الرئيسية » حياتنا » ماذا يحدث في دماغ الطفل عندما نستخدم العقوبة البدنية؟

ماذا يحدث في دماغ الطفل عندما نستخدم العقوبة البدنية؟

وطن- تحظر حاليًا 60 دولة فقط، استخدام العقوبة البدنية على الأطفال في جميع أنحاء العالم، ومن بين هذه البلدان فرنسا والبرازيل وكينيا ونيوزيلندا والسويد، والتي كانت أول دولة تحظره في عام 1979. بينما تسعى الآن، كل من المملكة المتحدة، ودول مثل دولة ويلز وإسكتلندا إلى إصدار تشريعات لتقييد العقوبة البدنية أو حظرها تمامًا، بما في ذلك الضرب على المؤخرة.

وبحسب تقرير لموقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي، فإن ثلاثة أرباع الأطفال في جميع أنحاء العالم يتعرضون للتأديب من خلال استعمال العنف البدني.

 الصفع والعنف البدني
آثار الضرب على نفسية الطفل

وفقًا لـ Cross the Atlantic Ocean وموقع NPR، حظرت 28 ولاية (بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا) العقاب البدني في المدارس، بينما لم تحظر سبع ولايات ذلك. هذا يعني أنه لا تزال هناك 15 ولاية تسمح علنًا بالعقاب البدني، بما في ذلك تكساس وفلوريدا ونورث كارولينا.

وفقًا لاستطلاع ABCNEWS لعام 2017، فإن أكثر من ربع البالغين الأمريكيين (26٪) يؤيدون صفع الأطفال في المدرسة لكن 65٪ يوافقون على الضرب على المؤخّرات كشكل من أشكال التأديب للأطفال، بشرط أن يظلّ ضمن إطار التأديب الأسري. وظلّ هذا الرقم ثابتًا نسبيًا منذ عام 1990.

ومع ذلك، يجادل خبراء من الجمعية البريطانية لعلماء النفس التربوي بأن الضرب على المؤخرة ليس فقط غير فعال في ردع السلوك غير المرغوب فيه في المستقبل، ولكنه قد يضرّ أيضًا بصحة الأطفال والمراهقين. وعلى الرغم من أن بعضهم قد يجادل بأنه لم يضرّ بهم، فإن الأبحاث العلمية المتاحة تثبت خلاف ذلك، وفقًا لما ترجمته “وطن“.

وجدت أكبر دراسة متوفّرة حتى الآن، وهي عبارة عن تحليل تلوي لـ75 بحثًا يمتد على أكثر من 50 عامًا وتضم أكثر من 160.000 طفل، أن الضرب على المؤخّرة كان مرتبطًا بـ13 نتيجة من أصل 17، بمشاكل الصحة العقلية في الطفولة والبلوغ، بالإضافة إلى إظهار مستويات أعلى من السلوك المعادي للمجتمع.

الضرب يسبب مشاكل عقلية
الضرب على المؤخرة

وعلى الرغم من ذلك، فإن النتائج تسبب بعض الجدل، إذ أصدرت الكلية الأمريكية لأطباء الأطفال بياناً ردّاً على البحث وصفت فيه التحليل بأنه “غير صحيح على الإطلاق”. كما انتقدوا الباحثين لاعتمادهم بشكل كبير على البيانات الارتباطية وتجاهلهم “النتائج المفيدة من دراسات أساليب التأديب المناسبة التي تعتبر تقليديًا مناسبة للضرب على المؤخّرة”.

ومع ذلك، فإن أدمغة الشباب مرنة بشكل خاص، ناهيك بأن الضرب على المؤخّرة بشكل خاص، ليس إلا عدد قليل من الطرق التي يمكن أن يكون لها تأثير على الطفل.

تأخر النمو:

  • من آثار الضرب على المؤخّرة

وجدت دراسة نُشرت في مجلة Annals of Global Health،  شملت 74 زوجًا من مقدمي الرعاية وأطفالهم، أن هناك صلة بين الضرب (والتوبيخ) والتأخر في النمو، إذ لوحظ أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب على المؤخّرة بانتظام كانوا أكثر عرضة خمس مرات لصعوبات في اللغة.

ومع ذلك، من الصعب تحديد على وجه اليقين ما إذا كان الضرب على المؤخّرة؛ هو سبب تأخر اللغة أو ما إذا كان العكس، أو حتى إذا كان هناك عامل ثالث. لذلك، من المهم عرض هذه النتائج بحذر.

الصحة النفسية السيئة:

  • الضرب على الأرداف

وجدت دراسة أجريت في عام 2012، شملت 34600 بالغ، أن العقاب البدني، وخاصة ممارسة العنف الجسدي من قبل آبائهم، كان مرتبطًا بمشاكل الصحة العقلية. ناهيك بأنه يمكن أن يُعزى ما بين 2٪ و7٪ من حالات الاضطرابات مثل الاكتئاب الشديد والقلق والبارانويا إلى هذه العقوبات.

