الرئيسية » الهدهد » عاصفة بيبارجوي المدارية تتحول إلى إعصار: تحذيرات من أمطار غزيرة ورياح عاتية في سلطنة عمان واليمن

عاصفة بيبارجوي المدارية تتحول إلى إعصار: تحذيرات من أمطار غزيرة ورياح عاتية في سلطنة عمان واليمن

وطن- أكدت أخصائية الأرصاد الجوية في سلطنة عمان “بشرى بن خميس السعدية”، أنّ الحالة المدارية التي تتحرك فوق بحر العرب منذ يومين، قد تطورت إلى عاصفة مدارية أطلق عليها اسم “بيبار جوي” وهي تقترب من سواحل عمان واليمن.

عاصفة مدارية تقترب من سلطنة عمان

وشددت السعدية، خلال إفادتها لـ”راديو وصال” العماني، على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر اللازمين في المناطق التي من المتوقع أن يشملها الإعصار.

ومن المتوقّع أن تتحول العاصفة إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى خلال الساعات الـ24 المقبلة، حسب ذات الأخصائية.

وكان خبراء الأرصاد الجوية في البلاد، حذّروا، الإثنين، من أن الإعصار قد يسبّب رياحاً عاتية وأمطاراً غزيرة وعرام عواصف ساحلية في المناطق المتأثرة.

ونصحت الأرصاد الجوية العمانية عبر حسابها في “تويتر“، العموم في السلطنة من مواطنين ومقيمين باتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة والابتعاد عن الأماكن المنخفضة والمهددة بالفيضانات.

وفي أحدث بلاغاتها، قالت الأرصاد العمانية، إن “آخر صور الأقمار الاصطناعية توضح تطور الحالة المدارية إلى مستوى عاصفة مدارية، وسيتم إطلاق مسمى (بيبارجوي) عليها”.

وأشارت إلى أن العاصفة “تتمركز جنوب وسط بحر العرب وتبعد عن سواحل السلطنة نحو 1160 كلم مع فرص تحركها باتجاه الشمال نحو وسط بحر العرب”.

ورجّحت “استمرارها كعاصفة خلال ثلاثة أيام القادمة مع فرص تطورها لاحقًا إلى إعصار من الدرجة الأولى، مع فرص تدفق السحب العالية على أجواء سلطنة عمان خلال خمسة أيام القادمة”.

وإلى ذلك يشار إلى أن الأعاصير المدارية هي واحدة من أخطر الظواهر الجوية التي تهدد حياة الناس وممتلكاتهم، وتشتهر سلطنة عمان، بحكم موقعها الجغرافي، بتواتر حدوثها.

الأعاصير المدارية التي ضربت سلطنة عمان سابقاً

الأعاصير المدارية هي ظاهرة جوية تتميز برياح عاتية تدور حول مركز منخفض جوي، وتسبب أضراراً كبيرة للمناطق التي تضربها. سلطنة عمان هي إحدى الدول العربية التي تتأثر بالأعاصير المدارية بشكل متكرر، نظراً لموقعها المطلّ على بحر العرب، الذي يعتبر موطناً لمعظم الأعاصير التي تتشكّل في المحيط الهندي.

في هذا النص، نستعرض أبرز الأعاصير التي ضربت سلطنة عمان في التاريخ الحديث، والخسائر التي نتجت عنها:

  • إعصار جونو: هو أقوى وأخطر إعصار مداري ضرب سلطنة عمان في الفترة ما بين 31 مايو و8 يونيو من عام 2007، ووصلت شدته إلى الدرجة الخامسة، وهي أعلى درجة في مقياس سافير-سيمبسون للأعاصير.

أدى إعصار جونو إلى ارتفاع أمواج البحر إلى 12 متراً، وحدوث فيضانات شديدة في مختلف المناطق، خاصة في محافظة ظفار وولاية مصيرة. كما تسبّب الإعصار في خسائر بشرية ومادية هائلة، حيث قُتل نحو 50 شخصاً، وأُصيب المئات، ودُمِّرت الآلاف من المنازل والمباني والمزارع والطرق والجسور.

كما ألحق الإعصار أضراراً بالبنية التحتية والخدمات الأساسية، مثل: الكهرباء والاتصالات والمياه. تقدَّر قيمة الخسائر المادية التي خلّفها إعصار جونو بنحو 4 مليارات دولار.

  • إعصار فيت: هو إعصار قوي من الدرجة الرابعة تكوَّن في بحر العرب وضرب سواحل عُمان في 5 يونيو 2010. بدأ تشكُّل الإعصار في 31 مايو 2010، وأخذت قوته تزداد بشكل متسارع بفضل انخفاض الضغط الجوي فوق البحر، حيث بلغت سرعة الرياح 235 كم/س في الأول من يونيو 2010.

اقترب الإعصار من سواحل عُمان، حيث تمّ إعلان حالة التأهُّب القصوى تحسُّبًا لما قد يخلِّفه من أضرار. ضَرَبَ إعصار فيت جزيرة مصيرة وأجزاء من الساحل الشرقي للسلطنة، ولكن بعد أن انخفضت شدته إلى الدرجة الثانية وسرعة الرياح إلى نحو 120 كم/س.

أدّى إعصار فيت إلى هطول أمطار غزيرة في مختلف المناطق، واضطراب في حالة الجو، وارتفاع في منسوب المياه في الأودية والمناطق المنخفضة.

كما تسبّب الإعصار في خسائر بشرية ومادية محدودة، حيث قُتل 4 أشخاص، وأُصيب 40 آخرون، ودُمِّرت بعض المنازل والمزارع والطرق. تقدَّر قيمة الخسائر المادية التي خلّفها إعصار فيت بنحو 25 مليون دولار.

  • إعصار مكونو: هو إعصار استوائي تكوَّن في 21 مايو 2018 في بحر العرب، وأثَّر بشكل أساسي على المناطق الواقعة في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية لدول اليمن وعُمان والسعودية، والجزر الواقعة في المناطق التي يمر بها مثل جزيرة سقطرى.

كان إعصار مكونو من الدرجة الثالثة، وهي درجة متوسطة في مقياس سافير-سيمبسون للأعاصير. وأدى إلى هطول أمطار غزيرة جدًا في مختلف المناطق، خاصة في محافظة ظفار وولاية المضيبي. كما تسبب الإعصار في ارتفاع أمواج البحر وحدوث فيضانات عارمة في الأودية والمناطق المنخفضة.

ألحق الإعصار أضرارًا بالبنية التحتية والخدمات الأساسية، مثل: الكهرباء والاتصالات والمياه. وتسبَّب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث قُتل 13 شخصاً على الأقل، بينهم طفلة، وأُصيب عشرات آخرون، ودُمِّرت آلاف من المنازل والمباني والمزارع والطرق والجسور. تقدَّر قيمة الخسائر المادية التي خلفها إعصار مكونو بأكثر من 100 مليون دولار.

إلى جانب هذه الأعاصير التي ذكرناها، فإن سلطنة عُمان شهدت عدة أعاصير أخرى في تاريخها الحديث، مثل إعصار نيلام في 2012، وإعصار نانوك في 2014، وإعصار شابالا في 2015، وإعصار هِكَّى في 2019. كل هذه الأعاصير تؤكد على ضرورة التأهُّب لهذه الظاهرة الجوية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.