الرئيسية » الهدهد » ماذا يعني اصطحاب السيسي لرئيس المخابرات العامة خلال زيارته لإثيوبيا؟

ماذا يعني اصطحاب السيسي لرئيس المخابرات العامة خلال زيارته لإثيوبيا؟

“خاص- وطن”-  كان لافتا خلال القمة الإفريقية السادسة والعشرين التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تواجد رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي بجانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما غاب عن المشهد ولأول مرة وزير الري حسام مغازي.

 

المخابرات.. آخر الكروت الرابحة

تواجد رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية خلال تواجد السيسي في إثيوبيا يؤكد بدون شك أن المخابرات العامة تسلمت مرة أخرى ملف سد النهضة الإثيوبي بعد فشل وزارتي الري والخارجية في تسوية الأزمة عبر الجهود الفنية والدبلوماسية.

 

تطورات عسكرية مرتقبة

دخول جهاز بحجم المخابرات العامة المصرية في الأزمة الإثيوبية يعني أن قضية سد النهضة ربما تشهد تطورًا عسكريًا خلال الفترة القادمة، وهو ما ترجمته مصر رسميًا بقيادة تحالف عسكري بشمال إفريقيا، وهي مسألة في غاية الخطورة حال فشل تحركات المخابرات العامة لحسم القضية، بعدما تم استنزاف كافة السبل الأخرى.

 

سد النهضة في جلباب عمر سليمان

قبل اتباع مصر للمسار الفني الذي قطع شوطًا طويلا مدته 5 سنوات، بدأت بعد الثورة المصرية في 25 يناير عام 2011، كانت قضية سد النهضة عبارة عن ملف مدرج في مكتب رئيس المخابرات العامة الراحل عمر سليمان، لتكون أوراق الأزمة متاحة للاطلاع في كل وقت، ما حدا بالجانب الإثيوبي إلى تأجيل اتخاذ خطوة بناء السد خوفًا من تحول القضية من ورق في الإدراج إلي حرب عسكرية بين البلدين.

 

السيسي يتجاهل وزير الري

اصطحب السيسي خلال جولته بإثيوبيا التي انتهت الأحد الماضي، رئيس المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، متجاهلاً وزير الموارد المائية والري حسام مغازي لأول مرة، ما يعني أن القيادة السياسية أدركت مؤخراً أن المفاوضات الفنية الخاصة بالقضية لا طائل من ورائها، كما أعلن سفير مصر بإثيوبيا، عن رغبة القاهرة في تشكيل تحالف عسكري تحت رئاستها بشمال إفريقيا، لحفظ الأمن في تلك المنطقة، في خطوة اعتبرها خبراء ومتخصصون بداية اتخاذ قرار عسكري لضرب سد النهضة.

 

التحالف العسكري خطوة حاسمة

وفي هذا السياق؛ قال خبير السدود بالأمم المتحدة الدكتور أحمد الشناوي، إن تشكيل التحالف العسكري بشمال إفريقيا أهم الخطوات الحاسمة في ملف سد النهضة الإثيوبي، مؤكداً أن هذا التحالف سيجعل القاهرة تمسك بزمام الأمور بدلاً من أن تكون قصبة مصر الهوائية في أيدي إثيوبيا ومن ورائها إسرائيل.

 

وأشار الشناوي، إلى أن ضرب سد النهضة خيار لا بد منه حاليًا، وقد وضعتنا إثيوبيا أمام هذا الخيار وألزمتنا بها بعد تهربها من المفاوضات الفنية، مضيفا أنه لا بد من توجيه تلك الضربة قبل فترة ملء خزان السد في يوليو القادم.

 

تكلفة الحرب باهظة

من جانبه، قال الدكتور أحمد فوزي دياب، كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة، أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، إن اتخاذ قرار بضرب سد النهضة عسكرياً، ينطوي على عدة مخاطر أهمها هو أنه يجب وضع تكلفة تلك الحرب في الحسبان قبل الشروع فيها، خصوصاً أن الحرب والاقتصاد عاملان لا يجتمعان، فإذا كانت هناك حرب، فإنه لا وجود للاقتصاد، والعكس إذا استمرت الأجواء بصفاء.

 

إسرائيل حاضرة وبقوة

تبدو الأجواء بين مصر وإثيوبيا ملبدة بالغيوم في ظل حديث دائم عن تطبيع إثيوبي إسرائيلي وتحضيرات عسكرية مصرية وتشكيل التحالف العسكري الإفريقي، بهدف حفظ أمان وشعوب منطقة شمال إفريقيا، ويعتبر متخصصون هدفه الأساسي توجيه ضربة عسكرية لسد النهضة الإثيوبي، لكن في كل الأحوال تبقى إسرائيل حاضرة وبقوة في ملف سد النهضة وما يشكله من خطورة على مستقبل مصر المائي.

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.