الرئيسية » الهدهد » دعوة “كبار العلماء” لطالبان بشأن حقوق المرأة في التعليم تتحول لقنبلة غضب ضد الهيئة

دعوة “كبار العلماء” لطالبان بشأن حقوق المرأة في التعليم تتحول لقنبلة غضب ضد الهيئة

وطن– لم تمرّ دعوة هيئة كبار العلماء السعودية، لحركة طالبان للتراجع عن قرارها بمنع النساء من التعلم في الجامعات الأفغانية، من دون تعرّض للهيئة لانتقادات بسبب مواقفها الأخرى.

هيئة كبار العلماء، دعت حكومة تصريف الأعمال الأفغانية إلى تمكين المرأة الأفغانية من حق التعلم في المؤسسات التعليمية، والتراجع عن قرارها بمنع المرأة من ذلك.

وقالت الهيئة، إنّ منع المرأة من التعلّم لا يجوز في شريعة الإسلام، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وأوضحت أنّ الإسلام بتشريعه المحكم، ودستوره الكامل، حفظ لكل إنسان من ذكر وأنثى حقوقه، وبيّن واجباته، قال الله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)، وقال سبحانه: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)، وقال -جل وعلا-: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).

وأكدت أنْ حفظ الإسلام بأحكامه وتشريعاته حقوق المرأة الشرعية كاملة غير منقوصة، فنعمت المرأة في ظلّ هذا الدين الحنيف بحقوقها التي تحفظ لها إنسانيتها، وتصون كرامتها، ونهلت من معين العلم، ما أصبحت به عالمة في فنون العلم المتنوعة، وشاركت المجتمع المسلم عبر التاريخ في نهضته وريادته وازدهاره.

ونوّهت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، بأن في صدارة الحقوق التي حفظها الإسلام للمرأة حق التعلم، فالنصوص الشرعية الحاثة على التعلم، والمرغبة فيه، تتجه للمرأة كما تتجه للرجل سواء، قال الله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، وقال سبحانه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة).

وكان وزير التعليم العالي في حكومة طالبان ندا محمد نديم، قد أصدرَ تعميماً لكل الجامعات الحكومية والخاصة في البلد بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر.

وبرّر الوزير قولَه، إنّ هؤلاء الطالبات اللواتي كن يذهبن إلى الجامعة لم يحترمن التعليمات بشأن الحجاب، مؤكّداً أنّ الحجاب إلزامي في الإسلام.

وأضاف، أنّ الفتيات اللواتي كنّ يدرسن في محافظة بعيدة عن منزلهن لم يسافرن مع محرم (رفيق ذكر بالغ).

منع النساء من التعلم

غضب واسع ضد الهيئة السعودية

ومع تأييد حقّ المرأة في الحصول على حقوقها، فقد صبّ سعوديون وعرب جام غضبهم على هيئة كبار العلماء التي ثارت ضد طالبان، بينما التزمت صمتاً مدقعاً تجاه وقائع أخرى، بما في ذلك حقوق السعوديات المقهورات في زمن ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان.

وقال حساب باسم الديوان على موقع “تويتر”: “يا هيئة كبار العلماء: في السجون السعودية نساء طالبت بحقوقها وحقوق معتقلي الرأي.. التحرش بالسجينات منهج للمحققين.. تم جلد ايتام خميس مشيط على مرأى من العالم.. زوجات السجناء السياسيين يتعرضن لأبشع تفريق بين المرء وزوجه. هل هذا من الإسلام؟ نساء السعودية أولى بشفقتكم من نساء الأفغان”.

وقال المغرد أحمد بن راشد: “كلنا مهتم بتعليم الفتيات، ولا يقبل منعهنّ منه، ولكن بودّنا لو كانت هيئة كبار العلماء مستقلة ومنصفة، فطالبت الهند بوقف قمع المسلمات وتمكينهن من حقهن في الحياة لا في التعليم فحسب، والصين بوقف إجبار الأويغورية على الردّة عن الإسلام، والكيان بوقف إعدام الفلسطينيات ودهسهنّ في الطرقات!”.

وذكر مغرد: “يعنى هيئة كبار العلماء سابوا الحفلات والرقص ودعم الشواذ ورايحين ماسكين في طالبان اللي أصلا المرأة الأفغانية تعانى طوال 20 سنة احتلال من اغتصاب ومخدرات وصحة وتعليم.. إحنا كمسلمين مش بنتشطر إلا على بعض”.

وسأل ناشط، هيئة كبار العلماء عن رأيها في هيئة الترفيه، في ظل حفلات الرقص والغناء التي باتت صاخبة في المملكة.

الانفتاح تحوّل إلى انحلال

والسبب الرئيسي للغضب من الهيئة السعودية، هو صمتها على موجة الانحلال التي ضربت المملكة، ضمن ما يسميه ابن سلمان “انفتاحاً”، يعتبر الترفيه أحد أذرعه بقيادة تركي الشيخ.

لكنّ هذا الترفيه أصبح متمثّلاً في حفلات رقص وتعرٍّ، لا تخلو من مشاهد كارثية تتعارض مع الصورة المعتادة عن السعودية، التي عُرفت تاريخياً بمكانة محافظة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.