الرئيسية » الهدهد » مرعي الرمثان.. هكذا كتبت صواريخ أردنية موجهة نهاية “إسكوبار سوريا” (فيديو)

مرعي الرمثان.. هكذا كتبت صواريخ أردنية موجهة نهاية “إسكوبار سوريا” (فيديو)

وطن- قُتل “مرعي الرمثان” أشهر مهرب ومروج للمخدرات في سوريا، والمسؤول عن تهريب الكبتاجون إلى الأردن. وذلك خلال غارة جوية وقعت بين درعا والسويداء واستهدفت منزله، فجر الإثنين.

تفاصيل مقتل مرعي الرمثان

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر استخباراتية أردنية، أنّ الطيران الحربي الأردني نفّذ الغارة على منزل مرعي الرمثان الملقب بـ”أبو حمزة”، ويعدّ من أبرز المطلوبين للأردن بسبب تهريب المخدرات.

وأشارت الوكالة إلى ارتباطه بحزب الله اللبناني، كما تزامنت الغارة على الشعاب، مع ضربة أخرى استهدفت موقعاً قيل إنه لتصنيع المخدرات، في محافظة درعا على الحدود مع الأردن.

وفي التفاصيل، ذكر موقع “السويداء 24” المحلي، أنه بحدود الساعة الرابعة والنصف، من فجر اليوم الإثنين، سمع سكان قرية الشعاب، في بادية السويداء، صوت تحليق طائرتين حربيتين في الأجواء قادمتين من اتجاه الأردن.

ولم تمضِ دقائق حتى هزّ انفجاران متتاليان القرية، ليكتشف الأهالي أنّ منزل مرعي الرمثان تحوّل إلى كومة أنقاض، حيث هُرع بعض السكان لانتشال جثث أفراد العائلة.

ولم ينجُ من الغارة الجوية على منزل مرعي رويشد الرمثان، شرقي السويداء، سوى طفلة وحيدة، أصيبت بجروح بالغة وتقبع في العناية المشددة بالمشفى الوطني، وابنته الكبيرة المتزوجة، كونَها كانت خارج المنزل، في حين قُتل الرمثان، وزوجته، وستة من أطفالهما، تتراوح أعمارهم بين سنتين و12 سنة.

مرعي الرمثان
مرعي الرمثان

“إسكوبار الجنوب السوري”

ونقل الموقع عن أحد السكان، أن الأهالي دفنوا جثامين القتلى الثمانية، وأسعفوا الطفلة الناجية إلى المشفى.

وأشار إلى أن موقف عزاء العائلة تمّ تحديده يوم غد الثلاثاء، في قرية الشعاب.

وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، أنّ الرمثان يلقب بـ”إسكوبار” الجنوب السوري، لشهرته الواسعة المرتبطة بالمخدرات، تيمّناً باسم الكولومبي “بابلو إيميلو إسكوبار” أكبر تاجر مخدرات في العالم.

وأشار إلى أنه ينحدر من قرية الشعاب جنوب السويداء، الملاصقة للأراضي الأردنية، وتربطه علاقة قوية بتجار مخدرات وحشيش مشهورين في لبنان أيضاً، فضلاً عن ارتباطه وتغطيته من قبل حزب الله اللبناني.

وبابلو إسكوبار غالبًا ما يُشار إليه بأنّه “ملك الكوكايين”، هو تاجر مخدراتٍ كولومبي سيّئ السمعة، ويُعتبر الأكثر جرأةً، والأكثر تأثيرًا وإجرامًا في تاريخ الاتجار بالكوكايين.

ولا تتوفر إلّا صور نادرة للرمثان، فهو حريص على عدم انتشار صوره، إذ شهدت حياته تحوّلاً دراماتيكياً من راعي ماشية في عام 2006، إلى أحد أهم تجّار المخدرات، والأثرياء، جنوبي سوريا.

وكان المرصد السوري أشار في 21 ديسمبر من العام 2022، إلى أن المخابرات العسكرية السورية أفرجت عنه بتاريخ 20 من الشهر عينه، بعد اعتقالٍ دام 5 أيام، إثر وساطة من ميليشيات حزب الله بريف السويداء، مقابل فدية مالية ضخمة.

يذكر أنّ محكمة أمن الدولة في الأردن أمهلت الرمثان في يوليو من العام الماضي وعدداً من المطلوبين 10 أيام لتسليم أنفسهم.

ووثّقت صفحات الجنوب السوري مقتل أربعة من أفراد عشيرته، في نيسان الماضي، برصاص حرس الحدود الأردني، في أثناء محاولتهم تهريب المخدرات، وكان من بين القتلى طفل دون سن الرابعة عشرة.

وتعدّ هذه الضربة الجوية، هي الأولى من نوعها التي تتعرض لها قرية الشعاب، منذ عام 2011، حيث بقيت طيلة السنوات الماضية تحت سيطرة النظام السوري.

وكان أفراد عشيرة الرمثان من الموالين لدمشق، وبعض أفرادها من بينهم مرعي، شكّلوا ميليشيا مسلحة في السنوات الماضية، تابعة للمخابرات العسكرية، وانخرطوا بتجارة وتهريب المخدرات.

ولم يصدر أيّ تعليق رسمي عن السلطات السورية حول الحادثة، وكأن القصف حدث في بلد آخر.

اختفاء مهربي المخدرات البارزين

ووفق مصادر محلية، فإن الضربة سبّبت إرباكاً كبيراً للمتهمين بتجارة المخدرات في البادية والريف الجنوبي، مشيرةً إلى أنّ كثيراً من مهربي المخدرات البارزين، اختفوا عن الأنظار بعد الضربة التي تبدو رسالة أردنية شديدة اللهجة، لكل المتورطين بتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال في وقت سابق، اليوم الإثنين، إنّ قضية تهريب المخدرات من سوريا تشكّل تهديداً كبيراً للأردن والمنطقة.

وردّاً على الأنباء التي أفادت بقصف أردني على مواقع معامل مخدرات داخل الجنوب السوري فجر اليوم، أشار الصفدي -خلال مؤتمر صحفي عقده في عمّان مع نظيره الهولندي- إلى أن بلاده ستعلن في الوقت المناسب عن أي خطوة يتم اتخاذها لحماية الأمن الوطني لبلاده.

وبحسب الصفدي، تمت مناقشة الموضوع (تهريب المخدرات) في اجتماع عمّان التشاوري مع الجانب السوري من أجل تشكيل فريق أمني سياسي لمواجهة هذا الخطر.

وتابع: “سأتصل قريباً بوزير الخارجية السوري (فيصل المقداد) لترجمة هذا الاتفاق إلى آلية عمل”.

وفي وقت سابق، هدّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بتنفيذ بلاده عملاً عسكرياً داخل سوريا لمنع تهريب المخدرات الذي عدّه “تهديداً خطيراً”؛ مما أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه جاء متزامناً مع قرار عربي بعودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية.

وفي تصريحات لشبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية، قال الصفدي: “نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.