الرئيسية » الهدهد » هاكان فيدان يتسبب بفضيحة لرئيس الاستخبارات البريطانية على “تويتر”.. ما القصة؟

هاكان فيدان يتسبب بفضيحة لرئيس الاستخبارات البريطانية على “تويتر”.. ما القصة؟

وطن- تعرض رئيس جهاز المخابرات البريطانية MI6، ريتشارد مور، لموجة من السخرية العارمة، بعد فضيحة تهنئته لزميله رئيس الاستخبارات التركية السابق، هاكان فيدان، الذي تمّ تعيينه وزيراً للخارجية في الحكومة التركية الجديدة.

وكان ريتشارد مور، قد قدّم تهانيَه لهاكان فيدان عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر “تويتر” قائلاً باللغة التركية: “أتمنى لصديقي وزميلي السابق التوفيق في منصبه الجديد. حظاً سعيداً يا وزير!”

إلا أن الوزير وقع في فضيحة عبر قيامه بمنشن لحساب على “تويتر” يزعم أنه هاكان فيدان، على الرغم من أن الأخير ليس له حسابات على مواقع التواصل.

سخرية عارمة من ريتشارد مور

وتعرّض ريتشارد مور للسخرية من قبل متابعيه، حيث خاطبه أحدهم قائلاً: “إنه حساب محاكاة ساخر 🙂 يجب على السيد مور الانتباه إلى التفاصيل”.

وقال آخر: “كان ريتشارد فتى طيبًا ولكن كان لديه عيب سيئ، ولم يستطع أن يميز المحاكاة الساخرة عن الشيء الحقيقي”.

وسخر آخر منه بالقول: “هيا، ألم يدرك رئيس MI6 أنه حساب مزيف؟”

ومع موجة السخرية العارمة منه ومن تغريدته التي شاهدها من 1.6 مليون شخص، عاد رتشارد مور ليغرّد مجدداً، موضحاً أنه محرج جداً مما فعل.

وقال في تغريدته الجديدة: “عفوًا، هذا محرج! ولكن حتى لو كان الحساب محاكاة ساخرة، فإن أطيب تمنياتي تتحقق”.

تعيين هاكان فيدان وزيراً للخارجية

من المقرر أن يخطوَ رئيس المخابرات التركية الغامض والضعيف المستوى هاكان فيدان إلى دائرة الضوء ويتولى زمام القيادة الدبلوماسية في البلاد بعد أن عيّنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزيراً جديداً للخارجية في البلاد.

ويعتبر هاكان فيدان، الذي ترأّس وكالة المخابرات الوطنية التركية (MIT) منذ عام 2010، ليس غريباً على عالم الدبلوماسية، حيث انخرط في السنوات الأخيرة بصفته مسؤول تجسس، في دبلوماسية القنوات الخلفية مع حلفاء الأمة وأعدائها في جميع أنحاء العالم.

وبحسب موقع “المونيتور” الأمريكي، كان هاكان فيدان، البالغ من العمر 54 عامًا، أحد المقربين القلائل من الرئيس التركي، حيث عمل باستمرار في مناصب مختلفة منذ أن أصبح أردوغان رئيسًا للوزراء في عام 2003.

وقبل توليه منصب رئيس المخابرات، كان فيدان بالفعل موضوعًا يثير الفضول بينما كان يتصرف بصفته رئيسًا للوزراء، حيث كان المبعوث الخاص لرئيس الوزراء آنذاك أردوغان في عملية السلام المنحلّة الآن بين حزب العمال الكردستاني المحظور والحكومة التركية.

قيادة هاكان فيدان للمحادثات مع الأكراد

وجنباً إلى جنب مع سلفه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إمري تانر ومسؤولي استخبارات آخرين، شارك هاكان فيدان، الذي ينتمي والده من أصل كردي، في المحادثات مع القادة رفيعي المستوى في حزب العمال الكردستاني في عام 2009. وكانت محادثات السلام التي استمرت من عام 2008 إلى عام 2015 تهدف إلى إيجاد حلٍّ تفاوضي للمشكلة الكردية في البلاد منذ عقود من خلال نزع سلاح الجماعة في معركتها ضد الدولة التركية من أجل الحكم الذاتي.

