الرئيسية » الهدهد » نشر الذعر بالمغرب.. هل عاد حيوان مفترس اختفى منذ عقود طويلة لغابات الأطلس؟

نشر الذعر بالمغرب.. هل عاد حيوان مفترس اختفى منذ عقود طويلة لغابات الأطلس؟

وطن – أثار حيوان غريب مفترس الذعر في غابات الأطلس التي تمتد من الشمال الغربي للمغرب إلى تونس مرورا بالجزائر، وتداول نشطاء أخباراً تفيد بمشاهدة « أسد » يفترس المواشي والأبقار ويعترض سبل سكان المنطقة المتخمة للغابات. ويبث في قلوبهم الرعب والذعر وسط تساؤلات حول حقيقة هذا الحيوان المفترس أهو أسد أم ضبع؟

ويعتبر أسد الأطلس أكبر أسد على هذا الكوكب. وهو نوع فرعي من شمال أفريقيا انقرض في البرية. هناك العديد من سلالته في حدائق الحيوان والمحميات، على الرغم من عدم معرفة عددها بالضبط.

وقال موقع “هافينغتون بوست” أن الظهور المحتمل لأحد هذه الأسود في مدينة خنيفرة (المغرب)، على بعد حوالي 160 كيلومترا من فاس، أحدث ثورة في البلاد بأكملها. وليس فقط للسكان المحليين، الذين يشعرون بالقلق من الهجمات المحتملة على حيواناتهم، ولكن أيضًا للسلطات وصانعي الأفلام الوثائقية، الذين لم يروا أسد الأطلس في البرية منذ عام 1940.

أسد الأطلس يفجر موجة جدل في المغرب

ومنذ أكثر من عام، بث البرنامج الوثائقي الشهير « أمودو » حلقة بعنوان: « بحثا عن شاهد الأسد »، وثق من خلالها رحلة الطاقم، المحفوفة بالمخاطر، في سبيل تعقب آثار شاهد يدعي رؤية أسد الأطلس رأي العين.. غير أن كل الجهود التي بذلت لم تسفر عن رصد أي أسد.

وآخر مرة شوهد فيها أسد الأطلس في جبال المغرب تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، حيث تم التقاط صورة نادرة له أثناء تجواله وحيدا بفروه الأسود المميز وسط ثلوج جبال الأطلس.

  • اقرأ أيضا:
ظهور نادر لهذا الحيوان بسلطنة عمان وهكذا تم التعامل معه (شاهد)

إلى أن أطلق أحد مربي الماشية ناقوس الخطر بعد هجوم مزعوم على قطيع من الأغنام. ووفقاً لهذه المعلومات، قد تكون هناك آثار أقدام لعينة من أكبر أسد في العالم في موقع الهجوم.

وأوضح الحسين فوزي، مخرج ومنتج برنامج أمودو ، أن “أربعة مواطنين سجلوا اعتداء حيوان يعتقد أنه أسد الأطلس على قطيع من الأغنام” . لكن السلطات تحاول إثبات ما إذا كان هذا صحيحا أم لا.

وهكذا، فإنهم يركزون أيضاً على البحث عن الحيوان، كما أكدت الوكالة الوطنية للمياه والغابات: “تجري حملات تتبع مكثفة بغابات المنطقة، مع مراقبة كبيرة بالتنسيق مع السلطات وجميع المهتمين”. القطع”. لكن في الوقت الحالي لا يوجد أي دليل على وجود أسد الأطلس في هذا المكان.


وأشار حسن بوفوس، معلق برنامج « أمودو »، أنه في ظل الأحداث الغامضة التي هزت منطقة خنيفرة، وتساؤل العديد من السكان عن حقيقة الحيوان المفترس الذي أثار الرعب في غابات الأطلس المتوسط، وعقب حادثة أيت بوخيو بخنيفرة وتقارير عن هجمات أخرى في وادي بولحمايل، انتقل فريق البرنامج الوثائقي أمودّو لاستكشاف الحقيقة وكشف الستار عن هوية هذا المخلوق المروع.

وأوضح بوفوس، في تصريح لموقع ـLe360، أن الطاقم استمع بدقة لتصريحات السكان، فتبين أن هناك حوادث أخرى في وادي بولحمايل قد تسبب فيها حيوان مفترس. في دوار أمهروق، قُتلت نعجة بطريقة وحشية، مما دفع السكان للتدخل لإبعاد الحيوان المفترس. وفيما حاول السكان إبعاده، أدعى أحدهم رؤية حيوان يشبه الأسد.

وبالتنسيق مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات، قام فريق أمودّو بحملة تمشيطية دامت أسبوعاً، استخدموا فيها تقنيات حديثة مثل الطائرات بدون طيار وكاميرات ليلية. ورغم الجهد المضني، لم يتم العثور على أي دليل يثبت وجود حيوان مفترس يشبه الأسد أو النمور.

وقالت الوكالة الوطنية للمياه والغابات إنها أطلقت بالتعاون مع السلطات المحلية والدرك الملكي، حملة تمشيط واسعة للمناطق المعنية استعملت فيها طائرات مسيرة وإجراء تحريات وأبحاث ميدانية لتعقب هذا الحيوان للتأكد من صحة ما يتم ترويجه.

قبل أن تخلص الوكالة إلى استبعاد أن يكون هذا الحيوان هو « أسد الأطلس». مشيرة إلى أن المختصين وبعد معاينة آثار الأقدام المكتشفة بهذه المناطق والتعرف عليها، حيث اعتبروا أنّها تعود إلى عائلة الكلبيات، أو لذئب شمال إفريقيا.

كما أن تشريح جثّة خروف تعرّض لهجوم من الحيوان أظهرت أن علامات العضّة لا تتطابق مع عضّة الأسد.

ذئب شمال إفريقيا

في 14 يناير الجاري، وصل الفريق إلى منطقة تيداس، وبعد معاينة آثار الأقدام المكتشفة بهذه المناطق والتعرف عليها، حيث اعتبروا أنّها تعود إلى عائلة الكلبيات، أو لذئب شمال إفريقيا، كما أن تشريح جثّة خروف تعرّض لهجوم من الحيوان أظهرت أن علامات العضّة لا تتطابق مع عضّة الأسد.

وأظهرت الفحوصات أن الحيوان المهاجم يمتلك فكًا قويًا. وفي الوقت نفسه، تلقى الفريق تقارير عن رؤية الحيوان المفترس في المنطقة.

قد يكون ضبُعا

وفي محاولة سريعة للتعقب، فشل الفريق في رصد المفترس بسبب التضاريس الصعبة ووعورة المنطقة. لكن قوائم المشتبه به، التي وُجِدَت بالقرب من موقع الحادث، تشير إلى أن المفترس قد يكون ضبعا.

وعبر مخرج البرنامج عن أسفه لعدم توثيق الحيوان المفترس الذي أربك السكان وذلك بفعل تعقيدات جبال الأطلس وكثافة غاباتها.

الأمر الذي يتطلب حسبه، معدات وفرقا متخصصة ووقتا أطول، وقال إن مثل هذه المهام تتطلب تجهيزات لوجستيية خاصة ليست متاحة للجميع، بما في ذلك فريق برنامج أمودّو.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.