ويُذكر أنه من بين المشاركين، أفاد 6٪ أنهم عانوا من سلوكيات مثل: “الدفع أو الإمساك أو الصفع أو الضرب” من قبل والديهم. وبين أولئك الذين مرّوا بهذه التجارب كان 59٪ منهم أكثر عرضة للإدمان على الكحول، و41٪ أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، و24٪ أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع. من المهم ملاحظة أن هذه الأرقام تعكس ارتباطًا إحصائيًا وليس رابطًا سببيًا مباشرًا.

الكحول والمخدرات
صفع الأطفال والضرب على المؤخرة والوجه

الحد من قدرة المادة الرمادية في الدماغ:

  • الضرب على المؤخرة

وجدت دراسة أجريت عام 2009 صلةً بين العنف الجسدي وانخفاض كبير في المادة الرمادية، المسؤولة عن تحويل المعلومات الحسية إلى بيانات كيميائية يمكن لأدمغتنا فهمها. تشارك المادة الرمادية في جوانب مختلفة مثل السمع والكلام والعواطف وضبط النفس.

كما أظهر الأفراد الذين تعرضوا للضرب على المؤخّرة بشكل منتظم في أثناء الطفولة انخفاضًا بنسبة 19.1٪ في حجم المادة الرمادية وبشكل خاص في التلفيف الجبهي العلوي، و14.5٪ في التلفيف الجبهي السفلي، و16.9٪ في القشرة الحزامية الأمامية.

العلاقات العنيفة:

لا عجب أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف يعيدون إنتاج هذا السلوك في مرحلة البلوغ، سواء عن طريق صفع أطفالهم أو عن طريق استخدام العنف ضد شركائهم. في دراسة أجريت عام 2017، سُئل 758 شابًا عن عدد المرات التي تعرضوا فيها للصفع أو الضرب على المؤخرة في أثناء الطفولة كشكل من أشكال العقاب البدني، ووجد الباحثون أن هؤلاء الأفراد كانوا أكثر عرضة بنسبة 29٪ لارتكاب أعمال عنف مع أزواجهم.

كما أنهم كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا للعنف. ومع ذلك، فإن هذه التأثيرات لا تقتصر على العلاقات الرومانسية. وجد التحليل التلوي لـ36 دراسة عن العقاب البدني؛ أن الآباء الذين ضربوا أطفالهم كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإبلاغ عن سلوك عدواني لدى أطفالهم بعد ذلك.

الكحول والمخدرات والانتحار:

في دراسة أجريت عام 2017، سُئل أكثر من 8000 بالغ تتراوح أعمارهم بين 19 و97 عامًا عن تجاربهم مع الصفع عندما كانوا أطفالًا، وكانت النتائج مثيرة للقلق. فأولئك الذين تعرّضوا للصفع كانوا 23٪ أكثر عرضة لشرب الكحول باعتدال أو بشكل مفرط، و32٪ أكثر عرضة لاستخدام المخدرات غير المشروعة. بالإضافة إلى ذلك، كان 37٪ منهم أكثر عرضة لمحاولة الانتحار.

استخدام العنف البدني
العقوبة البدنية

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “ماذا يحدث في دماغ الطفل عندما نستخدم العقوبة البدنية؟”

  1. مجرد تساؤل.
    ماذا يحدث في دماغ الطفل عندما نستخدم العقوبة البدنية !!!؟؟؟
    يتيقن الطفل ان الدنيا ليس سائبة، وأن هناك قوانين وضوابط وعادات وتقاليد ومقامات خاصة بكل مجتمع، يستوجب مراعاتها واحترامها.
    ما هو سبب الإنحراف عند الأطفال !!!؟؟؟
    هو التخلي عن العقوبة، فتحل الفوضى في البيت والمدرسة والشارع، ويتصرف الطفل على هواه ومزاجه، فلا يحاسب ولا يعاقب بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان، ولا عقل سليم يقبل بها، كدراسات من قبيل مقال الحال، واحترام بدعة “الحرية الشخصية” للأطفال، وتجريم ضربهم، فيتمادى الطفل أكثر فأكثر، وتدور الدائرة فيصبح هو من يهدد واحيانا يضرب والديه ومعلميه.
    قيل: من آمن العقوبة ساء أدبه.
    أنا من جيل تربى على الضرب فتعلمنا الأدب.
    ورغم “كرهنا” لوالدينا ومعلمينا في صغرنا، أحببناهم واحترمناهم في كبرنا بعواطفنا وعقولنا. فدعونا لهم من وجداننا ومن أعماق قلوبنا أن يجازيهم ربنا بخير ما يجازي به عباده الصالحين.
    فكان البيت والمدارسة متكاملين هدفهما واحد: “التربية والتعليم”.
    أما اليوم فأصبحت المدرسة مكان لعرض أزياء ومفاتن البنين والبنات، ويُحتقر ويهان فيها المعلمون والمعلمات.
    والبيت أصبح فندق أو مطعم يأوون إليه فقط للأكل أو المبيت من عجز على ذلك خارجه.
    ومنع الغرب للضرب، لم يمنع انحراف وهروب وإدمان وإجرام أطفالهم.
    لا تستبدلوا ما تعلمتم من اسلافكم، بما يريد الغرب إغوائكم والتغرير بكم، فتصبحون مثلهم، لا خلاق لكم، وذلك هدفهم.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.