الرئيسية » حياتنا » دراسة: التظاهر بالابتسامة يحسن الحالة المزاجية!

دراسة: التظاهر بالابتسامة يحسن الحالة المزاجية!

وطن– حتى لو كنت تبتسم بشكل قسري، فإن التظاهر بالابتسامة يحسن الحالة المزاجية، بحسب دراسة منشورة في المجلة العلمية Nature Human Behavior.

وفي الحقيقة، بحسب تقرير لموقع “إي سي يي” الكندي، فإنّ مجرد محاكاة المشاعر يمكن أن يحفّزها، وهذا ليس بالأمر الجديد. وعلى الرغم من نشر مئات الدراسات حول هذا الموضوع، فإن نتائجها حتى الآن لم تُثبت بوضوح أن تعبيرات الوجه تؤثّر على تجربتنا العاطفية؛ وهي فرضية تُعرف أيضًا باسم (ردود فعل الوجه).

إنها فرضية بسيطة للغاية، تتركّز على عملية تمثيل تعبيرات الوجه على ملامح وجهنا، الأمر الذي يجعلنا نشعر بهذه المشاعر العاطفية، بحسب ما أوضحه “بياريش بلسكيليك”، الباحث في مركز الدراسات في علوم الاتصال التابع لجامعة مونتريال.

تمرين يومي بسيط سيجعلك تبتسم في 8 دقائق فقط.. (فيديو)

وفي هذا الشأن، أضاف بياريش: “فعلى سبيل المثال، إذا قمتُ بالتعبير عن غضبي من خلال وجهي، فسوف أشعر بالغضب بعد بضع ثوان. أما إذا قمت بالتعبير عن الفرح باستخدام ملامح وجهي أيضًا، فسوف أشعر بمزيد من الفرح”.

التظاهر بالابتسامة يحسن الحالة المزاجية، بحسب دراسة منشورة في مجلة Nature Human Behavior.
التظاهر بالابتسامة يحسن الحالة المزاجية، بحسب دراسة منشورة في مجلة Nature Human Behavior.

لكن وفقًا لما ترجمته “وطن“، ليس من السهل إثبات فرضية ردود الفعل على الوجه، حيث يتعيّن عليك قياس المشاعر والتأكّد من تقليد الأشخاص للتعبيرات بشكل صحيح.

وفي سياق متصل، اتفق الباحثون على منهجية تجريبية بهدف تحديد ما إذا كانت التجارب العاطفية للشخص يمكن أن تتأثر بتعبيرات الوجه. إنها دراسة قوية متقنة للغاية. تتمثل إحدى نقاط القوة في بروتوكول البحث الخاص؛ في أنه يمكن نقل الدراسة من ثقافة إلى أخرى، مع مشاركين من دول متنوعة مثل فرنسا واليابان، حسبما أشار إليه بياريش بليكال.

هذا وأجريت الدراسة على 3878 مشاركًا من 19 دولة، مقسّمةً إلى ثلاث مجموعات تمّ فيها اختبار الأساليب الثلاثة المستخدمة في الدراسات السابقة:

1) تقليد تعبيرات وجه الممثلين الذين يظهرون في الصور.

2) تحريك زوايا الفم إلى الخدين باستخدام عضلات الوجه فقط.

3) استخدام تقنية Pen-in-the-mouth، التي تتضمن تحريك عضلات الوجه لمحاكاة الابتسامة.

اتفق الباحثون على منهجية تجريبية بهدف تحديد ما إذا كانت التجارب العاطفية للشخص يمكن أن تتأثر بتعبيرات الوجه.
اتفق الباحثون على منهجية تجريبية بهدف تحديد ما إذا كانت التجارب العاطفية للشخص يمكن أن تتأثر بتعبيرات الوجه.

في كل مجموعة، قام نصف المشاركين بالمهمة في أثناء النظر إلى الصور السعيدة للجراء والقطط الصغيرة والزهور والألعاب النارية، والنصف الآخر نظر ببساطة إلى صور فارغة أو شاهد ذات الصور مع إظهار ملامح وجه معبّرة بصفة محايدة.

لإخفاء الغرض من التجربة وتقليل التحيز، قام الباحثون بدمج العديد من المهام الجسدية الصغيرة الأخرى، وطلبوا من المشاركين حلّ مسائل رياضية بسيطة. ثم بعد كل مهمة، قيّم الباحثون مدى سعادة المشاركين.

4 فيتامينات تساعدك على تحسين مزاجك وصحتك العقلية

هل تعلم؟

  • هناك نوعان من الابتسامات:
  • تتضمن الابتسامة الحقيقية (اللاإرادية) تحريكَ العضلات الوجنية الكبيرة، والتي تمتدّ بشكل غير مباشر من عظم الوجنة إلى زاوية الشفاه والعضلات المدارية للعين، والتي تشكّل منطقة بيضاوية الشكل حول الجفون وتنتشر في طبقة رقيقة على الجفون نفسها.
  • الابتسامة الزائفة أو الاجتماعية (الطوعية)، حيث تتحرّك العضلات الوجنية فقط. وبالتالي، فإن تقلص العضلات حول العينين يميز الابتسامة التي تعكس شعورًا إيجابيًا حقًا من الابتسامة الزائفة.

في أي فاكهة يوجد هرمون السعادة؟!

