الرئيسية » تقارير » هذه أسباب انزعاج الإمارات من التقارب التركي مع السعودية وقطر

هذه أسباب انزعاج الإمارات من التقارب التركي مع السعودية وقطر

تشهد منطقة الخليج العربي سلسلة من التحالفات الجديدة تكشف حقيقة وجود صراع شرس بين أبرز دولتين في مجلس التعاون “السعودية والإمارات”، حيث تسعى السعودية وقطر لتوثيق علاقتهما بتركيا، وإنشاء تحالفات مختلفة أبرزها التحالف العسكري الأخير بين قطر وتركيا الذي كشف عنه موقع “ميدل إيست آي” سبقه التحالف الاستراتيجي بين الرياض وتركيا الذي أعلن عنه خلال يناير الماضي.

في المقابل، تحركت أبو ظبي أيضًا باتجاه إقامة تحالفات موازية ففي الوقت الذي انضمت فيه للتحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب الذي أنشأته السعودية نجد النظام المصري يعلن عن تشكيل قوة جديدة لمحاربة الإرهاب في شمال أفريقيا بالمشاركة مع أبو ظبي فيما ظهرت تحذيرات بشأن تحرك اللوبي الإماراتي في المملكة والخليج لمواجهة التقارب التركي مع السعودية وقطر وفق ما جاء في تقرير لموقع “شؤون خليجية”.

التحالفات التركية الخليجية

يعد التحالف العسكري بين قطر وتركيا هو التحالف الأخير في سلسلة تحالفات تركية – خليجية متتابعة تم الكشف عنها مؤخرًا حيث نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا كشف فيه عن تفاصيل اتفاقية سرية عسكرية جديدة بين قطر وتركيا لتشكيل تحالف استراتيجي كبير رحبت به الرياض.

وقال الموقع البريطاني في تقرير له أن الوثائق الخاصة بالاتفاق تصف التحالف التركي القطري بأنه تحالف في مواجهة “أعداء مشتركين”، ويشتمل على تعهد سري من قبل أنقرة لحماية قطر من التهديدات الخارجية. وينص الاتفاق على نقل 3 آلاف جندي تركي ووحدات جوية وبحرية وكذلك قوات خاصة إلى قطر لإجراء تدريبات وتمارين مشتركة، كما تعهدت البلدان بتعاون ثنائي أكبر بين أجهزة الاستخبارات. وفقا لـ”ميدل إيست آي”

ويأتي الإعلان عن الاتفاق الاستراتيجي عقب شهر من الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية في تركيا ترتبط بالاتفاق العسكري المعلن عنه وتأتي في إطار الدفاع المشترك.

وشهدت المملكة العربية السعودية أيضًا تحالفات إستراتيجية مع تركيا خلال الفترة الأخيرة كان أبرزها الإعلان عن الاتفاق على إنشاء مجلس استراتيجي تركي – سعودي نهاية ديسمبر الماضي لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والسياسي بين البلدين. كما تعد تركيا إحدى أبرز الدول المشاركة في التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب الذي دشنته الرياض بمشاركة 34 دولة عربية وإسلامية نهاية ديسمبر الماضي.

انزعاج إماراتي وتحالفات جديدة

أكد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في حديثه عن الاتفاق القطري التركي الأخير أن الإمارات انزعجت من هذا الاتفاق وأنها نظرت إليه نظرة سلبية خوفًا من أن يؤدي تعزيز العلاقات التركية القطرية إلى خدمة جماعة الإخوان المسلمين.

وحول سباق التحالفات في المنطقة، والدور الإماراتي فيه، كشفت صحيفة الحياة اللندنية في عددها اليوم عن تحالف عسكري مصري إماراتي يضم دول شمال أفريقيا، وهو التحالف الذي ينافس التحالف الإسلامي العسكرية في مهمة مواجهة الإرهاب، مما يكشف عن صراع التحالفات في المنطقة وكيفية مواجهة الإمارات للتحالفات التي تقودها المملكة.

وكشف السفير المصري في إثيوبيا أبو بكر حفني، أن القاهرة ستقود ملف تشكيل قوة عسكرية جديدة، تضم دول شمال أفريقيا دون أن يوضح أي تفاصيل حول طبيعة القوة العسكرية المزمَع تكوينها، ولا عدد أفرادها أو مقرها أو قيادتها، لكنه أشار في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

ويشير مراقبون إلى أن دولة الإمارات وارتباط السياسة المصرية بها بشكل مباشر، وبتاريخ تدخلاتها المعلن في ليبيا فإنها ستكون في طليعة الدول الموجودة في هذا التحالف والذي ربط البعض بينه وبين التحالف العسكري الذي أعلنت عنه واشنطن لمحاربة الإرهاب والذي من المنتظر أن يجتمع أعضاءه غد الثلاثاء في العاصمة الإيطالية روما.

