الرئيسية » الهدهد » فيديو “كتيبة العياش” يرعب إسرائيل.. صواريخ محلية وكابوس جديد للاحتلال

فيديو “كتيبة العياش” يرعب إسرائيل.. صواريخ محلية وكابوس جديد للاحتلال

وطن- في تطورٍ لافت وغير مسبوق من نوعه في جهود المقاومة الفلسطينية داخل الضفة الغربية، أعلنت “كتيبة العياش”، التابعة للفصائل المسلحة في غرب جنين، عن إطلاق صاروخي “قسام 1” تجاه مستوطنة “رام اون” في مرج ابن عامر، في خطوة تعكس تصعيدًا في الأحداث الميدانية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتُظهر التطور الكبير للوضع الميداني في الضفة على غرار غزة.

اللافت أيضاً أنه تم توثيق هذا الحدث بالفيديو، مما أثار قلقًا وتوترًا في المنطقة وأضفى جديّة أكبر على التوترات القائمة في الضفة بالفعل، بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

ماذا نعرف عن “كتيبة العياش”؟

أكدت “كتيبة العياش” غرب مدينة جنين صباح اليوم، الاثنين، إطلاقها صاروخين بدائيين من نوع “قسام1″، تجاه مستوطنة رام اون في مرج ابن عامر.

وأشارت الكتيبة عبر قناتها على “تليجرام“، إلى أنّه “وفي إطار معركة الإعداد والتطوير وكسر المعادلات مع هذا الاحتلال الغاصب، ورداً على جرائمه وجرائم قطعان مستوطنيه تمكنا في كتيبة العياش من إطلاق صاروخين من طراز (قسام 1) على مستوطنة رام اون في مرج بن عامر غرب مدينة جنين.”

وأفادت “إننا نقول لهذا الاحتلال وقطعان مستوطنيه بأنه قريبا ستسقط صواريخ القسام على رؤوسكم في كل مكان بأرض الضفة”.

بدورها، أوضحت قناة “كان” العبرية بأن المنظومة الأمنية في إسرائيل، تتحقق من مقطع مصور من منطقة جنين لإطلاق صواريخ باتجاه جلبوع.

وتناقلت مواقع عبرية، الاثنين، مقطع فيديو نقلا عن نشطاء فلسطينيين لمحاولة إطلاق صاروخين من جنين شمال الضفة الغربية.

وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن “قواته تتحقق من مقطع فيديو نشر في منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية لمحاولة إطلاق صاروخين من جنين.”

وأظهر مقطع فيديو حمل اسم كتائب القسام “كتيبة العياش” تجهيز صاروخين وإطلاقهما، ووضع بجانب أحد الصواريخ قبيل إطلاقه تبني للعملية بتاريخ، اليوم الاثنين.

ونقلت قناة “كان” العبرية، عن الناطق الإسرائيلي، أنه يجري التحقق من هذه العملية.

وأكد مسؤول في أجهزة الأمن الإسرائيلية، يوم الاثنين، أن قذيفة صاروخية محلية الصنع أطلقت من الضفة الغربية تجاه موقع إسرائيلي، سقطت قرب جدار الفصل العنصري في “منطقة التماس” في الجانب الفلسطيني.

وبحسب ما أفادت هيئة البث العام الإسرائيلي، قال المسؤول الأمني إن القذيفة انفجرت في الجانب الفلسطيني، وأفاد بأن أجهزة الأمن الإسرائيلية تحقق في هذه الحادثة التي تمثل تصعيدا نوعيا في حدة مقاومة الاحتلال بالضفة.

كتيبة العياش وكتيبة القسام
كتيبة العياش وكتيبة القسام

“يحي عيّاش” كابوس إسرائيل حياً وميّتاً

لم تورد مصادر إعلامية فلسطينية ماإذا كان اسم كتيبة “العياش” يشير مباشرة إلى المقاوم الفلسطيني ذائع الصيت “يحي عياش“، الذي بقيت ذكراه راسخة في أذهان قوات الاحتلال الإسرائيلي كأكثر الذي أثخنوا في جراح مستوطنيهم.

