الرئيسية » تقارير » الغارديان: حفتر يدعم حميدتي يومياً بالوقود والذخائر والكورنيت بتوجيه من دولة ما.. من هي؟!

الغارديان: حفتر يدعم حميدتي يومياً بالوقود والذخائر والكورنيت بتوجيه من دولة ما.. من هي؟!

وطن– كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها، عن عمليات دعم منظمة يقدّمها الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى قوات الدعم السريع السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، صديقه المقرب، تحت جنح الليل.

وقال تقرير الصحيفة البريطانية، إنّ قوافل من الشاحنات تنطلق عبر الصحراء الليبية الجنوبية وتتجه نحو الحدود مع السودان، على بُعد 250 ميلاً كل ليلة، حيث تتمّ قيادة الشاحنات في وقت متأخر من الليل مع إضاءة خافتة في محاولة لتجنّب اكتشافهم، مؤكّداً أنها بمجرد عبورها الحدود تنقسم القوافل حيث يتجه بعضها جنوباً، وبعضهم الآخر ينطلق إلى الشرق.

وبحسب الصحيفة، فقد ركّزت معظم التقارير الواردة من السودان حتى الآن على معارك الشوارع في العاصمة، و500 قتيل أو أكثر و4000 جريح، والأزمة الإنسانية الوشيكة وإجلاء الرعايا الأجانب، ولكن على الرغم من أنّ خطوط الإمداد التي تمرّ عبر الصحراء هي تفاصيل في المخطط الكبير للأشياء، فإنها قد تخبرنا المزيد عن طبيعة هذا الصراع أكثر من التقارير المثيرة عن عودة من تمّ إجلاؤهم من البريطانيين إلى المملكة المتحدة أو الإحاطات التي تقدّمها واشنطن.

شاحنات كبيرة تحمل الوقود وأخرى الذخائر والأسلحة والأدوية

وقال تقرير الغارديان، إنّ الشاحنات التي تحمل الوقود تنطلق من مصفاة بالقرب من واحة الجوف الليبية، بالإضافة إلى شاحنات أصغر تحمل الذخيرة والأسلحة والأدوية، إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تقاتل حاليًا وحدات الجيش النظامي الخاضعة لسيطرة الحاكم العسكري الفعلي للسودان، عبد الفتاح البرهان، في العاصمة السودانية الخرطوم.

المرسل حفتر

وأكد التقرير، أنّ هذه الشحنات تمّ إرسالها من قبل خليفة حفتر، أمير الحرب الذي يدير كثيراً من شرق ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان في مطار الجوف قولَهم، إنّ إمدادات أخرى، بما في ذلك صواريخ كورنيت القوية المضادة للدبابات التي نُهبت من مخزونات الحكومة الليبية منذ أكثر من عقد من الزمن، تمّ نقلُها جوّاً.

حفتر يرسل الأسلحة بطلب من دولة ما!

وقالت الصحيفة، إنّ خليفة حفتر يرسل الإمدادات لأنّ رعاته من دول في الشرق الأوسط طلبوا منه ذلك، ولأنه يكسبه كثيراً من المال، لافتةً إلى أنه أمير حرب في نزاع ما يساعد الآخر في ثانية، بناءً على طلب من قوة بعيدة.

وأوضح التقرير أنّ هذا الدعم المقدّم من قبل حفتر وبتوجيهٍ من قبل دولة ما يذهب إلى قوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو تاجر جمال سابق بدأ حياته المهنية مسؤولاً عن مليشيا وحشية معروفة في جنوب غرب السودان قبل أن يتخرج إلى مجال تهريب الذهب على نطاق صناعي وذبح المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية.

الحرب هي صراع على الموارد

وأكدت الصحيفة أنّ هذه هي طريقة الحرب المعاصرة، كما يتجلى في هذا القتال الجديد في السودان، موضحةً أنّه في هذا الصراع ليس لحدود الصراع أهمية، والسيطرة على الموارد هي الجائزة الأساسية، مع ظهور قوى في المناطق الحدودية تسعى للانتقام من النخب الحضرية التي كانت ذات يوم مزدهرة.

