الرئيسية » تقارير » حملات الشيطنة لم تتوقف.. “قطر قمعية ومارقة وتتاجر بالبشر وثقبت الأوزون”.. ماذا بعد؟

حملات الشيطنة لم تتوقف.. “قطر قمعية ومارقة وتتاجر بالبشر وثقبت الأوزون”.. ماذا بعد؟

وطن – نحو 48 ساعة تفصل العالم عن انطلاق أكبر حدث رياضي وهي بطولة كأس العالم الذي يُقام وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا قطر.

نسخة استثنائية يبدو أنها ستكون بطولة كأس العالم المرتقبة، وانتقلت السخونة والأجواء الملتهبة من المستطيل الأخضر لتقرع أبواب الساسة وتُكتب في أجندات من يُسموا أنفسهم المدافعين عن حقوق الإنسان.

استثنائية النسخة القطرية تتمحور حول كونها تُقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، فمنذ الإعلان عن استضافة الدوحة لهذا الحدث مارست الغرب حالة من العنصرية وبات يرفع شعارات الهجوم على الدوحة “على كل شاردة وواردة”.

الغرب سواء عبر الحكومات والمسؤولين أو حتى من خلال وسائل إعلامه، لم يتوقف عن إطلاق حملات معادية ضد دولة قطر، وبدأ ذلك منذ فترة طويلة كانت ترمي حينها إلى سحب البطولة من الدوحة.

حقق الغرب نجاحا فيما أراده، وهو إخراج اللعبة من ساحة كرة القدم، ووظف وسائل إعلامه لإطلاق حرب نفسية لا يُنظر إليها بأنها تستهدف قطر وحدها لكن العرب أجمعين.

تقرير bbc.. شوهد قبل الحذف

شبكة “bbc” البريطانية نشرت تقريرا وُصف عنوانه الأول بأنه “فج”، حيث جاء نصه “كأس العالم 2022: “لا أريد أن أشعر بالقلق من احتمال تعرضي للقتل”.

لسبب ما لا يعرف، غيّرت الشبكة البريطانية عنوان تقريرها فأصبح “كأس العالم 2022: كيف تؤثر القوانين والعادات الدينية الصارمة على الحياة في قطر؟”.

تقرير الشبكة البريطانية قالت إنه يركز على حقوق الإنسان في قطر وهي تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تنطلق يوم الأحد، وتنقل عن شخصين حديثهما عما أسمياه تأثير القوانين والعادات الدينية الصارمة في البلاد على حياتهما.

اجتزأ التقرير، الحديث عن حقوق الإنسان في المثلية الجنسية، وبات يتم تصويرها بأن الشق أو المحور الوحيد لحقوق الإنسان في محاولة للضغط على الدوحة للسماح بها خلال استضافة المونديال؛ في مشهد يدهس أي احترام للثقافة العربية.

نقلت الشبكة عن أحد الشخصين ويدعى عزيز: “أود ألا يكون وجودي غير قانوني في بلدي. وأود رؤية إصلاحات تقول إنني أستطيع أن أكون مثليا ولا أقلق بشأن تعرضي للقتل”.

وزعم هذا الشخص كذلك أن الحديث بكلمة غير مناسبة لشخص غير مناسب قد تؤدي إلى الاعتقال أو الهجوم عليه لكونه مثليا.

“bbc” تناولت كذلك ما ورد في تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” التي قالت إن المثليين (الشواذ جنسيا) في قطر تعرضوا للاحتجاز التعسفي من قبل قوات الأمن، كما تعرضوا لمضايقات لفظية وجسدية.

الشخصية الثانية التي تحدثت للشبكة البريطانية هي فتاة تقيم في بريطانيا، لكنها تخشى أن يؤدي الكشف عن هويتها إلى تداعيات على عائلتها في قطر.

وذكرت الفتاة أن التحفظ الديني في القانون القطري أثر على صحتها الذهنية لدرجة أنها فكرت في الانتحار.

وزعمت: “نظام ولاية الرجل على المرأة في قطر يعني أن تكون قاصرا طوال حياتك.. في كل قرار رئيسي يتعلق بالحياة، تحتاج المرأة إلى إذن كتابي صريح من ولي الأمر الذكر، وعادة ما يكون والدها. وإذا لم يكن والدك على قيد الحياة، فهناك عمك أو شقيقك أو جدك”.

حملات ممنهجة ضد قطر

ما تتعرض له قطر هو عبارة عن حملة ممنهجة من قِبل الغرب، وعلى مدار 21 نسخة سابقة من البطولة التي انطلقت عام 1930، لا يذكر أن دولة استضافت هذا الحدث تعرضت لما تعرضت له قطر من حملات تشويه.

فتقرير “bcc” لم يكن استثناء أو تغريدا خارج السرب، بل أُطلقت حملات شيطنة واسعة النطاق، زادت وتيرتها على مدار الأشهر الماضية.