ما الهدف من التحالفات الإماراتية؟

تعد خطوة إنشاء التحالفات في المنطقة ظاهرة ليست بجديدة حيث مرت بها سوريا والعراق، ووصلت الآن لمنطقة الخليج، وهي تهدف عادة وفقًا للمراقبين للخروج من عباءة ومواجهة بعض الأطراف الأخرى على الساحة.

ويرى المراقبون أن التحالف الجديد، يبدو ضربا من ضروب “التمرد” على السعودية وخروج من عباءتها أو مظلتها خاصة أنه تزامن بشكل كبير مع تحالف الرياض الأوسع لمحاربة الإرهاب والذي من المفترض أن يواجه الإرهاب في أفريقيا أيضا.

فيما تشير تقارير صحفية أن تحالف السيسي المعلن عنه يعد أيضًا بديل للقوة العربية المشتركة التي توقف إقرارها منذ أغسطس الماضي بطلب سعودي ولا تزال متعثرة، خاصة أنه وعقب إيقافه أكد النظام المصري أنه سيتم استكماله ولو بـ”من حضر” .

كيف تواجه الإمارات التحالفات الجديدة ؟

تختلف أساليب المواجهة الإماراتية للتحالفات الجديدة في المنطقة فبعض التحالفات تعد هي ومصر جزء منها كالتحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب فيما يأتي البعض الآخر بعيدًا عن التدخل الإماراتي المباشر كالتحالف القطري الإماراتي والمجلس الاستراتيجي السعودي القطري.

ويشير الدور الإماراتي في التحالف العربي بقيادة المملكة في الأزمة اليمنية إلى احتمال تكرار هذا السيناريو حيث وجهت الكثير من الاتهامات للإمارات بتعطيل مهام التحالف والعمل وفق أجندات مختلفة عن أجندة التحالف، وتأخير الحسم على عدة جبهات مهمة باليمن كجبهة تعز، والذي وصل إلى انسحاب الإمارات من إحدى المعارك الرئيسية خلال الفترة الماضية واستبدال قواتها بقوات سودانية بعد أكثر من أربعة أشهر على دخولها الحرب في اليمن ومشاركتها فيها.

فيما تأتي التحالفات التي تدخل فيها الإمارات مع مصر والتحالف الغربي الذي يؤكد المراقبون أن الإمارات ستكون جزء منها في إطار مواجهتها للتحالفات الأخرى في المنطقة بالإضافة لاتهامات أخرى وجهها عدد من المراقبين أبرزهم الكاتب التركي “إسماعيل ياشا” الذي اتهم في مقال له نشر نهاية يناير الماضي اللوبي الإماراتي باستهداف أصدقاء السعودية من الأتراك، من خلال إثارة الهواجس والأوهام والنفخ فيها لتبدو كمخاطر حقيقية محدقة، لافتًا لدور الإعلاميين السعوديين المقيمين بالإمارات والعاملين لحساب ولي عهد أبو ظبي – على حد قوله في تلك الهجمات.

وأضاف “ياشا” في مقالته التي عنونها بـ”العلاقات السعودية التركية واللوبي الإماراتي” أن “السعودية بكل ثقلها أكبر من أن تنجر وراء الإمارات وأن يستخدمها محمد بن زايد لضرب خصومه، ومع ذلك يجب أن يتنبه الإخوة السعوديون للاختراق الإماراتي الخطير الذي قد يصل إلى مستويات عالية وأن يلجموا اللوبي الإماراتي والغوغائيين الهمج والبيض الفاسد من أدوات الإمارات في السعودية، ومنعهم من التحريض وإثارة الفتنة، للحفاظ على أجواء التفاؤل وتشجيع الخطوات نحو ترميم العلاقات التركية السعودية.

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “هذه أسباب انزعاج الإمارات من التقارب التركي مع السعودية وقطر”

  1. تاكدوا تماما المملكة لن تخطو اي خطوه الا باتفاق بينها وبين دول المنطقه وخاصة اخواننا واحبتنا بدولة الامارات
    سيبقى البلدين روحين بجسد واحد ومصيرهما واحد فلا تطيروا بالعجه

    رد
  2. بغض النظر عن التحالفات فالزمن والاحداث سبحان الله لاتتغير. تحالفات من هنا هناك والسبب هو دول بعنها بل خلاف بين قادة. تحالفات ليست لنصرة الاسلام ولا لدحر اعداء الامة وانما لاسباب ودواعي امنية احترازية دفاعية. بوركت هذه التحالفات لو وحدت ووجهت في المكان الصحيح.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.