الرئيسية » الهدهد » الخرطوم في قبضة الفوضى.. سلب ونهب وتهريب مساجين والشرطة في خبر كان

الخرطوم في قبضة الفوضى.. سلب ونهب وتهريب مساجين والشرطة في خبر كان

وطن- في وقتٍ يستمر فيه الاقتتال في السودان بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، تسود الفوضى في الخرطوم، حيث ينهب المقاتلون الشركات والمنازل ويخرج المدانون من السجن.

وبحسب تقرير لموقع ميديل إيست آي، أفاد شهود عيان في أم درمان، المدينة الواقعة على النيل الأبيض من العاصمة الخرطوم، برؤية مسلحين مجهولين يقتحمون سجنًا ويطلقون سراح كل مَن بداخله.

وقال أحد أقارب محمد آدم، أحد المحتجّين المؤيدين للديمقراطية الملقب بـ توباك -على اسم مغني الراب- والمتهم بقتل عميد في الشرطة، إنه كان من بين المفرج عنهم لكنه اختفى منذ ذلك الحين.

وزعم الجيش السوداني أنّ قوات الدعم السريع، وهي القوات شبه العسكرية التي تقاتلها حاليًا، هاجمت السجن لنشر الفوضى، رغم أنّ قوات الدعم السريع تنفي أنها كانت وراء الهروب من السجن.

تدهور الوضع الأمني

ومع استمرار الاشتباكات الدامية بين الجيش بقيادة اللواء عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة اللواء محمد حمدان دقلو، تدهور الوضع الأمني ​​في السودان تمامًا.

قُتل أكثر من 400 شخص في أعمال العنف، التي اندلعت في 15 أبريل، حيث فشل البرهان ودقلو، المعروف باسم حميدتي، في الاتفاق على صفقة سياسية انتقالية في أعقاب الانقلاب العسكري الذي قادوه عام 2021.

ويفرّ آلاف الأشخاص من الخرطوم إلى محافظات أكثر أمانًا، ولا سيما ولاية الجزيرة الواقعة على بعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة.

وسيطر كلا الفصيلين على مراكز الشرطة والمباني الرسمية الأخرى، في محاولةٍ للسيطرة على الشوارع والمواقع الإستراتيجية.

ولحقت أضرار بالمستشفيات وأجبرت على الخروج من الخدمة واستخدمت كقواعد عسكرية. ويقول الأطباء إنّ 60 مستشفًى من أصل 74 مستشفًى في الخرطوم متوقفة عن العمل حالياً، مع تضاؤل ​​الأدوية والإمدادات الأخرى بسرعة في تلك المتبقية.

الخرطوم في قبضة الفوضى
الخرطوم في قبضة الفوضى

سرق تحت تهديد السلاح

أصبح النهب جزءًا من الحياة اليومية، في بحري، وهي مدينة تقع شمال الخرطوم مباشرة، قال التاجر ماضي النور إنّ مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع حملوا كل ما يمكنهم سرقته من السوق بجوار المحطة المركزية.

وأضاف الرجل البالغ من العمر 57 عاماً: “بعد يومين من الاشتباكات، هاجم جنود يرتدون زي قوات الدعم السريع سوق بحري ونهبوا وحرقوا متاجر جميع التجار”.

وأضاف: “أتيت إلى سوق البحري لجمع المواد والممتلكات والبقالة وأشياء أخرى باهظة الثمن لتخزينها في مكان أكثر أمانًا، لكنني وجدت السوق منهوبًا بالكامل، وقد تمّ حرق جزء منه. إنها قوات الدعم السريع، رأيت سياراتهم تحيط بالسوق”.

وأخبر أحمد صالح، أحد سكان الخرطوم، أنه كان محظوظًا عندما حاول مقاتلو قوات الدعم السريع سرقة شاحنته الصغيرة.

وأضاف: “سمعت أن السوبر ماركت كان مفتوحًا لبضع ساعات، لذلك عندما كنت أحضر الطعام ووصلت إلى شارع جوبا، تمّ توقيفي عند نقطة تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع. قالوا لي أن أخرج من السيارة، فهربت على الفور وحاولوا ليطلقوا النار علي لكن لحسن الحظ تمكنت من الهرب”.

وأوقف مسلحون مجدي عثمان، وهو صاحب متجر في منطقة العامرات، لكنّه لم يتمكن من الفرار. أخبر صديق موقع Middle East Eye أنه قُتل أمام متجره.

وذكر الصديق: “كان يخطط لمغادرة الخرطوم. لكن بعد أن جمع أمواله وأغلق المتجر أوقفه بعض المسلحين وطلبوا منه أن يعطهم كل ما لديه. حاول الهرب لكنهم أطلقوا عليه الرصاص على الفور”.

الخرطوم في قبضة الفوضى
الخرطوم في قبضة الفوضى

فراغ أمني

اختفت الشرطة منذ اندلاع العنف، وحول الجيش وخاصة قوات الدعم السريع مراكز الشرطة المهجورة إلى قواعد عسكرية، حيث يمكنها استيعاب كثير من الجنود والعديد منها يشمل الجدران المحيطة. حتى أنّ قوات الدعم السريع تسلّمت وزارة الداخلية في وسط الخرطوم.

وقال مصدر في الشرطة لموقع Middle East Eye، إنّ قوات الدعم السريع استولت على غالبية مراكز الشرطة في العاصمة، وأضاف: “استحوذت قوات الدعم السريع على مكتب الهجرة في شارع أفريقيا حيث أعمل، وتستخدمه كمكتب تخزين ولوجستيات وإمدادات”.

وأضاف: “أعرف أيضًا أنّ كثيراً من الزملاء في مختلِف أقسام الشرطة تعرّضوا للهجوم، واحتلّت قوات الدعم السريع مكاتبهم”.

وأوضح مصطفى عبد العظيم، ضابط شرطة متقاعد وخبير أمني، أنّ الصراع أوجد فراغًا أمنيًا، حيث إنّ الشرطة قوة مدنية ولا يمكنها مواجهة القتال بهذا الحجم، وقال: “بسبب هروب الشرطة من المدينة انتشرت العصابات والمجرمون الآخرون ولا يمكن احتواؤها”.

وأضاف: “إذا استمرّ هذا الأمر فسيكون له عواقب وخيمة. أعتقد أن الأمن ضروري أكثر من الطعام، لذلك آمل أن يسمح الجانبان للشرطة بأداء وظيفتها”.

الهروب من الخرطوم

في محطة حافلات خارج الخرطوم، لا ينتظر مئات الأشخاص لمعرفة ما إذا كان ذلك سيحدث.

كان عمر أحمد من حي الصحافة من الرحالة المحبطين والخائفين، وقال لموقع: “نشعر بالصدمة والاستياء الشديد مما حدث وما زال يحدث. لم نشهد هذا النوع من القتل الجماعي والحرب الشاملة من قبل”.

وأضاف: “يستمر الطرفان ويبدو أنهما لن يتوقفوا أبدًا. الرصاص العشوائي والقنابل تتساقط على المدنيين، لذلك اخترنا الرحيل. معي أسرتي هنا”.

كان يوم الجمعة هو أول أيام عيد الفطر، وعادة ما يكون وقت الاحتفال بنهاية شهر رمضان المبارك. لكن بالنسبة للسودانيين مثل نعيمة حسن، كان بعيدًا عن كونه عطلة، وأوضحت أنها عادة ما تسافر من حي الأزهري للاحتفال بالعيد مع العائلة في ولاية الجزيرة، لكن الأمر مختلف هذا العام.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.