الرئيسية » الهدهد » قناة السويس والساحل السوداني.. هل تسيطر روسيا على البحر الأحمر؟

قناة السويس والساحل السوداني.. هل تسيطر روسيا على البحر الأحمر؟

وطن – سلطت منصة “moderndiplomacy” الضوء على ما قالت إنها أطماع غربية في قناة السويس التي تمثل شريانا اقتصادياً وتجارياً للعالم بأسره، وإمكانية إنشاء روسيا لقاعدة عسكرية استعمارية لها في البحر الأحمر على غرار أمريكا والصين وغيرهما، وهو الأمر الذي لم يعد مستبعداً في ظل الصراعات القائمة وسياسة المد والجزر بين الدول المهيمنة في المنطقة.

ونقلت المنصة المهتمة بالقضايا الدولية المعقدة التي غالباً ما تكون خارج حدود وسائل الإعلام الغربية السائدة ما قاله “كورت ديبوف” الأستاذ المساعد المتميز في شؤون الشرق الأوسط في جامعة “فريي ببروكسل”، أن أحد أعضاء البرلمان الأوروبي في برشلونة أخبره أنه إذا نجح في تعطيل قناة السويس، فإن مهمته ستكون ناجحة.

قناة السويس

وأضاف إنه فهم أن المقصود من ذلك مزحة بالطبع ولكن هذا الأمر لفت انتباهه إلى الأهمية العالمية لقناة السويس والبحر الأحمر.

وتابع ديبوف :”عندما كنت أقف على حافة القناة، أشاهد سفن الحاويات الضخمة وهي تبحر دون انقطاع من وإلى البحر الأحمر، أدركت مدى أهمية هذا المضيق لاقتصادنا العالمي. ويسلك ما يتراوح بين 12 و15 في المائة من إجمالي التجارة العالمية هذا الطريق.

وقال المبعوث الأوروبي إنه زار جيبوتي بعد مرور عام، وهي دولة صغيرة تتمتع بموقع استراتيجي للغاية على باب المندب، وهو مضيق لا يتجاوز عرضه 27 كيلومتراً بين البحر الأحمر وخليج عدن.

وهناك، تمركزت أحدث الفرقاطات العسكرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية لمطاردة القراصنة الصوماليين. ومنذ عام 2010، يحاول هؤلاء القراصنة اختطاف سفن الحاويات، واحتجاز طاقمها كرهائن والمطالبة بفدية.

دوافع إيديولوجية

وأردف ديبوف أن تولي الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، دور ما بعد الحرب المتمثل في حماية الطرق البحرية الاقتصادية كانت عملية مثيرة للإعجاب.
ومع ذلك، فإن هجمات المتمردين الحوثيين من اليمن في نفس مضيق باب المندب لها ترتيبات مختلفة تماماً. إنهم ليسوا قراصنة يبحثون عن إيرادات إضافية. المتمردون الحوثيون هم مجموعة سكانية ذات دوافع أيديولوجية وسياسية تريد عمدا سحق التجارة العالمية.

وبدعم مالي وسياسي وعسكري من إيران، يحاولون زيادة الضغط على الغرب لزيادة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة-علماً أن ما يهم ايران ليس غزة ولا قضية فلسطين بل جعلها ورقة رابحة أمام الغرب بزعم الدفاع عنها، بحسب التقرير.

  • اقرأ أيضا:
هذا ما قاله عن اليمن و”باب المندب”.. نبوءات حازم أبو إسماعيل المذهلة تتوالى (فيديو)

عواقب كبيرة للغاية

وأدت هجمات الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني، وبالتالي تعطيل التجارة العالمية إلى عواقب كبيرة للغاية، وقد تضاعفت التكلفة الإضافية لتغيير المسار عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، وفي بعض الحالات تضاعفت تكلفة السفينة الواحدة ثلاث مرات.

ووفقا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، المعروف باسم الأونكتاد، فإن التجارة العالمية سوف تنكمش بنسبة 5% بحلول عام 2024، وسوف ترتفع أسعار المواد الغذائية والطاقة بشكل كبير. ومن غير الواضح حجم هذا التأثير، لكن التوقعات لا تبدو جيدة.

قاعدة لوجستية للصين

وفي نبرة تشكيك بقدرة الولايات المتحدة على إيقاف هذه الهجمات لفت التقرير إلى أنه يمكن للجيش الصيني أن يساعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في وقفها، لأن لدى الصين قاعدة عسكرية في جيبوتي وتدير جزءا من الميناء البحري لهذا البلد الصغير.

وهي القاعدة العسكرية الأجنبية الوحيدة للصين. وتتراوح تقديرات عدد الجنود في تلك القاعدة من ألف إلى عشرة آلاف. ووفقا للصين، فهي ليست قاعدة عسكرية بل قاعدة لوجستية، أنشئت لتنسيق عمليات إجلاء مواطنيها في أفريقيا.

موسكو تسعى لبناء قاعدة عسكرية على الساحل السوداني

ومضى التقرير مشيراً إلى أن الوجود العسكري لإيران والصين في البحر الأحمر لم يكن فيما يبدو كافياً للقلق، وهذا يلمح إلى أن كل شيء يشير إلى أن روسيا أيضاً ستمتلك قريباً قاعدة عسكرية السودان.

لكن روسيا لديها أيضًا خطط أخرى. وتريد بناء قاعدة عسكرية على الساحل السوداني على البحر الأحمر. وبالنظر إلى أن قوات الدعم السريع المدعومة من روسيا هي في الجانب المنتصر، يبدو أن هذه الخطط أصبحت ملموسة أكثر فأكثر.

سيناريو جديد

وعبر كاتب التقرير عن اعتقاده بأن هناك توجهاً لفرض سيناريو جديد تستطيع روسيا وإيران والصين قطع أحد الشرايين التاجية للاقتصاد العالمي أو على الأقل تعطيله بشدة، مع كل العواقب الاقتصادية والسياسية، وهذا ليس احتمالاً طيباً، على أقل تقدير.

وحول ما يمكن أن تفعله أوروبا، والغرب ككل لوقف هذا السيناريو أشار التقرير إلى أن كل صراع يحمل في طياته صراعاً جديداً. ولذلك فإن وقف الحروب هو السبيل الوحيد للخروج. ويجب أن تتوقف الحرب في غزة على وجه السرعة. كما في السودان بشكل عاجل.

وتابع :”إذا أرادت أوروبا والولايات المتحدة ذلك، فبإمكانهما ممارسة ما يكفي من الضغط على جميع المعسكرات المتحاربة حتى تعلن على الأقل وقف إطلاق النار والجلوس إلى الطاولة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.