الرئيسية » الهدهد » قتل وتطهير عرقي وعنف جنسي.. أدلة مصورة على تورط الدعم السريع في مجازر الجنينة

قتل وتطهير عرقي وعنف جنسي.. أدلة مصورة على تورط الدعم السريع في مجازر الجنينة

وطن – توجهت الأنظار صوب مدينة الجنينة السودانية، إزاء ما تردد عن حدوث عمليات قتل وحملات تطهير عرقي بشكل واسع النطاق بالتزامن مع الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

البداية كانت مع تحذير سابق، أصدرت الأمم المتحدة بخصوص خطورة الوضع في الجنينة، التي باتت معدومة الأمن وانتشرت بها عمليات القتل على أساس عرقي بجانب انتشار عمليات النهب والسرقة.

في حين أفادت وكالة فيدس الإخبارية المسيحية، في منتصف يونيو الماضي، بأن قوات الدعم السريع تشن عمليات تطهير عرقي تستهدف سكان غرب دارفور من غير العرب، وفق منصة إيكاد.

وقالت الوكالة، إن الصراع اتخذ بُعدا عرقيا في هذا الجزء من البلاد، مع اشتباكات بين أفراد قبائل المساليت والقبائل العربية (الذين يشكلون غالبية صفوف قوات الدعم السريع)، وأودى القتال بحياة العديد من المدنيين، بجانب تدمير واسع النطاق للبنية التحتية والمباني.

وآنذاك، نقلت الوكالة عن شهود عيان، قولهم إن الميليشيات تشن حملة تطهير عرقي، تستهدف السكان غير العرب.

وبعد 6 أيام وتحديدا في 20 يونيو، عبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها من ورود تلك التقارير التي تؤكد مجازر الدعم السريع بحق سكان الجنينة من غير العرب.

وقالت المنظمة في بيان: “تشعر منظمة العفو الدولية بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بوقوع عمليات قتل موجهة ذات دوافع عرقية وأعمال عنف جنسي وحرق منازل على نطاق واسع ونزوح جماعي لسكان غرب دارفور من غير العرب، لا سيما في مدينة الجنينة وحولها، على أيدي قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها”.

وقالت منصة إيكاد، إنها سعت للتحقق مما يجري في الجنينة وفي مواقع العمليات التي ينفذها الدعم السريع، انطلاقًا من هذه التحذيرات والبيانات، وبثت بالفعل اعترافا لأحد مقاتلي الدعم السريع بافتعالهم للحرائق بالقرى المتواجدين بها.

كما نقلت شهادات سكان الجنينة، والتي تبين أن قوات الدعم السريع أشعلت العديد من الحرائق في المراكز الحيوية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.

ومن خلال تحليل صور الأقمار الصناعية لمدينة الجنينة خلال الفترة من 14 أبريل إلى 13 يونيو، تبين أن أكثر الحرائق اشتعلت في شارع A5 المعروف بالازدحام السكاني، ولا يمكن أن يكون ذلك من فعل الطبيعة.

وقالت المنصة، إنها عثرت على مقطع يعترف فيه أحد أفراد الدعم السريع، أن طريق المدينة من مستشفى شاكرين التخصصي إلى فرع بنك الخرطوم ، بات خاويًا من السكان، وأن الجثث لا تجد من يدفنها.

ومن خلال تحليل المعالم التي قالها مقاتل الدعم السريع في الفيديو مثل مستشفى شاكرين وفرع بنك الخرطوم، بجانب التعرجات الطرقية الظاهرة، حدد فريق إيكاد الطريق الذي سلكه المقاتل الذي تبين أنه في شارع A5 الذي تم ذكره مسبقا.

كما انتشر مقطع آخر، لأحد مقاتلي الدعم السريع يتوعد فيه قبيلة المساليت قائلًا:”مافي دار مساليت دار عرب وبس”.

ومن خلال تحليل المعالم الظاهرة في هذا المقطع مثل المبنى الذي يبدأ مدخله بسلالم وينقسم سقفه إلى جزئين أحدهما أعلى من الآخر، تبين أن المقطع صور قرب مستشفى شاكرين وطريق A5.

تختم المنصة بالقول: ” يؤكد لنا هذا التحقيق صحة ما أوردته التقارير الإنسانية بوقوع مجازر على يد الدعم السريع في مدينة الجنينة، تحديدًا في شارع A5 وما حوله والذي يعد الأكثر اكتظاظًا في المدينة”.

حرب مستعرة في السودان

ويعيش السودان منذ أشهر، على وقع المدافع والاشتباكات المسلحة بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وبدأ النزاع في الخرطوم وسرعان ما انتشرفي أنحاء البلاد، التي لا يزال بعضها يحاول التأقلم مع تاريخ غير بعيد من الحروب والمجازر، لا سيما إقليم دارفور (غرب).

جرائم مروعة على أساس عرقي في دافور

ويشهد دارفور جرائم قتل على أساس عرقي، وأسوأ أعمال العنف من تعذيب وانتهاكات جنسية، وعمليات نهب واسعة النطاق، وفق ما تؤكد الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وشهود، في ظل انقطاع شبه تام في الاتصالات بالإقليم.

وسبق أن نشرت منظمة أطباء بلا حدود، شهادة لشابة سودانية تبلغ من العمر 18 عاما، قالت إنها أثناء هروبها وعائلتها من مدينة الجنينة، أوقفهم مسلحون واقتادوا أختها الصغرى (15 عاما) إلى حافلة حيث تناوبوا على اغتصابها، احتجزوها لبعض الوقت داخل الحافلة وبعد أن انتهوا منها ألقوا بها خارجها وغادروا.

مقتل والي غرب دارفور

وقبل أسابيع، قُتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر، وقبيل مقتله بساعات، كان أبكر قد اتهم قوات الدعم السريع بتدمير مدينة الجنينة.

واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع باختطافه واغتياله، لكنها نفت ذلك وأدانت عملية الاغتيال، مؤكدة أنها تمت بأيدي منفلتين على خلفية الصراع القبلي المحتدم بالولاية.

في حين اعتبرت الأمم المتحدة أن مسؤولية مقتل الوالي تقع على عاتق قوات الدعم السريع، وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان في بيان: “تنسب إفادات شهود عيان مُقنعة هذا الفعل إلى الميليشيات العربيّة وقوات الدعم السريع”.

ودعت إلى “تقديم الجناة بسرعة إلى العدالة وعدم توسيع دائرة العنف في المنطقة بشكل أكبر”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.