الرئيسية » الهدهد » تغريدة علاء مبارك عن قبلة شيخ الأزهر ومحمد بن زايد تثير تفاعلا.. ما القصة؟

تغريدة علاء مبارك عن قبلة شيخ الأزهر ومحمد بن زايد تثير تفاعلا.. ما القصة؟

وطن– أعاد علاء مبارك ابن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، نشرَ صورة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وهو يطبع قُبلة على رأس شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

وقال علاء مبارك في تغريدة على “تويتر“: “من يملك الأخلاق والأدب يسكن في القلوب إلي الأبد.. صورة توقفت امامها لما تحمله من معانٍ كثيرة”.

وأضاف: “قبلة احترام وتقدير على جبين فضيلة الأمام الإكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لفضيلة الأمام في أبوظبي”.

https://twitter.com/AlaaMubarak_/status/1653098344871350273?s=20

تفاعل واسع

أثارت تغريدة علاء مبارك، تفاعلاً واسعاً بين النشطاء على موقع تويتر، فقال سليم: “الدكتور أحمد الطيب قامة دينية وعلمية يحمل جينات الاصول والادب والكرم والاخلاق النبيلة وكل أهل الصعيد يعشق هذا الرجل لما له من ثقل اجتماعي وأدبي بين أهالي الصعيد”.

وأضاف: “هناك في ساحة الطيب تجد كل الكرم المصري الاصيل ترى بأم عينيك التواضع في خدمة ضيوف الساحة تجد مساعدة المحتاج ومساعدة المرضى تجد حب لا نهائي من أهل الأقصر لكل من ينتمي إلى بيت الطيب”.

وكتبت الإعلامية نشوة الرويني: “هذه اخلاق عيال زايد الكريمة في كل وقت و حين. و الإمام الطيب قامة و قيمة نفخر بها. صورة عن مليون كلمة”.

وغرد الناشط تامر رضوان: “هذه أخلاق الإمارات وأشهد على ذلك أمام الله”.

وكتب عاطف: “عندما انتقى رئيسي حسني مبارك الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر ذلك للحفاظ على قيمة الأزهر الشريف فنعم وارث لهذا الحق لفضيلة الإمام فنعم الأصل للأصلاء بقدرهم وتقديرهم لعلماء الدين وهذا ليس بغريب على من تربا في بيوت الأصل فنعم الرجال هم ورحمة الله على من علمنا تقدير علمائنا”.

وهناك علاقة وثيقة بين شيخ الأزهر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً مع الشيخ محمد بن زايد، الذي كان حريصاً على إعلان أنه طبع قُبلة على جبين الإمام في عام 2017.

انتقاد شيخ الأزهر للديانة الإبراهيمية

لكن هذه العلاقة أخذت بُعداً جديداً، بعدما انتقد شيخ الأزهر للديانة الإبراهيمية، التي يُنظر إليها على أنها فكرة تتبناها الإمارات ضمن مبادراتها للتطبيع بعد اتفاق السلام الإبراهيمي الذي أُبرم في ضيافة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالبيت الأبيض.

وجاء انتقاد شيخ الأزهر أحمد الطيب للدعوة إلى الديانة الإبراهيمية خلال احتفالية بيت العائلة المصرية، التي أقيمت يوم الإثنين 8 نوفمبر 2021، بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس البيت عام 2011، وهو مؤسسة أُنشئت بعد ثورة 25 يناير، والبيت برئاسة شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومقره الرئيسي مشيخة الأزهر بالقاهرة، ويعمل على استعادة القيم العليا في الإسلام والمسيحية، ويهدف إلى الحفاظ على النسيج الوطني ومنع الفتنة الطائفية.

وأكد شيخ الأزهر، أنّ “اجتماع الخلق على دِينٍ واحدٍ أو رسالةٍ سماوية واحدة أمرٌ مستحيل، حيث يختلفُ الناس اختلافاً جذرياً، في ألوانهم وعقائدهم، وعقولهم ولغاتهم”.

