الرئيسية » تقارير » افتتاحية وطن: أيها العرب بدأت ساعة الصفر فإما أن تكونوا أو لا تكونوا!

افتتاحية وطن: أيها العرب بدأت ساعة الصفر فإما أن تكونوا أو لا تكونوا!

وطن- عندما اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان عام ١٩٤٥، قرار تأسيس هذا الكيان الصهيوني اللقيط ودعمه بلا حدود، أرسلت بثلاثة شخصيات (جواسيس) عام ١٩٤٦ من “خارجيتها” لفلسطين لدراسة وضع هذه العصابات الصهيونية عن قرب، ولمعرفة ما الذي يخططون له وإلى أين وصلوا.

كان على رأس من أرسلوا “إيدوين رايت“، أحد أهم جواسيس استخبارات الجيش الأمريكي في تاريخه كله، (قبل انشاء السي آي أي)، وأحد أهم موظفي الخارجية الأمريكية في عهد ترومان.

دخلت هذا المجموعة “الكيبوتسات” والمستوطنات اليهودية، وقامت بدراستها من الداخل سرا وعلنا، وزاروا المعاهد وترجموا حتى بعض النصوص التي استطاعوا الحصول عليها، خاصة تلك التي لم يكن يسمح بتداولها إلا بالعبرية للحفاظ على سريتها.

زاروا مدرسة “جيمناسيا هرتسليا“، التي خرجت معظم قادة الإجرام في الكيان الصهيوني، وهي مدرسة مهتمة بتلقين افكار “ثيدور هيرتزل” الصهيونية، قابلوا معظم الشخصيات المهمة في الوكالة اليهودية، وحتى بين من قابلوهم كانت جولدا مائير رئيسة وزراء هذا الكيان فيما بعد.

سأل “إيدوين رايت” نفسه سؤالا مرعبا: هل يعقل أن الحكومة الأمريكية تعلم حقيقة هؤلاء الخطيرة وتقوم بدعمهم؟

كتب تقريره والذي رفضته الحكومة الأمريكية، ولم ير هذا التقرير النور حتى يومنا هذا، وحتى صاحبه “إيدوين رايت” ورفاقه أزيحوا عن مناصبهم.

في عام ١٩٧٧، وعندما بدأت بعض توقعاته تظهر حقيقتها، اكتفت مكتبة ترومان بإجراء مقابلة معه، وحتى المقابلة تم التلاعب بها، فرفض أن تنشر، لكنه اضطر أن يوافق شرط نشر رسالة له تسبق هذه المقابلة المطولة.

وأرفق معها تقرير آخر موثق بعنوان “التستر الصهيوني العظيم” أو “كيف يعمل الصهاينة”، وقد ورد في رسالته ما يلي، والتي نستشف من خلاها أي تقرير ذلك الذي أعده مسبقا:

“أعلم أن ردودي التي قدمتها للبروفيسور ماكينزي ذات طبيعة مثيرة للجدل للغاية، وهي من المحرمات في الدوائر الأمريكية، لأنني اتهمت الصهاينة بالخداع واستخدام الضغوط السياسية من أجل دفع الولايات المتحدة لدعم دولة يهودية ثيوقراطية صهيونية وإقصائية عرقيا ودولة جشعة توسعية.

  • اقرأ أيضا:
صحفي أمريكي: ما فعلته حماس سيدرس من قبل أجهزة المخابرات بجميع أنحاء العالم

لقد شعرت أنا وزملائي في وزارة الخارجية أن هذا سيشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة، لذا تم رفضنا من الخدمة…

لقد قدمت الوثائق التي تثبت حقيقة ما قلت وما رأت النور في ملف وزارة الخارجية الأمريكية في عهد ترومان، حين نشر الملف عام ١٩٤٨ في المجلد الخامس عن الشرق الأدنى…

لقد استخدم الصهاينة والأصوليون المسيحيون “التوراه” كسلطة لتبرير قيام دولة يهودية، حتى أن المرشح جيمي كارتر في صيف عام ١٩٧٦ قال: “أنا مؤيد لإسرائيل، ليس بسبب النفعية السياسية، ولكن لأنني أعتقد أن إسرائيل هي تحقيق نبوءة الكتاب المقدس” -.

وهكذا أصبحت “التوراة” كلمة الله المقدسة ومعصومة من الخطأ، أداة مفيدة في الدعاية الصهيونية، مع يقيني أن “التوراه” هي مزيج من الأكاذيب والأساطير العبرية ولا يمكن استخدامها كعنصر في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

لقد نجح الصهاينة جدا في استخدام الدين لأغراض سياسية، وهذا محظور بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الذي ينص على أن الحكومة يجب ألا تعترف بأي “مؤسسة دينية”.

