الرئيسية » الهدهد » اكتشاف جديد بسلطنة عمان يعود تاريخه لملايين السنين وهذه التفاصيل

اكتشاف جديد بسلطنة عمان يعود تاريخه لملايين السنين وهذه التفاصيل

وطن- اكتُشفت في سلطنة عمان “فوهة نيزكية أزلية” يعود تاريخها إلى ما قبل 60 مليون سنة، في واحدة من أهم الاكتشافات النيزكية في العالم.

ويقدّر العلماء تدفّق النيازك على أراضي سلطنة عُمان، بما يقارب 11 إلى 36 نيزكاً سنوياً. وتعتبر سلطنة عُمان ثالث دولة في العالم من حيث وفرةُ النيازك على أراضيها، حسب إحصائيات جامعة واشنطن.

فوهة نيزكية عمرها 60 مليون عاماً

وأعلنت جامعة السلطان قابوس، ممثّلة بقسم علوم الأرض بكلية العلوم، عن اكتشاف فوهة نيزكية هائلة يبلغ قطرها كيلومتراً واحداً، في ولاية محوت.

ويُرجّح أن يكون عمرها 60 مليون عاماً، كما يُرجّح أنّ قُطر النيزك الذي تسبّب في ظهور هذه الفوهة يتراوح بين 50 و60 متراً.

مما يجعلها إحدى أكبر الفوهات الصدمية في منطقة الشرق الأوسط، كما أكد الدكتور صبحي جابر نصر، أستاذ قسم علوم الأرض.

وتعدّ هذه الفوهة النيزكية المذهلة والفريدة التي يعكف الدكتور صبحي نصر مع زملائه بالقسم على دراستها، ظاهرة على السطح في ولاية محوت بشكل متكامل، مما يجعلها من أهم الفوهات الصدمية في العالم، التي ستقدم أفضل مثال متكامل للفوهات النيزكية على الأرض والكواكب الأخرى.

حيث إن غالبية الفوهات الاصطدامية على الأرض قديمة، وتعرضت للتآكل، أو تم تغطيتها بالمياه أو الرواسب.

وأشار التقرير على موقع الجامعة، إلى أن غموض الفوهات النيزكية التي لم تترك آثاراً، أصبح الآن بالإمكان دراستها من خلال الفوهة المكتشفة، كذلك يقدّم هذا الاكتشاف الفريد موقعاً علمياً نادراً لدراسة آثار الارتطامات على الأرض مما لم يكن ممكناً من قبل.

مما يجعل سلطنة عمان تقدّم موقعاً ثانياً لتميّزها وتراثها الجيولوجي، حيث تعدّ صخور “الأفيوليت” فيها المثال الأول والفريد من نوعه لتكشف صخور القشرة المحيطية على سطحها.

هذا الأمر يدل على الاصطدام الكبير مع الكويكب

وتابع المصدر، أن التحليلات الصخرية لكتل الصخور غير الذائبة أظهرت وجود معادن صدمية، مثل: بلورات الكوارتز، بنمط مميز من الشقوق المتوازية المستوية، نتيجة موجات الصدمة التي تنتقل عبر الأساس الصخري.

وتابع، أن تواجد معدن الكوسيت بالإضافة إلى ذلك يدل على الاصطدام الكبير مع الكويكب الذي ضرب المنطقة، ومن ناحية أخرى أظهرت نتائج التحليل شظايا زجاجية على شكل دمعة، وقطع من الزجاج مثقوبة بثقوب صغيرة ناتجة عن فقاعات غازية.

وتشير هاتان الميزتان أيضاً، إلى حدوث اصطدام عالي الكثافة هناك، كما دلّت المسوحات الجيوفيزيائية على شكل الطبقات الوعائي المميز للفوهات الاصطدامية.

ومن المتوقع أن يحتوي الموقع على بعض المعادن الاقتصادية، وسيكون موقعاً مهماً للسياحة الداخلية والعلمية الدولية والتراث الوطني.

