وطن– كشفت مصادر سعودية، عن أنّ القَبول للوظائف بالمملكة مرتبط بعدم إبداء رأي سياسي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين أو تيار الصحوة.
وقال حساب “العهد الجديد” الشهير على موقع تويتر في تغريدة: “اللجان الفكرية في الجامعات تسرح وتمرح وتتحكم بمصير الكفاءات، حيث تقوم هذه (اللجان الجامية) بمحاورة المتقدمين للوظائف، وتسألهم عن آرائهم الفكرية والفقهية، وإن بدى لها أن هذا الرأي يستحسنه الإخوان أو السرورية، فيقومون برفض المتقدم، حتى وإن كان المسح الأمني لم يثبت علي أيّ شيء”.
اللجان الفكرية في الجامعات تسرح وتمرح وتتحكم بمصير الكفاءات، حيث تقوم هذه (اللجان الجامية) بمحاورة المتقدمين للوظائف، وتسألهم عن آرائهم الفكرية والفقهية، وإن بدى لها أن هذا الرأي يستحسنه الإخوان أو السرورية، فيقومون برفض المتقدم، حتى وإن كان المسح الأمني لم يثبت علي أيّ شيء.
— العهد الجديد (@Ahdjadid) March 20, 2023
والصحوة تيار فكريّ إصلاحيّ سعودي ظهر أواخرَ الثمانينيات، سحب البساط من تحت أقدام المؤسسة التقليدية، وقدّم خطاباً مختلفاً تماماً، من أبرز رموزه سلمان العودة وعائض وعوض القرني، وعارض وجود القوات الأجنبية في السعودية، وتصادم مع السلطة السياسية والدينية.
وتشكّل “تيار الصحوة” في السعودية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (1921ـ 2005)، لكنّه تبلورَ بشكل واضح خلال دخول القوات الأجنبية إلى الجزيرة العربية، حيث نشبَ صراعٌ بين هذا التيار والسلطة الحاكمة، نتج عنه اعتقال عدد من رموز هذا التيار وإيداعهم السجن لسنوات.
التيار الفكري الذي أطلق عليه تسميات عدة “تيار الصحوة” أو “الصحوة السعودية” أو “صحوة بلاد الرافدين”، استطاع أن يستقطبَ فئات كبيرة من الشباب السعودي الذي انجذب لأفكاره من خلال المحاضرات والخطب الدينية لمشايخ ورموز هذا التيار.
ويتبنى تيار الصحوة السعودي الأفكارَ التي تدعو إلى الحفاظ على العقيدة الإسلامية وتحصين المجتمع السعودي من “التغريب”، ويقدّم نفسَه تياراً يعتمد على “المنهجية الوسطية المعتدلة الرافضة للتطرف”. وقد تأثّر شيوخه بفكر جماعة الإخوان المسلمين من بينهم العودة وسفر الحوالي.
ومع تولّي الملك سلمان بن عبدالعزيز حكمَ السعودية ومنحه ولاية العهد لنجله محمد، شهدت المملكة تغيرات عدة، فسّرها بعضهم بأنها تؤشر لرغبة الملك وولي عهده بقطع العلاقة مع أتباع التيار الصحوي، وهو الاحتمال الذي تعزّز لدى مراقبين بعد إعلان محمد بن سلمان في أكتوبر 2017 عودةَ السعودية إلى التيار الوسطي.
ما التيار السروري؟
و”السرورية” هي أحد أبرز وأهم تيارات السلفية، ومن أكثرها حضورًا وتأثيرًا في الشأن العام، وتنسب إلى العالم السوري محمد سرور بن نايف زين العابدين، الذي انشقّ عن جماعة الإخوان المسلمين في ستينيات القرن الماضي، وتتلمذ على يديه عدد من أبرز علماء الصحوة في السعودية وأصبحوا ينسبون إليه.
قمع شامل يقوده ابن سلمان
وشنّت السلطات السعودية قمعاً حادّاً تجاه منتسبي هذا التيار، واعتقلت كثيرين منهم، بينهم سفر الحوالي وسلمان العودة، وهذا الاستهداف جزءٌ من قمع شامل ترتكبه السلطات السعودية، زادت وتيرته مع صعود محمد بن سلمان، الذي يعتبر الحاكم الفعلي للمملكة، ويديرها بقمع فتّاك، وثقته الكثير من التقارير، بينها تقرير صادر عن صحيفة “نيويورك تايمز“، حمل عنوان “المساواة في الظلم للجميع.. السعودية توسع قمعها للمعارضين”.
وقالت الصحيفة، إنّ المحاكم في المملكة تفرض عقوبات أشد من أيّ وقت مضى على المواطنين الذين ينتقدون الحكومة، وأشارت إلى أنّ الملاحقات القضائية المبنية على تغريدات تويتر تنتهي بالسجن من 15 إلى 45 عاماً، كما حصل مع المدون سعد المدي، الذي تسبّبت تغريدة من 14 كلمة في زجّه في السجن.
ومنذ عام 2017، اعتقلت السلطات السعودية مئات الشخصيات العامة من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك المؤثرون على سناب شات ورجال الدين والمليارديرات والعديد من أبناء عمومة الأمير.
الإعدام أحد أسباب انتقاد السعودية
كما أنّ السعودية تواجه انتقادات من منظمات حقوقية باستمرار، بشأن استخدام عقوبة الإعدام، التي ارتفعت وتيرة تنفيذها أخيراً؛ إذ أعدمت السلطات 11 شخصاً منذ بداية العام الجاري، جميعهم في مارس.
وفي نوفمبر، ندّدت الأمم المتحدة بتزايد عمليات الإعدام، وتحديداً في تلك المتعلقة بجرائم المخدرات، ووصفتها بأنّها “خطوة مؤسفة للغاية”، و”تتعارض مع الأعراف والمعايير الدولية”.
ونفّذت السعودية أكثر من ألف عملية إعدام منذ وصول العاهل السعودي الملك سلمان للحكم في 2015، حسب تقرير مشترك لمنظمة “ريبريف” والمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، نُشر مطلعَ العام الجاري.