الرئيسية » الهدهد » هيئة المرأة العربية تكرم المناضلة “يسرى سعيد ثابت” وابنتها تروي لـ”وطن” جوانب من حياتها ونضالها

هيئة المرأة العربية تكرم المناضلة “يسرى سعيد ثابت” وابنتها تروي لـ”وطن” جوانب من حياتها ونضالها

وطن – أعلنت “هيئة المرأة العربية” في القاهرة عن قرارها بتكريم المناضلة العربية الراحلة “يسرى سعيد ثابت” بقلادة الوفاء خلال الأيام القادمة.

تكريم يسرى سعيد ثابت

وقالت المستشارة الإعلامية في هيئة المرأة العربية د. سعاد سليمان بان هذا التكريم بمثابة لمسة وفاء لتاريخ مناضلة عربية من العراق. وقفت بشموخ وإباء ضد الاضطهاد والتنكيل والمد الشعوبي في العراق خلال عهد عبد الكريم قاسم. وقادت التظاهرات وتعرضت للتعذيب والسجن. ووقفت شامخة وهي طالبة جامعية متحدية جلاديها في محكمة المهداوي الشهيرة دفاعا عن القضايا العربية العادلة.

ومن المقرر أن تقام احتفالية التكريم في العاصمة المصرية في أقرب وقت مناسب. ومن المقرر أن يرافق الفعالية حفل افتتاح منتدى عربي عن قضايا المرأة، وعرض فيلم تسجيلي لمدة 10 دقائق عن مسيرة الراحلة ومواقفها القومية. وكلمة لرئيس مجلس أمناء هيئة المرأة العربية، وكلمة لابنة الراحلة الدكتورة “هديل المرعي” ومن ثم تقليد قلادة الوفاء لوالدتها.

وقالت د. هديل لـ”وطن” أنها المرة الأولى التي يتم تكريم الراحلة يسرى ثابت قبل وبعد وفاتها. وأضافت أن الوالدة كانت ترفض رفضاً قاطعاً أي تعامل مع الإعلام وزاهدة في الشهرة، وحاول الكثير من الصحفيين في سوريا إجراء لقاءات معها فكانت ترفض حتى اضطروا للجوء إلى شقيقتها المقيمة في دمشق لأخذ المعلومات عن حياتها ورحلتها النضالية.

وكشفت محدثتنا أن هناك مدرسة سميت باسمها في حي كفر سوسة بدمشق، لكنها رفضت زيارتها أو تكريمها هناك، لأنها كانت مقتنعة بأنها أدت واجبها وانتهى الأمر وليست بحاجة للتفاخر أو التباهي بتاريخها. وكانت حسب قول ابنتها ترفض المتاجرة بالقضايا.

رحلت أواخر 2020

وأضافت محدثتنا أن خبر التكريم لوالدتها كان له صدى مفرحاً لعائلتها وخفف من ألمهم لفقدانها بعد أكثر من سنة على رحيلها.

وخصت د. هديل رئيس مجلس أمناء هيئة المرأة الدكتور كريم فرمان الذي اقترح تكريمها بالشكر والثناء.

وكانت المناضلة العراقية “يسرى سعيد ثابت” قد رحلت أواخر العام 2020 جراء إصابتها بنزيف داخلي نتيجة خطأ طبي اجري لها في الجزائر. تاركة تاريخياً نضالياً مشهوداً له وبصمات خالدة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية. وكانت المرأة العراقية الوحيدة التي مثُلت أمام محكمة “المهداوي” في تهمة التخطيط لمحاولة اغتيال “عبد الكريم قاسم” الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء العراق عام 1959 قبل أن تفشل المحاولة، ويزج بها في السجن وتحاكم فيما بعد.كما روت ابنتها هديل المرعي لـ”وطن”.

من هي يسرى سعيد ثابت؟

ولدت في مدينة الموصل عام 1937 لأب عراقي هو المناضل الحاج “سعيد ثابت” المعروف بنضاله ضد الاحتلال الإنكليزي وبجهوده من أجل القضية الفلسطينية. وهو من أسس لجنة الإنقاذ الفلسطيني. وأمها “نبيهة مريود” شقيقة المجاهد الشهيد “أحمد مريود” من “جباتا الخشب”، الذي ناضل ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا.