في حالة الصهيونية وإسرائيل، اعترفت الولايات المتحدة ودعمت مؤسسة دينية – أي: دولة إسرائيل التي بدورها تميز ضد جميع الأديان غير اليهودية…

المواطنون الأمريكيون، ضحايا سهلة للتلاعب الصهيوني الذكي بسذاجتهم.. معارضتي للصهيونية على أسس براغماتية بحتة، وكنت مقتنعا بأن العرب سيحاربون دولة يهودية توسعية صهيونية حصرية – لأنهم رأوها كيف تعمل خلال فترة الانتداب البريطاني، وكذلك فعلت أنا!.

لقد شعرت أنه من الحماقة أن تدعم الولايات المتحدة دولة مكونة من مجموعة عصابات كما شاهدت في فلسطين (١٩٤٢-١٩٤٦).

أراد الحاخامات الأرثوذكس إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلى ١٢٠٠ قبل الميلاد، لقد كانوا متعصبين حقا.

لقد أنتجوا مجموعات غير عقلانية وتوسعية مثل مجموعة “غوش إيمونيم”، التي تتحدى الحكومة الإسرائيلية علنا ولا يمكن تأديبها لأنها “مقدسة”.

كان المتعصبون اليهود هم الذين استفزوا السلطات الرومانية في زمن المسيح وجلبوا الانتقام الروماني وتدمير الدولة اليهودية في عام ٧٠ م، لم تتعلم “غوش إيمونيم” شيئا من التاريخ وستكرر التاريخ من جديد!.

الحكومة الإسرائيلية عاجزة في مواجهة تحدي هذه المجموعة المتعصبة، والإسرائيليون الآخرون عميان بنفس القدر عن الحقائق وعقائديون ومتشرذمون لدرجة أنه لا يوجد حزب يمكن أن يحصل على الأغلبية.

ناهيك عن الاقتتال الداخلي بين هذه الأحزاب، والتي هي في تدهور سريع في الحياة السياسية الداخلية الإسرائيلية، قوتهم الوحيدة التي وحدتهم هو خوفهم من العرب.

وإذا انتهى ذلك سوف تتفكك الوحدة السياسية الإسرائيلية، ان الصهاينة منذ قرار ترومان في ١٩٤٧-١٩٤٨ ، عاشوا في جنة الحمقى.

لقد افترضوا أن سيطرتهم على الحكومة الأمريكية والصحافة والجمهور كانت دائمة وقائمة على قيم “أخلاقية” – وبالتالي، فإن الولايات المتحدة في جميع الأوقات ستمنح إسرائيل الدعم الكامل.

يبدو أن الصهاينة يعيشون في عالم أحلام من صنعهم ويعتقدون أن بقية العالم يجب أن يقبل حلمهم، يبدو أنهم غير قادرين تماما على مواجهة الواقع، أشك في قدرة إسرائيل على النجاة.. سيغادر الإسرائيليون بأعداد متزايدة.

  • اقرأ أيضا:
نبوءة العرافة العمياء بابا فانغا بـ “الحرب الإسلامية الكبرى” تظهر بعد طوفان الأقصى!

في ١٩٤٧- ١٩٤٨، عندما أعلن الرئيس ترومان عن دولة يهودية، فرح اليهود واعتبروه مخلصا مسيحيا اختاره القدر، ولم يروا فيه أنه كان سياسيا أمريكيا، يحتاج إلى أصوات اليهود والمال للفوز في الانتخابات.

لقد بات من المؤكد أن الصهيونية ستأتي بكارثة….. شكرا لك على صبركم ومتاعبكم. المخلص – إدوين م. رايت”.
انتهت الرسالة وقد نشرناها باختصار.

لكن ما قاله “إيدوين رايت” في المقابلة كان أشد، لقد قال إن أمريكا والغرب أنشأوا الدولة اليهودية لحماية مصالحهم أو بلغة أخرى لحماية المنهوب من أرض العرب وخيراتهم وعلى رأسها، النفط.

لكن تبين له أثناء إعداد تقريره السري، بأنهم يعادون أمريكا والغرب أو غير اليهود، “الغوييم”، فالتعاليم التي يتلقاها اليهود هي أن الطريقة الوحيدة التي يمكن إنقاذ اليهودية بها هي أن يغادر اليهود العالم (أمريكا وأوروبا) تماما للذهاب إلى دولة يهودية، فهناك سيحكمون أنفسهم ويكونون قادرين على الابتعاد عن كراهية العالم الذي يسعى لتدمير اليهودية.

ويعلق “إيدوين رايت” على هذا القول بأنهم نسوا أن “العالم- الغوييم” كما يصفوه، هو الذي أسس لهم دولة إسرائيل الحديثة!.

كما تبين ل”إيدوين رايت” من خلال مقابلاته، هي أن مرحلة قادمة والتي يسميها بالطور الثالث، بأنهم سيسعون فيها لدولة كبيرة جدا تتسع لكل يهود العالم.

لذا عيونهم على الشرق الأوسط وتهجير سكانه، فهم يعتبرون أن كل يهودي يرفض الالتحاق بالدولة اليهودية هو معاد للسامية.

ويضيف “رايت” أن اليهود يزعمون أن وطنهم من قناة السويس شمالا وحتى جبال كبادوكيا في جنوب تركيا، كما ويتعجب “رايت” أنهم إذ يعلنوها داخل مستوطناتهم، الا أنهم يخفونها من دعايتهم الصهيونية في أمريكا.

فهل بدأوا الآن هذه المرحلة إذا تمكنوا من كسر غزة، وماذا يعني بنيامين نتنياهو حين قال في ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ بأننا “سنغير الشرق الأوسط”.

لذا فالفلسطينيون هم آخر أسوار العرب الآن، وقد تساقطت حولهم أسوارا عربية شاركوا بغباء في إسقاطها، ولكن هذا السور يختلف، فسقوطه يعني نهايتكم جميعا.

ولقد أعدوا العدة لهذه المرحلة، فامتلكوا كافة الأسلحة وعلى رأسها السلاح النووي، بل وحتى السلاح البيولوجي الذي يعدون له، والذي لا يعرف حتى الآن ما الذي توصلوا له.

لكن ما تسرب من مصادر عسكرية إسرائيلية وغربية استخبارية لا يبشر بخير، ففي عام ١٩٩٨، ذكرت صحيفة “الصندي تايمز” أن العلماء الإسرائيليين يحاولون استغلال الاكتشافات الجينية الحديثة من أجل عزل الجينات العربية وتطوير “جراثيم” مصممة يمكنها مهاجمة الجينات العربية من خلال استهداف “الحمض النووي” الخاص بهم.

  • اقرأ أيضا: 
الولايات المتحدة تؤكد انضمامها للحرب في حال تم فتح جبهات متعددة ضد إسرائيل.. تفاصيل

كما ثار أحد أعضاء الكنيست وهو “ديدي زوكر” على هذا البرنامج، وليس خوفا على العرب ولكن خوفا على اليهود الذين يحملون نفس الحمض النووي الشبيه بالحمض النووي الخاص باليهود، ولنتخيل إلى أي درجة بلغت بهم الخسة حين عمدوا لهكذا اسلوب، وهم ممن قال فيهم رب العزة: (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة).

وإذا كانوا يصفون من أعانهم وسلحهم ومولهم ب”الغوييم” والوثنيين واحط الصفات، فمن أنتم يا عرب في أعينهم؟!

يا عرب: أكثر من قرن من الزمان وأنتم تتفرجون على الشعب الفلسطيني وهو يصارع أحط عدو استطاع بخبثه ومكره وذهبه أن يجمع خلفه كل قوى العالم بمؤسساته الدولية، وهو يقتل ويذبح ويهجر بلا حسيب ولا رقيب وأنتم تتفرجون!.

يا عرب: حكامكم وبالوراثة تآمرت مع هؤلاء الصهاينة وخدعت شعب فلسطين بجامعتهم وبجيوشهم وطعنت شعب فلسطين في الظهر وهو يواجه عدوه في أحرج الظروف، وارتضيتم بحكامكم بعد كل هذا.

يا عرب: تعاون حكامكم مع المحتل في تهجير الشعب الفلسطيني والذي مازال يعيش في أسوأ الظروف بين ظهرانيكم، بل استشهد منهم على أيدي حكامكم أكثر من الذين استشهدوا على يد الصهاينة.

يا عرب: ها هم حكامكم بعد خيانتهم وعمالتهم للحركة الصهيونية ومنهم من كان تدفع له الوكالة اليهودية راتبا شهريا، ها هم الآن يطبعون مع العدو بلا خجل وانتم في صمت مطبق، بل منكم من رضى وتابع.

يا عرب: كم مرة احترقت غزة أمام أنظاركم، وما حركتم ساكنا، بل تفرجتم على أنظمتكم وهي تشارك في حصار غزة لعقود، وهي تعاني ما تعاني.

يا عرب: لا تحسبوا أنكم بدعوى إغلاق الحدود امامكم في منجاه، لا نجاة أن لم تتجه أياديكم نحو من أغلقها.

وأي نجاة لمن ارتضى كل هذه العقود أن يحكمه عملاء من ظهر عملاء.

واللهم لا تسامح .. اللهم لا تسامح.

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “افتتاحية وطن: أيها العرب بدأت ساعة الصفر فإما أن تكونوا أو لا تكونوا!”

  1. متى ماشاهدنا الفلسطينيين في فلسطين والاراضي المحتله وفي المهجر والمخيمات ودول الغرب والشرق يهبون لفلسطين فسوف نكون معهم
    اما أن يكون الفلسطينيين تجار بالاردن ودكاتره باوربا ومقاولين بالخليج وبدهم من يحرر لهم بلدهم فهذي مابتجي هيككككككككككك

    رد
  2. حزب الله ( المقاومة الاسلامية ستكون حاسمه في درها على الاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف بلدنا )
    يقول التي تستهدف (((بلدنا ))) افهموا ياناس يابتوع ساعة الصفر ياشعار فلسطين هي قضيتنا الاولى

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.