فمنذ وقت طويل، وتحديدا في 2018، تم الكشف عن إطلاق حملة بقيادة من يسمى بـ”زعيم المعارضة القطرية” المدعو خالد الهيل، والمموّل سعودياً وإماراتياً، تهدف لانتزاع تنظيم كأس العالم من دولة قطر، لصالح إنجلترا.

تضمنت الحملة آنذاك، عقد مؤتمرين كبيرين في العاصمة البريطانية لندن، مع دفع 15 ألف جنيه استرليني لسياسيين من أجل الحضور، ونشر إعلانات في الطرق في بريطانيا تهاجم دولة قطر، ونشرت لافتة تظهر علم بريطانيا وكرة قدم مع عبارة كتبت عليها: “المملكة المتحدة 2022. لماذا لا؟”.

ومنذ ذلك الوقت لغاية الآن، زادت وتيرة الهجمات ضد قطر، بينها نشْر الغارديان البريطانية وحدَها 27 تقريراً (بمعدل نحو تقرير واحد كلَّ يوم)، تهاجم فيها قطر مباشرةً، وهو ما فعلته كذلك مؤسسات إعلامية أخرى.

بدوره، قدم الكاتب والباحث والأستاذ المحاضر في جامعة حمد مارك أوين جونز، تحليلا لافتا يخص المضمون المرتبط بمونديال قطر في 9 مؤسسات إعلامية منذ عام 2010، وشمِلَ 1735 عنواناً رئيسياً في الصحف البريطانية تذكر قطر، 685 منها عن كأس العالم حصراً، بينما تطرّقت باقي العناوين إلى قضايا اقتصادية وسياسية.

ومن بين العناوين الـ685 التي تناولت مونديال 2022، 66% من التقارير كانت سلبية، و29% محايدة، و5% فقط كانت إيجابية.

ومن ضمن المقالات السلبية، 36% تطرقت إلى قضايا حقوق الإنسان، و25% كانت عن الفساد والرشوة، و9% عن تجريد قطر من كأس العالم، و4% عما تسمى بحقوق الشواذ (المثليين جنسيا).

ورصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، تصاعد حدة الانتقادات الموجهة ضد قطر، وقد انخرطت فيها صحف بريطانية وفرنسية تحرّض على بطولة كأس العالم المقررة في قطر هذا الشهر.

وقال بيان المرصد، إن ما يجري نشره من تقارير في صحف بريطانية وفرنسية قبل انطلاق كأس العالم، يندرج في إطار التحريض المكشوف من دون تقديم أدلة أو إثباتات.

وأضاف أن هذه التقارير يتمّ نشرها من دون أيّ إضاءة على تعامل قطر مع الاتهامات الموجهة إليها أو التحسينات التي أدخلتها على قوانين العمل، أو الحريات.

وأشار المرصد الذي يعرّفُ نفسَه بأنه مؤسسة أوروبية تُعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا، أنه مع بدء العد العكسي لصافرة البداية، تكثّفت الحملة على قطر، تحديداً في الإعلام الغربي.

قطر وألمانيا .. أزمة سياسية

التوتر المصنوع من قبل الغرب أثار أزمة سياسية بين قطر وألمانيا، عندما صرحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر عن استضافة قطر للبطولة قائلة: ” الاستضافة هذا خادع للغاية”. وقالت: “هناك معايير يجب الالتزام بها وسيكون من الأفضل عدم منح حق استضافة البطولات لمثل هذه الدول”. وأضافت أن المعايير يجب أن تتضمن “احترام حقوق الإنسان” و”مبادئ الاستدامة”.

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر

قطر ردت على ذلك، وقررت استدعاء السفير الألماني كلاوديوس فيشباخ، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، على خلفية تصريحات فيزر.

بلاتر يشارك في الحملات

وفي تصريح يعبر عن حجم حملات شيطنة قطر، قال جوزيف سيب بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إن إسناد تنظيم المونديال لقطر كان قراراً خاطئاً.

الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر

بلاتر الذي كان يترأس الفيفا حينما تمّ اتخاد قرار إسناد تنظيم نسخة 2022 من كأس العالم لقطر في 2010، زعم في مقابلته مع “تاميديا” السويسرية، أنّ المنظمة الرياضية الدولية تعرّضت لضغوط دبلوماسية.

وادعى أن قرار السماح لقطر بتنظيم كأس العالم اتخذ بسبب الإغراءات المالية.

وأضاف: “كان الاتفاق حينها داخل اللجنة التنفيذية على منح روسيا حق استضافة كأس العالم 2018، والولايات المتحدة نسخة عام 2022.وكان من الممكن أن تكون بادرة سلام، إذا استضاف الخصمان السياسيان منذ فترة طويلة كأس العالم الواحد تلو الآخر”.

