الرئيسية » حياتنا » لغة الجسد: ما الذي تقوله طريقة جلوسك عن شخصيتك؟

لغة الجسد: ما الذي تقوله طريقة جلوسك عن شخصيتك؟

وطن– تتقاطع الأرجل أو تنحني أو تتباعد أو تقترب من الشخص الذي نتحدث إليه، كل هذه التصرّفات تعبّر عن أشياء بداخلنا ومشاعر تخالجنا. وإذا كان من المعتاد أن تعاليم الوجه بشكل عام، هي ما تفكّ تشفير مشاعر الآخر، فيبدو اليوم أن الوضعيات التي يتخذها المرء في أثناء الجلوس هي في حد ذاتها حديث وتواصل غير كلامي.

وبحسب تقرير لمجلة “ماري كلار” الفرنسية، فإنّ وضعية الساقين يمكن أيضًا أن تنقل مشاعرنا، لا سيما من خلال الوضعيات التي نختارها للجلوس، باعتبارها كاشفة، ولكنها أقل ملاحظة من اليدين.

طريقة الجلوس في مقابلة العمل
طريقة الجلوس في مقابلة العمل

وإذا كان الفحص الدقيق لوجه الشخص يبدو أكثر دلالة، فاعلم أنه في مواقف معينة، مثل: مقابلات العمل، أو عندما تجد نفسك على بعد بضعة سنتيمترات من الشخص الذي ترغب في التحدث إليه، فمن الجيد أن تعرف كيفية استخدام هذه الأساليب لإخفاء عواطفك أو فك تشفيرها.

وفي هذا السياق، تؤكد كارين دونالدسون، الخبيرة الأمريكية في اللغة غير اللفظية أو ما يسمى التواصل غير الكلامي، أن “الطريقة التي يجلس بها الناس ويضعون بها أرجلهم تشير غالبًا إلى شعورهم الداخلي”.

وضع ساق على ساق أثناء الجلوس .. ما لا تعرفه عن تأثير ذلك على جسدك

اليدين، تقاطع الكاحلين: العلامات التي تدل على أنك مرتاح

لتوضيح العديد من المشاعر التي يمكن أن تعبّر عنها طريقة جلوسنا، شرحت لنا الخبيرة الأمريكية عدة وضعيات، وبدأت أولاً، بسرد التفاصيل التي يجب البحث عنها لفهم ما إذا كان الشخص مرتاحًا.

وقالت: “عندما يستريح شخص ما بشكل عرضي على مساند الذراعين للأريكة فهذا يدل على أنه ثابت ومرتاح. كما تشير الأيدي الموضوعة على الفخذين برفق إلى أن الشخص متواضع ومهتم بمن معه. ويدل الكاحلان المتقاطعان مع ساقين مفتوحتين قليلاً على أن الشخص يشعر بالراحة. ومع ذلك، كلما كان كاحلا الشخص مشدودين، زادت الإشارة إلى أنه قد يشعر بالتوتر وعدم الراحة”.

يمكن التظاهر من خلال طريقة الجلوس لإخفاء المشاعر الحقيقية
يمكن التظاهر من خلال طريقة الجلوس لإخفاء المشاعر الحقيقية

لكن ليست حركات الجسم فقط هي التي يمكن أن تعطينا معلومات غير لفظية. فالموقع الذي يختاره المرء عند الجلوس يخبرنا أيضًا بذات الشيء. وأوضحت كارين دونالدسون: “خلال موعد أو حدث اجتماعي، عندما يجلس شخص ما في المنتصف أو في وسط أريكة أو على طاولة، فهذا يعني أنه واثق من نفسه”.

التعابير غير اللفظية التي تدل على التوتر

وتابعت الخبيرة كارين دونالدسون: “من ناحية أخرى، عندما يجلس شخص ما في نهاية طاولة أو أريكة، فهذا يشير إلى أنه يشعر بالخجل أو التردد أو عدم الارتياح”.

وبالتالي، في المواقف العصيبة (في أثناء مقابلة العمل)، من الممكن أن تفضحنا بعض تعابيرنا غير اللفظية، وتسبب لنا بعض الضغوط وربما أضرارًا.

كما أردفت: “إذا ضغط شخص ما على مساند الأريكة عند الجلوس، فقد يشير ذلك إلى أن الشخص يشعر بالحرج”.

وبالمثل، فإن الأرجل التي لا يمكن أن تظل ثابتة، تقول كثيراً عن حالتنا الذهنية. وأوضحت كارين دونالدسون: “يمكن أن يشير اهتزاز الساق إلى أن الشخص متوتر أو في عجلة من أمره. فعندما يهز الناس أرجلهم، فهذا يجعلهم يبدون غير صبورين بدلاً عن الهدوء والثقة“.