ولفت التقرير إلى أنّ كلّ هذا يحدث في ظل أمر غامض تحدده الصفقات الخلفية، والتحالفات الغامضة للمصالح، والسياسة الواقعية الوحشية، والمعلومات المضللة.

ووفقاً للصحيفة، لطالما كانت الحدود في إفريقيا مليئة بالثغرات، كما كانت لفترة طويلة في أماكن أخرى أيضًا، حيث كانت الحرب بالوكالة سمة مميزة للحرب الباردة في كل مكان، وفي تسعينيات القرن الماضي، شهدت العديد من النزاعات في جميع أنحاء العالم قيام دول متعددة، كبيرة وصغيرة، بدعم الجهات الفاعلة المحلية لتأثير دموي.

وقالت إنه غالبًا ما اشتملت النزاعات على المتمردين في المناطق النائية الذين كانوا مدفوعين جزئيًا على الأقل بشعور بأنهم استبعدوا من قبل نخبة فاسدة ومنحلة متمركزة في عاصمة أو مدن رئيسية، كما هو الحال في السودان اليوم، وأنه لطالما ارتبطت السياسة بالهوية عندما يتعلق الأمر بمن يحارب من.

دور المقاتلين غير التقليديين في حروب ما بعد 11 سبتمبر 2001

ولفت التقرير إلى أنّ الحروب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، أبرزت دور المقاتلين غير التقليديين الذين لا يمكن هزيمتهم إلا بوسائل غير تقليدية وقدرة تكنولوجيا الاتصالات الجديدة على تمكين المجموعات المهمشة سابقًا بطرق غير مسبوقة، موضحة أنه دارت الحرب في ليبيا في فوضى تامة لما أو ما قد يسمح به القانون المحلي أو الدولي أو ببساطة القانون الطبيعي.

من ناحية أخرى، استمر الصراع السوري لفترة طويلة، مع مثل هذه النتائج المروعة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه اجتذب العديد من المقاتلين والرعاة المختلفين، وكلهم بأهداف مختلفة، وكان عدد قليل منهم يتلاشى أيّ اعتبار لمن وقعوا في مرمى النيران.

خشية من تحوًل الصراع إلى ما حدث في سوريا

ودعت الصحيفة إلى استذكار الحرب في سوريا، لأنه في لحظات محددة كان الاهتمام العالمي يتركز بشكل مكثف على صراع قاتل ومأساوي استمر ما يقرب من عقد من الزمان، حيث كان هذا التركيز أكبر عندما بدا أن القتال يمثّل تهديدًا مباشرًا لدول العالم ولا شكّ أنّ الأمر نفسه ينطبق على أي حرب طويلة في السودان، وأنه بمجرد إجلاء الأجانب بالكامل، سوف يتضاءل الاهتمام بهذا الصراع بسرعة، وهي عملية تسارعت بسبب المنافسة من الحرب في أوكرانيا.

ونوّهت الصحيفة إلى أنّه مع تلاشي الصدمة الأولية للانهيار إلى صراع مفتوح قبل أسبوعين، بدأ المحللون الأسبوع الماضي في التفكير في ما قد يحمله المستقبل، حيث يعتقد معظمهم أن فرص نهاية سريعة للقتال الحالي كانت ضئيلة للغاية، لافتة إلى أن العديد كان يأمل أن يُقتل حميدتي بطريقة ما، مما يؤدي إلى تفكّك قواته وفرض نظام عسكري استبدادي جديد قد يفرض ما يشبه النظام.

ولفتت إلى أنّ الجميع خشي تقريبًا من أن المعركة الثنائية الحالية قد تنتقل إلى صراع أكثر صعوبة حيث انضمت الميليشيات على المستوى المحلي القائمة على العرق أو الهويات الأخرى إلى القتال، مع وجود بعض الأدلة على أن هذا يحدث بالفعل مع اندلاع القتال بين مقاتلين مجهولين في دارفور الأسبوع الماضي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.