تأثير دقيق نوعًا ما

أثبتت النتائج التي تمّ الحصول عليها أن الطريقتين الأوليين تؤديان إلى زيادة ملحوظة في السعادة، ما يثبت أن العواطف البشرية مرتبطة بحركات العضلات. لم تسفر تقنية القلم (تقنية Pen-in-the-mouth)، عن نتائج قاطعة، ربما لأنها لا تخلق تعبيرًا أصيلًا يشبه الابتسامة إلى حدٍّ كبير.

أوضحت المجلة الكندية، أنّ هذه النتائج توفّر حجة مقنعة للربط بين المشاعر البشرية وحركات العضلات أو الأحاسيس الجسدية الأخرى. ويعتقد مؤلفو العمل أنّ التأثير الذي لوحظ مع أول تقنيتين ينشأ، لأن تعبيرات الوجه توفّر ردود فعل حسية للدماغ تساهم في إدراك المشاعر، وهو رأي شاركه “بياريش بليكال”.

العواطف البشرية مرتبطة بحركات العضلات
العواطف البشرية مرتبطة بحركات العضلات

من جهة أخرى، توجد ردود فعل على الوجه، لكنّ آثارها ضعيفة. ومع ذلك، لا يوجد شيء يعطي الأمل في علاج الاكتئاب، كما يقول بياريش، الذي يعتقد مع ذلك أن هذه النتائج التي تم الحصول عليها بعد قياس ردود فعل الوجه لمدة 5 ثوانٍ، تفتح الباب أمام تجارب أخرى.

ولسائلٍ أن يسأل، وفقًا لبياريش: تخيل الآن إذا طلبنا من المشاركين أن يبتسموا بشكل لا إرادي أو طواعية عدة مرات لمدة 5 ثوانٍ في اليوم؟ وإذا طُلب منك القيام بذلك 10 مرات في الصباح، فهل سيزيد ذلك من فرحتك بشكل كبير خلال النهار؟

هذه هي الطريقة التي يعمل بها الموز كمضاد طبيعي للاكتئاب

موقف القوة

يشير “بياريش بليكال”، إلى أنّ هناك أنواعًا أخرى من ردود الفعل، مثل: وضعيات القوة التي توصّلت إليها الباحثة “إيمي كودي” من جامعة هارفارد في عام 2010. التي تمّ اختبارها على طلابها، حيث توضّح أنه عندما تبنى الطلاب لحطةَ قوة لمدة دقيقتين قبل لحظة مرهقة؛ ارتفع مستوى هرمون التستوستيرون (الهرمون المهيمن) وانخفض مستوى الكورتيزول (هرمون التوتر). ووفقًا للباحثة، تؤثر لغة الجسد على الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليك، ولكن أيضًا تؤثر على نظرتك إلى نفسك.

مثالان:

  • الوقوف منتصبًا، والقدمان متباعدتين، واليدان على الوركين، والذقَن مائلاً.
  • الجلوس على كرسي، والظهر متكئًا على مسند الظهر، والساقان متقاطعتين على المكتب مع وضع اليدين خلف الرقبة.
ردود الفعل على الوجه أو الوضعية يميل إلى إظهار أن شيئًا ما في جسمنا يبرز بطريقة واعية، يؤدي إلى الشعور بالثقة.
ردود الفعل على الوجه أو الوضعية يميل إلى إظهار أن شيئًا ما في جسمنا يبرز بطريقة واعية، يؤدي إلى الشعور بالثقة.

يبدو أن العمل على وضعيات القوة يتبع مسارًا مشابهًا لمسار ردود الفعل على الوجه. لكن، لم يتمكن باحثون آخرون من تَكرار نتائج إيمي كودي في دراسات لاحقة، ولكن يبدو أن التحليل التلوي المنشور في عام 2020، يقدّم دليلًا أوليًا على تأثير وضعية القوة على الاستجابات العاطفية والسلوكية.

11 حيلة بسيطة تخلصك من التوتر والقلق بسهولة

بالنسبة إلى بياريش، فإن البحث الذي تم إجراؤه على ردود الفعل على الوجه أو الوضعية، يميل إلى إظهار أنّ شيئًا ما في جسمنا يبرز بطريقة واعية، يؤدي إلى الشعور بالثقة.

الابتسامة معدية

يعتقد بياريش، أنّ نتائج مشروع “Many Smiles”، سيؤدي إلى دراسة الارتباط بين ردود الفعل الاجتماعية والعدوى العاطفية، وهي المدخل إلى التعاطف.

ووفقًا له: “هناك إجماع علمي على النموذج العصبي المعرفي للتعاطف، ما يشير إلى أنه عندما تكون أمام شخص ما ويبتسم هذا الشخص لك أو لديه أي تعبير وجهي، فسوف تقلد بطريقة تلقائية تعبيرات الوجه هذه، ما نسميه التعاطف الحركي. سيخلق هذا عدوى عاطفية فيك ستساعدك على التعرف على المشاعر”.

الدراسة التي تم الوصول إليها حاليًا، ستخلق إجماعًا على وجود ردود فعل الوجه، وهي إحدى آليات العدوى العاطفية
الدراسة التي تم الوصول إليها حاليًا، ستخلق إجماعًا على وجود ردود فعل الوجه، وهي إحدى آليات العدوى العاطفية

وبحسب ما ذكره، فإن الدراسة التي تمّ الوصول إليها حاليًا، ستخلق إجماعًا على وجود ردود فعل الوجه، وهي إحدى آليات العدوى العاطفية.

من يعيد الابتسامة للملاك السوري “ريناد”؟.. حملة دعم لإنهاء معاناة الطفلة

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.