مجلس الأزهر يسترضي الإمارات

وبعد هذه الانتقادات للديانة الإبراهيمية، أصدر المجلس الأعلى للأزهر برئاسة الطيب بياناً، أعرب فيه عن شكره وتقديره لدولة الإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على إتمام إنشاء مكتبة الأزهر الجديدة.

وآنذاك أيضاً، أعرب الطيب عن سعادته بالحديث مع ابن زايد، وتهنئته بفوز دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة قمة المناخ، ووصف الإمارات بأنها “جزء عزيز من القلب العربي والإسلامي، يسعد كل عربي بنجاحاته وتمثيله المشرف لوطننا العربي في المحافل الدولية”.

موقف ثانٍ.. الأزهر يرفض الديانة الإبراهيمية

لكن في مارس الماضي، أعلن الأزهر الشريف رفضَه القاطع دعاوى تكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاثة في دينٍ واحد تحت مسمى “الديانة الإبراهيمية”.

وأصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، بياناً مهماً، قال فيه إنه على الداعين لهذا التوجّه أن “يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم وينفذون به أجنداتهم”.

وأضاف أنّ رفض الأزهر القاطع لتلك الدعاوى لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان، موضحاً أنّ الأزهر يرى أنّ اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سنة كونية وفطرة طبيعية، وأنّ الخالق لو شاء أن يخلقهم على شاكلة واحدة، أو لسان واحد أو عقيدة واحدة لخلقهم على هذا النحو.

وأشار البيان إلى أنّ حرية اختيار المعتقد، لا تمنع التواصل الإنساني مع أتباع الديانات الأخرى والتعاون معهم على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان، لأنهم أهل كتب سماوية، والتعامل معهم على أساس العدل والاحترام المتبادل، مما يدعو إليه الإسلام.

ووفق البيان، يرى الأزهر أنه “لا يجوز الخلط بين احترام عقائد الآخرين والإيمان بها، لأن ذلك الخلط سيؤدي إلى إفساد الأديان والتعدي على أثمن قيمة كفلها الله للإنسان، وهي حرية المعتقد”.

ونوّه بأنّ الدعوة لما يسمى بالدين الإبراهيمي، قد سبق وأن أثيرت من قبل، وحسم الأزهر أمرَها وبيَّن خطورتها، وأنها لا تتفق مع أصول أيّ دين من الأديان السماوية ولا مع فروعه.

المجمع يخفّف اللهجة

وبعدما أثار هذا البيان تفاعلاً واسعاً، أصدر المجمع التابع للأزهر الشريف بياناً آخر قال فيه: “يؤكد مجمع البحوث الإسلامية أن مبادرات الأخوة الإنسانية، وبناء دور عبادة مستقلة لغير المسلمين لأداء شعائرهم مع الحفاظ على هوية كل دين وخصوصيته واستقلاليته؛ لا يعدّ دمجاً للأديان، ولا هو من قبيل تلك الدعوات الباطلة المشبوهة التي استهدفت انصهار الأديان ومزجها في دين واحد؛ بل هو جائز شرعاً، نظراً لما يترتب عليه من مقاصد إنسانية يدعو إليها الدين الإسلامي بل وتدعو إليها كل الشرائع السماوية”.

وأضاف: “مشروع بيت العائلة الذي يمثل إحدى مبادرات الأخوة الإنسانية وهو عبارة عن مسجد مجاور لكنيسة وكنيس، يفصل بين دور العبادة لكل دين على حدة في المبنى والمعنى، كما أن تجاور دور العبادة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية قديم وموجود في كبري المدن والعواصم الإسلامية وليس أمرًا مبتدعًا”.

ووفق البيان الثاني، أنشأ الأزهر مع الكنائس المصرية من قبل ما يسمى بـ”بيت العائلة المصرية” بلجانه المشتركة بكلّ محافظات مصر، والذي يرأسه شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية معًا، وله فروع في كلّ محافظات مصر وممثلون؛ نصفهم من القساوسة، ونصفهم من الشيوخ.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.