اعتقال عمران خان يُشعل باكستان وحشود ضخمة تحاصر مقرات الجيش (فيديو)

وطن- أوقفت الشرطة الباكستانية رئيس الوزراء السابق عمران خان، اليوم الثلاثاء، بعد أن اقتحمت محكمة في إسلام أباد لاحتجازه بتهم فساد مزعومة وسط حضور المحكمة والقضاة.

وجاء الاعتقال المثير والمفاجئ لنجم الكريكيت السابق عمران خان، بعد شهور من الاضطرابات السياسية المستمرة في الدولة المسلحة نوويًا بعد الإطاحة بخان العام الماضي.

تفاصيل اعتقال عمران خان

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن محكمة باكستانية قولَها، إنه تمّ القبض على خان في إسلام أباد بتهمٍ موثقة قدّمها مكتب المحاسبة الوطني، التابع لوكالة مكافحة الفساد في البلاد.

وبعد انتشار أنباء القبض عليه، توجّهت حشود من أنصار خان لمحاصرات مقرات الجيش، بحسب ما أظهرت مقاطع متداولة على تويتر.

وكان عمران خان يقدّم بياناته البيومترية، للمثول أمام المحكمة عندما حطّمت القوات شبه العسكرية نافذة للوصول إليه قبل إلقاء القبض عليه، كما يظهر في مقطع فيديو نشرته الشبكة.

ويظهر في مقطع الفيديو العشرات من القوات العسكرية بلباس عناصر مكافحة الشغب، وهم يقتحمون مبنى المحكمة العليا في إسلام أباد قبل أن تعتقل عمران خان الذي كان جالساً يراقب الفوضى التي تتكشف بينما كان يرتدي نظارة شمسية داكنة اللون.

وظهر في شريط فيديو آخر أرسلته وكالة الأنباء الباكستانية إلى شبكة “سي إن إن“، القوات شبه العسكرية تنتشر بين السيارات وتمسك بالهراوات قبل الاعتقال.

وقال خان في بيان مسجل سابقًا نشرته وكالة PTI على موقع يوتيوب بعد اعتقاله، إنه “احتُجز بتهم غير صحيحة”.

وأضاف: “بحلول الوقت ووصول كلماتي هذه للمتابعين، سأكون محتجزًا بتهم غير صحيحة فقد تم دفن الدستور الباكستاني الذي يمنحنا الحقوق، والذي يمنحنا الديمقراطية”.

واستدرك: “ربما لن تسنح لي الفرصة للتحدث إليكم مرة أخرى”.

وقال خان في بيانه المصور: “لقد التزمت دائمًا بالقانون. لقد تمت المؤامرة علي حتى لا أستطيع أن أتبع طريقي السياسي من أجل الحقوق الأساسية لهذا البلد وأن أطيع هذه الحكومة الفاسدة من المحتالين التي أنتجتها البلاد”.

وناشد خان أنصاره: “لتخرجوا من أجل حقوقكم الأساسية. لا توجد أمة تُسلم حريتها على طبق من ذهب. حان الوقت لكي تأتيكم الحرية جميعًا وتناضلوا من أجل حقوقكم”.

ووصف المتحدث باسم حركة الإنصاف “فؤاد تشودري” اعتقالَ خان بأنه “اختطاف”، وقال إن أشخاصاً مجهولين نقلوه إلى مكان مجهول ولن يعرف مصيره.

من جانبه، علّق الكاتب المصري البارز جمال سلطان على اعتقال عمران خان بالقول: “عسكر باكستان يلعبون بالنار ، الجيش يعتقل عمران خان ، الزعيم السياسي الشعبي ، ورئيس الوزراء السابق ، والتحدي التاريخي لسيطرة الجيش على مفاصل الدولة”.

وتابع موضحاً: “أنصار خان بالملايين ، وله أنصار داخل الجيش نفسه ، والسلاح متوفر عند القبائل ، والحشود تتجه الآن لمحاصرة مقرات الجيش في عموم باكستان ، والدولة على حافة الخطر ، هذه هي لعنة الجيوش وحكم العسكر في كل مكان ، وهذا هو منطقهم : يا نحكمكم يا نحبسكم ونقتلكم وندمركم ونحرق البلد”.

اعتقال عمران خان
اعتقال عمران خان

ادعاءات بالفساد ضد عمران خان

وأطيح بخان (72 عاماً) في تصويتٍ برلمانيٍّ بحجب الثقة العام الماضي، ومنذ ذلك الحين قاد حملة شعبية ضد الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف، متّهماً إياها بالتواطؤ مع الجيش لعزله من منصبه.

وواجه مجموعة متزايدة من القضايا القانونية المرفوعة ضده وصدرت عدة أوامر اعتقال بحقه، مما أثار مواجهات مع أنصاره.

ويواجه خان عدة ادعاءات بالفساد في أثناء توليه منصبه، والتي رفضها ووصفها بأنها “متحيزة”. يقول إن التهم الموجهة إليه سياسية.

وفي مارس، أصبحت الشوارع المحيطة بمنزله في لاهور أشبه بساحة معركة ضارية بين الشرطة وأنصاره، بعد أن حاول الضباط اعتقال خان لعدم مثوله أمام المحكمة بتهم الفساد.

واتهم أسطورة الكريكيت، الذي تحوّل إلى سياسي، السلطاتِ الباكستانية بمحاولة اعتقاله لإبعاده عن الساحة قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أكتوبر.

وقال خان لشبكة CNN خلال الاضطرابات التي وقعت خارج مقر إقامته في مارس: “إنهم مرعوبون من أنني إذا توليت السلطة، فسأحاسبهم”.

وتابع: “يعلمون أيضاً أنه حتى لو ذهبت إلى السجن، فسوف ترجح كفة الانتخابات لصالحنا بغض النظر عما يفعلونه”.

محاولة اغتيال عمران خان

ويشار إلى أنه في نوفمبر 2022، تعرّض خان لمحاولة اغتيال وسط تجمع ضخم لأنصاره.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل آنذاك مقطعاً مصوراً وثّق جانباً من محاولة اغتيال، رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان.

وأظهر المقطع لحظة إطلاق الرصاص على الحافلة المكشوفة التي كان يستقلها “خان”، وسط حشد جماهيري من أنصاره.

حيث انهال عليهم الرصاص فجأة كالمطر وانبطح الجميع. ونجا عمران خان من موت محقق وأصيب برصاصة في قدمه.

وتمّ إلقاء القبض على مطلق النار من قبل أنصار “خان”، والذي اعترف خلال التحقيق معه بجريمته، وأنه كان يستهدف اغتيال رئيس وزراء باكستان السابق.

وتم نقل “خان” إلى المستشفى على الفور لتلقي العلاج اللازم، وكشف معالجوه من الأطباء أن حالته مستقرة.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث