الرئيسية » الهدهد » آيت إيدر.. المجاهد المغربي الذي رفض تقبيل يد الملك وهرب إلى الجزائر

آيت إيدر.. المجاهد المغربي الذي رفض تقبيل يد الملك وهرب إلى الجزائر

وطن – شيعت الأوساط الشعبية والسياسية المجاهد المغربي “محمد بن سعيد آيت إيدر” عضو جيش التحرير المغربي الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة التآمر ضد النظام الملكي، قبل أن يُعفى عنه بعد سنوات طويلة، وجسد التيار اليساري المعارض في البلاد لأكثر من خمسين عاماً دون أن يطأطئ رأسه أو ينافق السلطة.

ووفق وسائل إعلام مغربية توفي المجاهد والسياسي المغربي آيت إيدر، فجر أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ100 عام، بالمستشفى العسكري في العاصمة الرباط.

ووري جثمان إيدر الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، اليوم الأربعاء، بعد صلاة العصر.

برقية عزاء من الملك

وأرسل ملك المغرب محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المجاهد محمد بنسعيد آيت إيدر.

وجاء في الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء المغربية: “علمنا بعميق التأثر والأسى بالنبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه، المجاهد الكبير والوطني الصادق محمد بنسعيد آيت إيدر، تغمده سبحانه بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه”.

وأضاف الملك محمد السادس في رسالة التعزية :”بهذه المناسبة الأليمة، نعرب لكم، ومن خلالكم لكافة أهل الفقيد العزيز، وذويه ولسائر أقاربه وأصدقائه، ولأسرته السياسية الوطنية، عن أحر تعازينا وأصدق مشاعر مواساتنا وتعاطفنا، في فقدان رائد من رواد المقاومة المغربية”.

وتابع :”برحيله المفجع فقد المغرب أحد أبنائه البررة الذي نذر حياته لمقاومة الاستعمارين الفرنسي والإسباني، والدفاع عن حرية المغرب واستقلاله وكرامته، والذود عن وحدته الترابية، في تشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها”.

من “تين منصور” إلى المنفى

ومحمد بن سعيد آيت إيدر سياسي وناشط مغربي ولد في بلدة “تين منصور” بإقليم اشتوكة آيت باها المغربي ذو الأغلبية البربرية بتاريخ 10 يوليو 192.

وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية انتقل إلى مراكش سنة 1945 ليبدأ دراسته الجامعية وهناك، تبنى أفكاراً قومية، وعمل مع الناشطين المناهضين للاستعمار في مراكش، بما في ذلك عبد الله إبراهيم ومحمد البصري.

عارض الحسن الثاني

بدأ نشاطه أولاً ضد الحماية الفرنسية في المغرب ، وكان أحد مؤسسي وقادة جيش التحرير المغربي . وبعد استقلال المغرب، عارض آيت إيدر النظام القائم، وخاصة الملك الحسن الثاني.

وكان أحد مؤسسي العديد من الحركات والأحزاب السياسية اليسارية في المغرب المستقل، منها: الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وحركة 23 مارس ، وتنظيم العمل الديمقراطي الشعبي، والحزب الاشتراكي الموحد.

وفي عام 1955، انضم بن سعيد آيت إيدر إلى جيش التحرير المغربي في الجنوب، وبدأ المشاركة في المقاومة المسلحة ضد القوات الفرنسية والإسبانية في المغرب . تم سحق جهودهم بعد عملية إكوفيون في عام 1958.

وشارك في إنشاء الجناح الجنوبي لجيش التحرير الوطني. وكان يقوم بتجنيد المقاتلين هناك، والإشراف على تدريبهم، وتنسيق عمليات تسليم الأسلحة مع الجناح الشمالي. وفي هذه الأثناء، أصبحت البلاد مستقلة، لكن الحرب لم تنته بعد.

هرب إلى الجزائر

في عام 1959، ترك آيت إيدر، مع العديد من الناشطين الحداثيين، حزب الاستقلال وشارك في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. تم اعتقاله في عام 1960 واتهم زوراً بتعريض أمن الحسن الثاني، ولي العهد آنذاك، للخطر. تم العفو عنهم جميعًا من قبل محمد الخامس.

وفي عام 1963، وبعد مؤامرة يوليو 1963 ، حُكم على بن سعيد آيت إيدر بالإعدام، وهرب إلى الجزائر في ذلك الوقت.

وفي أعقاب أعمال الشغب المغربية عام 1965 ، أسس آيت إيدر مع العديد من الناشطين الماركسيين اللينينيين حركة 23 مارس ، وهي حركة تنشر الأفكار الثورية في المغرب.

وفي عام 1981، حصل آيت إيدر على عفو ملكي وعاد إلى المغرب حيث أسس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ، وهو حزب قانوني، وجلس معه في البرلمان من 1984 إلى 2007.

وفي عام 2002، اندمج منظمة العمل الشعبي الديمقراطي مع العديد من الأحزاب اليسارية لتكوين الحزب الاشتراكي الموحد ، الذي يعتبر بن سعيد آيت إيدر شخصية رمزية له حتى يومنا هذا.

وسام ملكي

وفي 30 يوليو 2015، حصل آيت إيدر على وسام العرش من درجة الحمالة الكبرى من قبل الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لـ”عيد العرش”.

رفض مرتين تقبيل يد الحسن الثاني

وتقول صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير لها إن “محمد بن سعيد آيت إيدر” كرس نفسه عام 2016 لكتابة مذكراته. مشيرة إلى أنه رفض مرتين تقبيل يد الحسن الثاني.

وتقبيل يد الملك، عادة مغربية تعني، تأكيد البيعة و تجديد الولاء ، تبعا للسنة و المنهجية النبوية –حسب زعم السلطات المغربية.

وبحسب إدريس خروز، المدير السابق للمكتبة الوطنية المغربية، فإن وفاة آيت إيدر تمثل اختفاء “آخر قومي مغربي عظيم” . أعلن نفسه “متحدًا مع الثورة” ، وكان يرفض دائمًا الزواج، قبل أن يغير رأيه مع اقترابه من الستين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.