ويحي عياش هو قائد بكتائب القسام مُجاز في حفظ القرآن الكريم، ومهندس بارع في صناعة المتفجرات، آلم الاحتلال الإسرائيلي ثأرا لشهداء الحرم الإبراهيمي. استطاع عميل للاحتلال أن يزوده بهاتف ملغوم فاستشهد وهو في ريعان الشباب في الخامس من كانون الثاني عام 1996 في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

درس الهندسة الكهربائية في جامعة بيرزيت وطور مهارة عالية في تصنيع العبوات الناسفة، ساهمت في إحداث نقلة نوعية في أسلوب الهجمات الاستشهادية ضد العدو الصهيوني.

نشأ في عائلة متدينة عرفت بمقاومتها للاحتلال، من مواليد 1966 في بلدة رافات التابعة لمحافظة سلفيت، وكان حافظا للقرآن الكريم ودارسا للعلوم الشرعية، تزوج عام 1991 من ابنة خالته وأنجبت له براء وعبد اللطيف الذي أعيدت تسميته على اسم أبيه بعد استشهاده ليصبح “يحيى” يحيى عياش.

لم يقف عاجزا أمام شح الإمكانات وندرة المواد الأولية لصناعة المتفجرات، بل توصل لمعادلة كيميائية استخدم فيها المواد الكيماوية الأولية المتوفرة في الصيدليات لتحويلها لمواد متفجرة.

نشط سياسيا أثناء دراسته في الجامعة من خلال الكتلة الإسلامية، التي كانت الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثم التحق بالجناح العسكري للحركة (كتائب القسام).

برع في العمل المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات نوعية، مكنته منها خبرته وقدرته العالية على تصنيع المتفجرات بإمكانيات متواضعة، ومن مواد متوفرة في السوق المحلية.

وقد بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تترصده وتطارده منذ 1992 بعد العثور على سيارة مفخخة في منطقة تل أبيب، اتهمته بالمسؤولية عنها، ثم اتهمته بالمسؤولية عن عدد من عمليات التفجير التي أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين.

كما اتُّهم بسلسلة تفجيرات استهدفت حافلات إسرائيلية، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل التي حدثت في 15 فبراير/شباط 1994.

ومن أبرز العمليات التي اتُّهم بالوقوف وراءها عملية بسيارة مفخخة في مدينة العفولة داخل الخط الأخضر بتاريخ 6 أبريل/نيسان 1994، نفذها الفلسطيني رائد زكارنة، ردا على مجزرة المسجد الإبراهيمي، أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين.

كما اتهم بتخطيط عمليتين في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر في 13 أبريل/نيسان 1994، إحداها بتفجير نفذه عمار عمارنة، والأخرى بتفجير حقيبة في موقف للحافلات أدى إلى مقتل سبعة إسرائيليين وجرح العشرات، وعملية تفجير في شارع “ديزنغوف” في تل أبيب نفذها صالح نزال وقتلت 22 إسرائيليا.

ونتيجة للملاحقة المكثفة بالضفة، نقل عياش مركز نشاطه إلى قطاع غزة أواخر عام 1994، كما أعد سلسلة عمليات من هناك نفذها استشهاديون وعمليات تفجير عن بعد.

وقد أعطته هذه العمليات شهرة كبيرة، جعلت بعض الفنانين يستلهمون سيرة حياته في أعمال فنية تروي تجربته، كما وُثِّقَتْ سيرته في كتب بعدة لغات. ويوم استشهد شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تشييع جثمانه، وعمت مسيرات الاحتجاج مناطق كثيرة في فلسطين.

وجه للاحتلال وقادته ضربات قاسية، طاردته كافة أجهزة الاحتلال الأمنية لكنها بقيت مطاردة بخوفها وترقبها من عمليته القادمة، انتقل إلى قطاع غزة عقب حملة كثيفة لمراقبته والترصد له، وعمل هناك على تدريب كوادر كتائب القسام في صناعة العبوات الناسفة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.