صائد نيازك عُماني يعثر على نيزكين ثمينين ويطلق عليهما اسمي “هيثم” و”عهد” (شاهد)

النيازك تخترق الغلاف الجوي للأرض

وتُعرّف النيازك بأنها صخور مصدرها الرئيس حزام الكويكبات الذي يقع بين المريخ والمشتري، ويأتي بعض آخر من النيازك من المريخ وربما القمر.

وتسقط النيازك على الأرض عندما يتقاطع مدارها حول الشمس مع مدار الأرض. وحينئذٍ تقترب من الأرض، فتقع تحت تأثير جاذبيتها.

وتخترق النيازك الغلاف الغازي للأرض بسرعة تراوح بين 10 و30 كيلومتراً في الثانية، ما يعرّضها للتآكل بسبب احتكاكها بالهواء، ويتلاشى بعضها كلياً قبل ارتطامه بسطح الأرض.

رفات وآثار النيزك والكويكبات

الجدير بالذكر، أن القمر حافظ على الآلاف من رفات وآثار النيزك والكويكبات التي ارتطمت به، ولكن على الأرض فإننا نعرف فقط 190 من تلك الآثار أو الهياكل الحفرية فقط، ومعظمها صغيرة جداً وقديمة، حيث تحللت سريعاً.

وعلى العكس مع القمر، فإن الأرض هي كوكب حيوي ذو صفائح تكتونية، وأحزمة جبلية، وتآكل بفعل عوامل التعرية، وهو ما يعني أنّ آثار الارتطامات قد تآكلت وذهبت بعيداً، وقد دمّرتها عمليات بناء الجبال أو دفنت من قبل الرواسب الحديثة على مر الزمن الجيولوجي، حتى وقت قريب.

جدير بالذكر، أنه من أشهر حوادث الاصطدام هي حادثة اصطدام الكويكب الذي أدى إلى حدوث “فوهة تشيكسولوب” في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك، والتي حدثت منذ حوالي 66 مليون عام في فترة ما قبل التاريخ.

وأدت إلى انقراض الديناصورات والمخلوقات الأخرى على الأرض، ومن المناطق المعروفة بمواقع اصطدام النيازك تشتهر منطقة “الوابر” بالربع الخالي بوجود 3 فوهات اصطدام بقطر 30 إلى 100 متر، تكوّنت بفعل اصطدام نيزك حديدي قبل 250 عاماً، حيث تحولت الرمال إلى زجاج أسود بالقرب من الفوهات.

سلطنة عمان تعلن عن اكتشاف قطع أثرية جديدة في مسندم

عملية البحث عن النيازك

وتضطلع وزارة التراث والسياحة العمانية بتنفيذ مشروع رصد النيازك، الذي يُعد أحد مشاريع التحول الرقمي، وتُستخدم فيه أحدث التقنيات والحلول الرقمية، وتطور الوزارة عملية البحث عن النيازك التي كانت في السابق تتم عبر مسح ميداني وفق برنامج زمني وحسب أفضل الممارسات العلمية المتبعة.

وباستخدام أجهزة خاصة لرصد سقوط النيازك فور دخولها المجال الجوي للسلطنة بالتعاون مع جامعة “كيرتن” الأسترالية، ومتحف التاريخ الطبيعي في برن السويسرية في مشروع رصد النيازك، الذي تمكّن عام 2022 من رصد 4 نيازك، ضمن برنامج شامل لحصر النيازك وحمايتها.

وكانت الوكالة العمانية الرسمية للأنباء، قد أفادت في يوليو الماضي، أن وزارة التراث والسياحة تمكنت من توثيق ورصد عدد من النيازك من خلال مشروع أجهزة رصد النيازك، والذي يأتي ضمن مشروعات التحول الرقمي واستخدام أحدث التقنيات والحلول الرقمية، بهدف حصر وحماية النيازك التي تسقط على أراضي سلطنة عمان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.