الرئيسية » الهدهد » قصص مؤلمة لسوريين يعيلون أبناءهم من غربلة القمامة ولحظات صعبة

قصص مؤلمة لسوريين يعيلون أبناءهم من غربلة القمامة ولحظات صعبة

وطن- نشر موقع المونيتور، تقريراً عن إقدام السوريين على تحويل النفايات البلاستيكية إلى “بساط” لكسب لقمة العيش، في ظل الأزمة التي يعيشها المواطنون هناك، جراء الحرب الأهلية الطاحنة التي فتكت بالبلاد.

وقال التقرير: “في مكب نفايات في شمال غرب سوريا، يبحث محمد بهلال عن مواد بلاستيكية ليتم بيعها لقائمين بإعادة التدوير وتحويلها إلى سجاد أرضية وأشياء أخرى في الجيب الفقير للمعارضة”.

وأضاف: “في المناطق السورية التي يسيطر عليها المتمردون، نادرًا ما تكون إعادة التدوير دافعًا بيئيًا ولكنها بالأحرى شريان حياة قاتم للسكان المحتاجين الذين يبحثون عن عمل أو أشياء لا يمكنهم تحمل تكلفتها”.

في تحدٍ للرائحة الكريهة والحشرات وخطر الإصابة بالأمراض، يخترق بهلال البالغ من العمر 39 عامًا كومة القمامة بمنجل ويده العاريتين.

يكسب هو واثنان من أبنائه الستة لقمة العيش من غربلة القمامة في قرية حزرة بمحافظة إدلب، ويكسب كل منهم ما بين 7 و10 دولارات في الأسبوع.

اعادة تدوير المواد البلاستيكية
يعمل بهلال وأبناؤه في جمع النفايات البلاستيكية من القمامة

قال بهلال، الذي نزح من محافظة حلب المجاورة خلال الحرب الأهلية السورية: “الأمر متعب.. لكن ماذا يمكننا أن نفعل، علينا أن نتحمل هذا العمل الشاق”.

وأضاف: “الحمد لله، على الأقل لدينا عمل مع القمامة”.

وأصيب بهلال في ساقه في أثناء القتال، وواجه صعوبة في العثور على عمل، وينحني لجمع قطع من البلاستيك أو المعدن، ويلقي بكل شيء في كيس لبيعه إلى منشأة خردة قريبة.

اعادة تدوير المواد البلاستيكية
يتحدى بهلال وأبناؤه الرائحة الكريهة والأمراض لجمع المواد البلاستيكية

وأسفر الصراع في سوريا عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص، وأجبر نحو نصف سكان البلاد قبل الحرب على ترك منازلهم منذ اندلاع القتال في عام 2011.

ويعيش أكثر من أربعة ملايين شخص، معظمهم يعتمدون على المساعدات، في مناطق يسيطر عليها الجهاديون والجماعات المدعومة من تركيا في شمال وشمال غرب سوريا.

في ساحة خردة كبيرة بجوار الحقول الزراعية، يقوم العمال بفرز خردة البلاستيك بشكل غير محكم في أكوام وفقًا للون، ثم يقومون بتقطيعه وسحقه إلى قطع صغيرة يتم غسلها وصهرها في حبيبات بلاستيكية.

خيط بلاستيك

فرحان سليمان (29 عامًا)، من بين الذين يتعاملون مع المواد التي يتم جلبها من المكب، وقال سليمان ابن محافظة حمص: “نشتري البلاستيك من عربات جمع القمامة المتجولة والأطفال”.

وأعرب عن خوفه من مخاطر الإصابة بـ”الكوليرا أو الأمراض المزمنة” من العمل مع القمامة.

اعادة تدوير القمامة البلاستيكية في سوريا
السوري فرحان سليمان يشتري القمامة التي يتم جمعها من المكان ويعيد تدويرها وتحويلها إلى حصائر

وفي أماكن أخرى من محافظة إدلب الشمالية، يقوم عمال مصنع يصنعون الحصير والسجاد بإخراج خيوط بلاستيكية ذات ألوان زاهية بينما تنقر آلات النسيج الكبيرة وتقرع.

ويقول صاحب المصنع خالد رشو (34 عامًا)، إن صناعة البساط تقليد عائلي، ويضيف: “لدينا أكثر من 30 موظفًا في المصنع، فقد تفاخر بأنه إنجاز مهم في منطقة يعاني فيها كثيرون من البطالة”.

وتظهر الحصائر الكبيرة ذات التصاميم الهندسية، بعضها مصنوع من خيوط بلاستيكية حمراء أو أرجوانية لافتة للنظر، من آلات النسيج ومكدسة في أكوام.

محمد القاسم صاحب متجر (30 عامًا)، من بين أولئك الذين يبيعون الحصائر ، والتي يقول إنها نجحت في منطقة حيث نزح كثير من الناس ويعيشون في خيام أساسية أو مساكن مؤقتة.

تتكلف الحصائر المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره ما بين 5 دولارات و15 دولارًا، بينما تبلغ تكلفة السجاد التقليدي الفارسي نحو 100 دولار.

وقال قاسم من محله في بلدة معرة مصرين بمحافظة إدلب: “في الصيف يزداد الطلب على الحصائر البلاستيكية”، لأنها تحتفظ بدرجة حرارة أقل.

لكنه أضاف: “يمكن استخدامها أيضًا في الشتاء وهي أقل تكلفة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.