية وثابتة على العلاقة بين أعراض الاكتئاب والضيق النفسي، والوقت المخصص لاستخدام الشاشات لقضاء وقت الفراغ. علاوة على ذلك، دعمت الأدلة المعتدلة العلاقة بين تدني احترام الذات واستخدام الشاشة. ومن جهة أخرى، فإن حالة الصحة العقلية تكون أسوأ بين المراهقين الذين استخدموا وقت الشاشة أكثر من 2-3 ساعات في اليوم، ناهيك بأن هناك اختلافات بين الجنسين.

الجلوس أمام الشاشة يؤدي إلى بروز أعراض الاكتئاب
العلاقة بين أعراض الاكتئاب والضيق النفسي

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.