وشهدت فترة عمل هاكان فيدان في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بداية صعبة في عام 2010 بسلسلة من المقالات النقدية التي نُشرت في وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية تشكّك في ولائه لشركاء تركيا التقليديين بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث واجه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك علناً تعيين سيد الجاسوسية في ذلك الوقت، حيث زعم باراك أن فيدان كانت له علاقات وثيقة مع إيران، مستشهِداً بدوره كمحافظ لتركيا للوكالة الدولية للطاقة الذرية من عام 2008 حتى تعيينه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

قناة الحوار الوحيدة بين تركيا وإسرائيل

ومع ذلك، شهدت السنوات اللاحقة من ولايته أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أصبح قناة الحوار الوحيدة بين تركيا وإسرائيل، وكذلك القوى الإقليمية الأخرى التي توترت علاقات أنقرة معها، كما التقى فيدان بنظرائه السوريين عدة مرات في الفترة التي سبقت المحادثات السياسية الرفيعة المستوى بوساطة روسية بين أنقرة ودمشق في عام 2022.

لغز هاكان فيدان بالنسبة للعامة

ووفقاً للموقع الأمريكي، لا يزال الدبلوماسي التركي الأعلى القادم يمثّل لغزًا إلى حد كبير للجمهور نتيجة عدم ظهوره على المستوى الشخصي، حيث لم يسبق له أن أجرى أي مقابلات خلال مسيرته المهنية في الحكومة، حتى عندما كانت القصص المتعلقة به وعن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تتصدر عناوين الصحف، مما أثار فضول الجمهور حول أصغر مسؤول تجسس في البلاد.

أصبح فيدان واحدًا من أوائل الذين يعانون من الخلاف بين أردوغان وحليفه السابق الذي تحوّل إلى خصمه رجل الدين السني المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن وأتباعه داخل البيروقراطية التركية الذين عارضوا محادثات السلام.

وشكّل عام 2012 نقطة تحول في مسيرة فيدان المهنية والعلاقات بين أردوغان وحركة غولن، حيث استدعى المدعي العام التركي فيدان ومسؤولين استخباراتيين رفيعي المستوى للاستجواب، واتهمهم بصلات “الإرهاب” بشأن دورهم في المحادثات مع حزب العمال الكردستاني.

وأدّت هذه الخطوة إلى مواجهة كبيرة بين المخابرات والبيروقراطية القضائية في البلاد، حيث رفض فيدان وضباط المخابرات الآخرون الاستجابة للاستدعاء تماشياً مع تعليمات أردوغان، وفي أعقاب المواجهة، أقرّ حزب أردوغان الحاكم مشروع قانون يمنح الهيئة السرية درعًا قانونيًا ووسّع نفوذها.

وأدين المدعي العام الذي استدعى فيدان وزملاءه في وقت لاحق لصلاتهم بحركة غولن بعد محاولة الانقلاب عام 2016.

وفي أعقاب محاولة الانقلاب عام 2016، أخذت المخابرات التركية زمام المبادرة في مطاردة وتطهير بيروقراطية الدولة من أتباع كولن، ونفذت العديد من عمليات الترحيل الاستثنائي من جميع أنحاء العالم، مما أثار انتقادات شديدة للجماعات المدنية الدولية.

هاكان فيدان
هاكان فيدان حافظ أسرار أردوغان

وأصبحت عمليات التجسس المضاد للوكالة أكثر بروزًا خلال فترة فيدان، حيث تصدرت العديد من عصابات التجسس الإسرائيلية والإيرانية والروسية عناوين الصحف الدولية والمحلية على مدى السنوات الماضية.

يشار إلى أن هاكان فيدان تلقّى تعليمًا عسكريًا، وقد خدم في قيادة الاستخبارات والعمليات التابعة لفيلق الرد السريع التابع لحلف الناتو في ألمانيا كجزء من حياته المهنية كضابط صف سابق بالجيش بين عامي 1986 و2001.

وكان أول ظهور له في الخدمة العامة هو تعيينه رئيسًا لوكالة المعونة الدولية تيكا في البلاد في عام 2003، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2007 عندما أصبح نائب وكيل رئيس الوزراء أردوغان ومبعوثه الخاص.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.