الرئيسية » غير مصنف » ثمة جرح عميق كاد ان يتقرح

ثمة جرح عميق كاد ان يتقرح

  كتبت و نفسي على يقين ولم يساورني الشك ابدا ,ان ما ساقوله سيكون مبغوضا عند الكثير من الذين لا يهون صراحة القول, بل يكرهون الإقرار بحقيقة الواقع كما هو ظاهر وجلي على مسرح الصراعات العربيه و النزاعات الإقليمية المزمنة.

إن ثمة جرح عميق كاد ان يتقرح داخل نفسية الفرد العربي,بعد أن خذلته معظم احزابه السياسيه و اكثرية عمائمه الدينيه التي ببلادة إلارادة كانت تمضي اعوامها مباركة وجودها,و هي تحصي جامعة  اعوام الخمس و وفير الرزق و الزكاة, متسترة باضاليل التقدمية و جلابيب الوطنية وعمائم الدين,و تثرى بلا حياء متطفلة على فتات ذكريات الماضي,معتاشة من عمق جيوب الاحسان و اكراميات خراج الاغراب,و ذل رشاوى أيادي تبعية  الأعداء,

 

سبعون عاما غضة ولت و الدنيا باوجاع و مخاض و النضال العربي يدور في هلامية الواقع و ضبابية الأهداف,متارجحا بين تعاقب النكسات و النكسات و الهزائم و التراجع و الإحباط, و الشعور بالخيبة أمام سيوف الأعداء, و حرقة الخزلان.

احزاب سخرت طاقات الأجيال إلى أن ارهقتها بشرائع التخلف,سائرة بمواكب الشبيبة لنزاعاث الجهل و افكار التحجر,و الإستسلام للفقر و العوز و الركود.    

أحزاب تاخذ و جامعات لا تعطي لم تقدم للمواطن العربي إلا الوعود الفارغة مما تسلبه من حقه من أرض أوطان كانت تزهو و اليوم تبور بما أنعمت الدنيا عليه من غض زرع ارضها و هاطل ماء سماها. تجمعات تسلحت بعصا الوالي فكانت اشد قسوة على الشعوب من سيوف الوالي و اكثر تجلفا من عصابات متخفية خلف جدران الطغاة,و أكثر سطوة و انعدام رحمة من تجار الحروب,مستغلة بساطة الأهل و لين الاخوة و حلاوة الأقرباء.

لو وقفنا أمام نافذة التأمل التي غبشت تراكمات العقود صفوة بلورها لعرفنا كيف تلاعبت بنا ارياح الجهل التي جرفتنا من المهالك للنكبات بأمواج التعصب و اغرقتنا في اثان مستنقعات التشاحن و مصائب التخلف و العدم و الحرمان, و جرعتنا مر علقم التواطؤ لحد التفرط بالاوطان, الى ان اعتادت الأجيال على البؤس و ألفت اليأس و هزمها الإضطهاد و الاستبداد.

عقود مضت و الاجيال تسير بسياط القهر مرغمة الحركة مع حشرجة لهاث تقطع الأنفاس في سراب غبار التشرذم و تصحر التقدم و جفاف الحضارة و هدم العمارة و البناء.

احزاب و جماعات ضاعت بين صفحات طروس أكاذيب وعودها و خرافات مجلدات  أباطيل مبادئها و بنودها,فكانت سيلا جارفا للتناحر و دوامة لجوهر التخلف و شرارا لهشيم مصائب التشقق و جوا صالحا لاجيج سعار الفرقة و الإنقسام.

احزاب طرقت بيد الغيرة و الغرور أبواب الغرب فجالسته العار عارية المرام و الاهداف, مبايعة نواياه مترنحة ثملا من قوارير الغدر و قد ملؤا القلوب احزانا و الاعين دمعا, و تموج المنايا حول طيف الأطفال كانها لم تولد وارواح الأموات للظالم ليس لها نشور ولا بعثا,و جماعات و أشياع سهرت ساعات العمر تلطم متراقصة حول أطلال كسرى,و نار المجوس تلفحهم مطبلين مزمرين معتصمين بحبل( اية الخرف صاحب العصر و الزمان,مالك المكان,و خلفه واعد الجنة الوالي الصغير)فلا الأحزاب تتمتم ناطقة كلمة بالحق ولا شفاه أصحاب العمائم تنمنم به نابسة.

فيا احزاب الشر ما هبطم علينا ملائكة من السما,بل من شقوق الأرض ابالسة أنتم,و في نتن  لهاثكم صفرة الكبريت نار شياطين,رماد و دخانا,فمن منكم كان لجرح الأمة بلسما,أو سبيل ماء يروى دروب الهجر او بفردوس الأوطان العطشى يجري جدولا,و أي فقيه بينكم بنى للطفولة من البراءة في ديار العروبة مقعدا للعلم في دور الحكمة أو جامعة او مدرسة.و من منكم زرع الخير بواحات المحبة بأي فصل او موسما,لم تجد الاجيال في ملامح وجوهكم فلاح بمنجل اليسر و العطاء ليحصد يوما طيب فاكهة او صفرة سنبلا؟. 

فيا أهل الغدر و الفساق و النفاق وانتم على المنابر من نخر رؤوس العباد بالإيمان و التقوى, نحن للعروبة أهلها و احبتها,و هي العز لنا ماض و مستقبلا,و نحن لها الحاضر الأمجدا,فمن في ساحات الحزم و العزم و الوغى,لأجلها ركب مواكب الحياة ليلها امساؤها و اشماس الضحى؟خصيب العروبة و البيداء لها منا لكل نخلة وشاح شهيد و لنا من الشهداء في سماويها الكواكب و الانجما. 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.