دور الإمارات في الحملات ضد قطر

دور الإمارات كان واضحا وجليا في حملات شيطنة قطر، وهو ما أكده المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، الذي رصد عدة جهات تزعم أنها تمثّل منظمات حقوقية، بالإضافة إلى أعضاء في روابط مشجّعي أندية في عدة بلدان أوروبية، بينها ألمانيا وفرنسا، تنشط في الدعوة إلى مقاطعة كأس العالم بعد تلقيها مبالغ مالية بشكل سري من الإمارات.

وقال المجهر في بيان، إن هذه الجهات حاولت إطلاق حملات بين جمهور أندية أوروبية تحظى بمتابعة شعبية في أوروبا، من أجل الترويج لحملات مقاطعة كأس العالم بتحريض من الإمارات.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحادات المحلية، لا سيما في الدوريات الخمس الكبرى، على علم بمثل هذه الأنشطة المسيسة، مشيراً إلى أن الاتحاد يبحث اتخاذ إجراءات لكبح جماح تسييس الرياضة بالخلافات السياسية.

كما هاجم اللاعب الإماراتي، والذي تم تعيينه سفيراً فخرياً لأبوظبي، والمقرب من دوائر صنع القرار حمد الحوسني، هجوماً عنيفاً على قطر، مُعلِناً مناصرته للحملة الغربية على استضافة الدولة الخليجية لبطولة كأس العالم، التي ستنطلق بعد أيام.

وكان الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله، قد عبّر عن دعمه لقطر في وجه الحملة الغربية الشرسة، التي تواجهها مؤخراً.

وقال: “حملة اكاذيب وشائعات مغرضة تلاحق كأس العالم قطر2022 وردا على ذلك ستنظم الدوحة بطولة ناجحة كما تمكنت دبي قبل ذلك ان تدهش العالم بتنظيم إكسبو2020”.

وأضاف: “خليجنا واحد واي نجاح يحققه الثنائي الخليجي دبي والدوحة واي مدينة او دولة خليجية هو نجاح للحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر”.

ورد الحوسني على عبد الله قائلاً: “لن ننسى حملاتهم لمقاطعة اكسبو دبي. اتمنى لهم ما كانوا يرجونه لنا”.

قطر.. عمل دؤوب وإشادة كبيرة

أفضل رد قطري على كل هذه الحملات كان العمل الدؤوب على مدار السنوات الماضية، وهو ما مكن الدولة من تشكيل سد منيع ليكون خير رد على المشككين.

هذا العمل قاد المسؤولون الدوليون عن كرة القدم، ينخرطون في الثناء على الإجراءات القطرية، ويدافعون عنها ويطالبون من يمارسون شيطنة ضدها أن يركزوا على كرة القدم.

وكان جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، قد أشاد بالإصلاحات التي اتخذتها قطر ووصفها بأنها رائدة، وغيرت حياة آلاف العمال إلى الأفضل.

كما أن نائب الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، ألاسدير بيل، قال إن مونديال قطر سيكون أول بطولة رياضية كبيرة تترك أثراً إيجابياً مستداماً في مجال حقوق الإنسان.

وأضاف خلال جلسة استماع برلمانية في مجلس أوروبا، بخصوص حوكمة الرياضة والحقوق الاجتماعية، وحماية حقوق العمال في قطر، ونظمته لجنتان تابعتان للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أن قطر حققت تقدماً فعلياً وملحوظاً في معالجة قضايا حقوق العمال، من أجل أن تترك بطولة كأس العالم إرثا فيما يتعلق بهذا المجال.

وأشار إلى أن الأمر ليس بمثابة انتصار، بل هو حقيقة وأمر لا بد من توثيقه، مشيداً بالإجراءات التي قامت بها دولة قطر بعدما بدأت بإلغاء نظام الكفالة، ووضعت حداً أدنى للأجور، وعززت إجراءات الحماية من الجهد الناتج عن درجات الحرارة المرتفعة، وأسست لجاناً عمالية.

كما تلقت قطر إشادة من الاتحاد الدولي لنقابات العمال حول الخطوات التي حققتها لصالح العمال، ضمن جلسة نقاشية عقدت خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” 2022.

وثمنت شاران بورو، الأمينة العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال، الخطوات المتقدّمة التي حققتها دولة قطر فيما يتعلّق بتطبيق الإصلاحات القانونية المُتصلّة بحماية العمالة الوافدة، مؤكدة أن هذه الإجراءات تدعم تسريع عملية التطوّر في البلاد.

كما أشادت منظمة العمل الدولية، بالإصلاحات الجارية في قطر وتحديدا دخول قانون الحد الأدنى للأجور حيز التنفيذ.

وقالت المنظمة الدولية، في تقرير لها، إنه مع بداية سريان الإجراء الجديد، تكون قطر قد قامت بخطوة إضافية في سلسلة إصلاحات العمل الكبيرة الجارية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.