الرئيسية » تقارير » ناصر أبوحميد: مقاوماً فأسيراً فشهيداً .. من هو “الأسد المقنع” شقيق شهيد و4 أسرى!؟

ناصر أبوحميد: مقاوماً فأسيراً فشهيداً .. من هو “الأسد المقنع” شقيق شهيد و4 أسرى!؟

وطن– استشهد الأسير الفلسطيني القائد ناصر أبو حميد (50 عامًا)، في مستشفى “أساف هروفيه”، جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى، كما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء.

وكانت سلطات الاحتلال قد نقلت ظهر أمس الاثنين، الأسير أبو حميد بشكل عاجل من سجن الرملة إلى مستشفى أساف هروفيه، بعد تدهور خطير جداً طرأ على حالته الصحية.

الأسير الشهيد دخل في غيبوبة قبل ساعات

وسبق أن أعلن مسؤول فلسطيني، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، أنّ الأسير ناصر أبو حميد المعتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2002، دخل في غيبوبة، وفي ذلك التوقيت أفاد مكتب إعلام الأسرى بأنّ أبو حميد قد يستشهد في أي لحظة.

وقال حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس هيئة الشؤون المدنية المعنية بالتواصل مع الاحتلال، إنّ أبو حميد المصاب بسرطان الرئة منذ قرابة عام، دخل في غيبوبة كاملة.

وتؤكد مؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى، أنّ حالة أبو حميد تراجعت بسبب مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في إجراء الفحوص الطبية، وتقديم العلاج له.

تدهور الوضع الصحي للأسير أبو حميد

وتدهور الوضع الصحي للأسير أبو حميد منذ شهر آب/أغسطس 2021، حيث بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبيّنَ بأنه مصاب بورم في الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن “عسقلان”، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة.

ولاحقاً، وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرّض مجدداً لمماطلة متعمّدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ أخيراً بتلقيها بعد انتشار المرض في جسده.

رفض “العفو” احتراماً لمسيرة الشهداء والأسرى

وكان الشهيد أبو حميد قد رفض مقترحاً تقدّم به محاميه، لطلب “عفو” من رئيس حكومة الاحتلال، في سبيل الإفراج عنه، تأكيدًا منه على الحقّ في الاستمرار بمقاومة الاحتلال، واحترامًا لمسيرة الشهداء، ورفاقه الأسرى.

وحرمت سلطات الاحتلال والدة أبو حميد خلال فترة مرضه من زيارته، بحجة فيروس كورونا، وبحجة انتهاء مدة تصريح الزيارة، إذ أرجع الاحتلال والدته من أمام بوابات السجون مرات عدة.

فيما زارت أبو حميد والدة أبو حميد ،وأيضاً أشقاؤه أمس بالمستشفى، وأعلنت أسرته أن ناصر في غيبوبة، واحتمالية الخروج منها ضئيل.

https://twitter.com/FadiSalman87/status/1605086519223533569?s=20&t=wvN5m-R1YTP2xtJIwpCtRQ

عباس ينعى الشهيد الأسير ويعزي أسرته

بدوره، نعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى أبناء الشعب والمناضلين وأحرار العالم، الشهيد الأسير أبو حميد.

وتقدّم عباس بالعزاء إلى “خنساء فلسطين” والدة الشهيد ناصر، والدة الشهداء والأسرى والجرحى المناضلة الصلبة أم ناصر أبو حميد وأسرته المناضلة، التي قال إنها شكّلت نموذجاً للتضحية والصمود.

كما حمّل الاحتلال مسؤولية استشهاد أبو حميد، جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، بحسب وكالة وفا.

هيئة الأسرى تحمّل الاحتلال المسؤولية

بدوره، حمّل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها العسكرية وإدارة السجون، المسؤوليةَ الكاملة عن استشهاد الأسير أبو حميد.

وطالب أبو بكر، في بيان، العالم والمجتمع الدولي بوقف المجزرة الإسرائيلية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وتعتقل إسرائيل في سجونها 4760 فلسطينياً، بينهم 160 طفلاً و35 امرأة، وفقاً لبيانات نادي الأسير الفلسطيني.

وهناك 550 أسيراً مريضاً في سجون الاحتلال، منهم 18 مصابون بالسرطان وأورام مختلفة، 4 منهم بمراحل متأخرة من المرض.

أبو حميد.. أسد مقنّع من أسرة مناضلة

أطلق على أبو حميد بـ (الأسد المقنّع)، بسب نشاطه في ملاحقة العملاء، والعمليات التي خاضها ضد الاحتلال ومستوطنيه.

أسرة أبو حميد لها تاريخ نضالي كبير، ففي عام 1994 استشهد شقيقه عبد المنعم، كما أنّ له أربعة أشقاء يقضون أحكام اعتقال بالمؤبد، وهم: نصر، وشريف، وإسلام، ومحمد.

من الأسير الشهيد أبو حميد؟

ولد الشهيد ناصر محمد أبو حميد عام 1972 في مخيم النصيرات بغزة لأسرة لاجئة، ثم انتقلت للعيش بمخيم الأمعري جنوبي رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

منذ صغره، انتمى أبو حميد لحركة فتح، وكان قد اعتقل لمدة أربعة شهور قبل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 وعمره 14 عاماً، ليعيد الاحتلال اعتقاله، وحكم عليه بالسجن عامين ونصف.

وفي أوج الانتفاضة الأولى عام 1990، اعتقل أبو حميد وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وأفرج عنه بموجب اتفاق القاهرة بعد أربع سنوات، ثم أعيد اعتقاله عام 1996 ليقضي ثلاثة أعوام.

وخلال انتفاضة الأقصى، شارك أبو حميد في تأسيس كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح آنذاك برفقة مروان البرغوثي، وشارك في العديد من عمليات إطلاق النار على أهداف إسرائيلية.

تعرّض الأسير الشهيد لأكثر من مرة للاغتيال من قبل الاحتلال، واعتقل في 22 أبريل 2002 بعد مطاردته في مخيم قلنديا شمال القدس برفقة شقيقه نصر، وحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات و50 عاماً.

وفي شهر يوليو الماضي، تبيّنت إصابة أبو حميد بمرض سرطان الرئة بعد إجراء فحوص له، حيث أجريت له عملية جراحية لاحقاً لاستئصال المرض، وأقدمت مصلحة السجون على إعادتة للسجن قبل تماثله للشفاء.

بعد ذلك، عانى أبو حميد من التهابات حادة في رئتيه وخضع للتنفس الاصطناعي ودخل في غيبوبة، نظراً لتلوث جرثومي أدى لانهيار عمل الرئتين وجهاز المناعة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.