افهم مشاعر الشخص من خلال تحليل مواقفه بالقرب منك

لكنّ الانتباه إلى هذه التفاصيل يمكن أن يخبرنا أيضًا كثيرًا عن مدى اهتمام الآخرين بنا. أوردت كارين الخبيرة الأمريكية: “عندما يجلس شخص ما ويميل في أثناء التحدث إليك، فهذا يعني أنه مهتم ويريد أن يكون معك. وعلى العكس من ذلك، إذا ابتعد عنك، فهذا يعني أنه يريد الخروج من المحادثة”.

ولتوضيح كيفية قراءة إشارات الآخر بشكل أفضل، أكدت كارين دونالدسون بأنه من الضروري فهم إستراتيجية “المناطق القريبة”.

كما أوضحت: “هناك أربعة منها، وهي تتعلق بالوعي المكاني وتأثيراته على سلوك الناس. فهناك المساحة العامة: وهي تتعلق بمخاطبة جمهور. والمساحة الاجتماعية التي تبدأ بشكل عام من متر واحد إلى 3 أمتار بينك وبين الشخص الآخر. ثم المساحة الشخصية التي تبدأ من 0.5 م إلى 1 م، والمساحة الحميمة التي تكون على مسافة 0.5 م من الشخص”.

التقارب بين الزوجين في الأماكن العمومية
التقارب بين الزوجين في الأماكن العمومية

لذا فإن مقدار المساحة الموجودة بين الشركاء عندما يجلسون، يمكن أن يخبرنا عن مدى قربهم جسديًا وعاطفيًا وترابطهم في علاقتهم.

وتابعت: “كلما كانت الفجوة بينهما أقل، سعى الشركاء إلى الاتصال ويريدون أن يكونوا قريبين جسديًا. أما الفجوة الأكبر فتعني أن هناك مسافة في العلاقة، لأن كلّاً منهم يحاول أن يُنظر إليه على أنه فرد، وليس كزوجين“.

فيما يتعلق باللمس، قالت الخبيرة كارين دونالدسون: “نحن نعلم أنه عندما يتلامس الناس في الأوقات الحميمة، يزداد معدل ضربات قلبهم، حيث تؤدي لمسة بسيطة في اليد إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين، ما يجعلنا نشعر بالراحة والثقة، وبالتالي يمكنك رؤية الزوجين يجلسان بعيدًا ولكن تتلامس قدماهما، ما يشير إلى أنهما مرتبطان جدًا ويحترمان أيضًا استقلالية كل منهما”.

دراسة: التظاهر بالابتسامة يحسن الحالة المزاجية!

هل يمكنك إخفاء مشاعرك بتغيير وضعية جلوسك؟

لكن هل يمكننا التحكم في بعض إيماءاتنا حتى لا تظهر عواطفنا؟

في هذا الشأن، أكدت الخبيرة الأمريكية: “يمكننا بالفعل التحكم فيما نعبّر عنه بطريقة غير لفظية من خلال التظاهر بشأن كيفية جلوسنا وكيفية وضع أرجلنا”.

للقيام بذلك، عليك أن تختار إيماءاتك وفقًا للوضعية التي تجعلك تبدو أكثر ثقة (في حين أنك لست مطالبًا بذلك بالضرورة).

وأفادت في هذا الصدد: “تجنب عقد ساقيك بإحكام عند الكاحل، واجلس بشكل مستقيم وضع قدميك بثبات على الأرض أسفل ركبتيك مباشرة، فهذا يظهر ثقة كبيرة بنفسك. تأكد من بقاء ذقنك موازية للأرض. وإذا كانت ذقنك مرتفعة جدًا، فستبدو متعجرفًا وإذا كاتت منخفضة جدًا ستبدو أنك لا تثق بنفسك”.

وأضافت: “أما إذا اخترت وضع ساقيك عند الجلوس، فتأكد من أن ركبة الساق المتقاطعة تتجه نحو الشخص الذي تتحدث إليه، وحافظ على وضعية رجلين مفتوحة بعض الشيء ومرحّبة من خلال عدم تشابك ذراعيك فوق صدرك، فهذه الوضعية (تشابك ذراعيك فوق صدرك) يمكن أن تبني حاجزًا في اللاوعي ويمكن أن تشير إلى أنك اندفاعي ولست منفتحًا على الأفكار الجديدة أو تجاه الشخص الآخر أو للمحادثة”.

وضعيات الجلوس تعبر عن المشاعر الحالية للشخص
وضعيات الجلوس تعبر عن المشاعر الحالية للشخص

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.