الرئيسية » الهدهد » إحسان عبد القدوس و”الجنس”.. ما لا تعرفه عن ابن “روز اليوسف”

إحسان عبد القدوس و”الجنس”.. ما لا تعرفه عن ابن “روز اليوسف”

وطن- احتفى محرك البحث الشهير “غوغل”، الأربعاء، بذكرى مولد الكاتب والروائي المصري إحسان عبد القدوس، الذي يصادف الأول من يناير من كل عام.

وتوفي الكاتب الكبير في 11 يناير عام 1990، مخلّفاً إرثاً أدبياً؛ حيث كتب ابن الصحفية المعروفة “روز اليوسف” أكثر من 600 رواية وقصة، قدّمت السينما المصرية عدداً كبيراً منها.

حيث تحوّلت 49 رواية إلى أفلام، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، و10 روايات أخرى تحوّلت إلى مسلسلات تلفزيونية، إضافة إلى أن 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.

أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية

ويعدّ أحدَ أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية، وتحوّلت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية.

ويمثّل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية، وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة.

وصوّرت معظم رواياته فساد المجتمع المصري وانغماسه في الرذيلة وحب الجنس والشهوات والبعد عن الأخلاق، ومن هذه الروايات (النظارة السوداء) و(بائع الحب)، و(صانع الحب) التي أُنتجت قبيل ثورة 23 يوليو 1952.

ويتحدث إحسان عن نفسه ككاتب عن الجنس فيقول: “لست الكاتب المصري الوحيد الذي كتب عن الجنس، فهناك المازني في قصة “ثلاثة رجال وامرأة”، وتوفيق الحكيم في قصة “الرباط المقدس”. وكلاهما كتب عن الجنس أوضح مما كتبت، ولكن ثورة الناس عليهما جعلتهما يتراجعان، ولكنني لم أضعف مثلهما عندما هوجمت، فقد تحمّلت سخط الناس عليّ لإيماني بمسؤوليتي ككاتب”.

بيت العائلة

نشأ إحسان عبد القدوس في بيت جدّه لوالده رضوان، والذي تعود جذوره إلى قرية السيدة ميمونة زفتا الغربية. وكان من متخرجي الجامع الأزهر، ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية.

وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جداً، وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب.

ودرس في مدرسة خليل آغا بالقاهرة 1927-1931، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932-1937، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1942.

والدته “روز اليوسف”، اسمها الحقيقي فاطمة اليوسف، لبنانية الأصل.

وتولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، و عمره 26 عاماً، وهي المجلة التي أسستها والدته، ثم تولى رئاسة تحرير جريدة “أخبار اليوم” من عام 1966 إلى عام 1968، ثم رئيساً لمجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974، وكتب سلسلة مقالات في مجلة أكتوبر.

علاقته بوالده ووالدته

وكانت علاقة الكاتب الراحل بوالده الفنان الكبير “محمد عبد القدوس” ووالدته الصحفية روز اليوسف، التي أسست مجلة باسمها لا تزال تصدر إلى الآن، علاقةً قوية، إذ تأثر بهما بشكل كبير للغاية.

وأشار تقرير لموقع “اليوم السابع”، إلى أنّ والد إحسان عبد القدوس كان السبب في تنمية موهبته في الكتابة والخيال والأدب؛ حيث كان الأخير دائماً يقرأ فى كتب الشعر والأدب، ولذا رغب إحسان الذى كان طفلاً صغيرًا وقتها، في السير على خطى والده، وبالفعل نمت موهبة الكتابة والشعر والخيال مثل والده، قبل أن يصبح صحفياً.

إحسان عبد القدوس مع والدته وشقيقته

وعندما مارس إحسان مهنة الصحافة كان صغيراً في السن، وقد رغب في الزواج، لكنّ دخله كان بسيطاً لا يستطيع أن يفتح بيتاً، ولذا وقف والده محمد عبد القدوس وساعده في الزواج، وتنازل عن شقته في عابدين، ليتزوّجَ فيها إحسان، وعاش محمد عبد القدوس فى منزل العائلة بالعباسية.

وبعد فترة من الزواج، أراد إحسان عبد القدوس ردّ الجميل لوالده، فطلب منه أن يعيش معه فى منزله، وبالفعل عاش معه حتى توفي محمد عبد القدوس فى سنة 1969.

ترجمات وأوسمة

وترجمت معظم روايات الكاتب الراحل إلى لغات عديدة كالإنجليزية، والفرنسية، والصينية، والألمانية. وعلاوة على ذلك كانت لإحسان مقالات سياسية تعرّض للسجن والمعتقلات بسببها.

ومن أهم القضايا التي طرحها، قضية الأسلحة الفاسدة التي نبّهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرّض إحسان لمحاولة اغتيال عدة مرات، كما سُجن في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرتين.

وخلال حياته حصل إحسان عبد القدوس على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووسام الجمهورية الذي منحه إياه الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر“، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1989.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.