ودرست الراحلة المرحلة الابتدائية في “الموصل”، ثم انتقلت مع عائلتها لتعيش في بغداد. وبعد حصولها على الثانوية العامة دخلت فرع الاقتصاد بجامعة بغداد. وتعرفت على زوجها فيما بعد “حميد مرعي” وهو سوري الأصل وكان طالباً في الكلية ذاتها.

وانخرطت المناضلة الراحلة في النضال السياسي وتنظيم المظاهرات ضد العهد الملكي. وأثناء تعرض مصر للعدوان الثلاثي عام 1956 وكانت مع زوجها في أوائل صفوف المتظاهرين.

وتروي ابنتها أن الرئيس العراقي السابق “عبد الكريم قاسم” كان حينها متعاوناً مع الشيوعيين والمد الشعوبي. وقام بإعدام خيرة ضباط العراق الأحرار كالطبقجلي ورفعت الحاج سري. وارتكب في الموصل مجزرة سميت بـ”قطار الموت” التي ذهب ضحيتها العشرات من أهل الموصل ومنهم أفراد من عائلتها. وبدأ عدد من الشبان ومنهم “يسرى ثابت” وشقيقها “إياد ثابت” وزوجها “حميد مرعي” بحراك سياسي سري ضده لقناعتهم بأن ثورة العراق 1958 انجرفت إلى اتجاه خاطىء.

ولفتت ابنة الراحلة إلى أن توجه والدتها القومي كان نتيجة انتمائها لبيئة وطنية بامتياز. فوالدتها هي أخت الثائر السوري الشهيد “أحمد مريود” ووالدها “سعيد ثابت”، وهو مناضل عربي معروف. وكان نائباً في برلمان العهد الملكي. ولكنه لعب أدوراً وطنية مشهوداً لها.

مشاركتها في العمل السياسي

بينما كانت الراحلة يسرى تقول -بحسب ابنتها- أنها لم تكن تتدخل أو تخرج في مظاهرات بداية حياتها. بل تطمح لدخول الجامعة نظراً لقلة من كن يدرسن في الجامعات من الفتيات آنذاك. وبعد التحاقها بالجامعة قررت أن تشارك في النشاط السياسي من أجل بلدها وقضاياها وهذا ما كان.

وتم اعتقالها ضمن الخلية التي خططت لاغتيال عبد الكريم قاسم مع شقيقها “إياد”، وآخرين منهم “صدام حسين”. لكن المحاولة التي لم تنجح إذ أصيب “قاسم” في يده، ولكنه لم يمت. وتم إلقاء القبض على “يسرى ثابت” وعرضها مع باقي المجموعة على محكمة “المهداوي”.

وأظهرت-حسب المصدر- رباطة جأش وصلابة، وجرأة أبهرت الجماهير العربية في قدرتها العالية وثقافتها الوطنية الراقية، عندما كانت تواجه أسئلة المحكمة برد جريء وحازم ليتم الحكم عليها بالسجن. فيما حوكم البقية بالإعدام وهم والدها “حميد مرعي” وخالها “إياد سعيد ثابت” و” خالد علي الصالح” و “أحمد السامرائي” و”سليم الزيبك” و”سمير النجم” الذي أفرج عنه فيما بعد نظراً لحالته الصحية.

وروت “هديل مرعي” نقلاً عن والدتها أن عناصر التحقيق كانوا يطفئون السجائر في أنحاء مختلفة من جسدها ويقومون بضربها بشكل مبرح. وقاموا بتكسير قدميها وقلعوا أظفارها قبل أن يتم الإفراج عنها وهي شبه محطمة. وتابعت دراستها في جامعة بغداد. وروت أن الشيوعيين من أنصار عبد الكريم قاسم في الجامعة كانوا يستقبلون والدتها بالشتائم والإهانات ويضربونها بالحجارة. ولكنها تمكنت من إكمال دراستها ونيل الشهادة.

(المصدر: خاص وطن)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.