الرئيسية » تقارير » المغرب والبرتغال: تاريخ مضطرب وماضٍ دموي.. هل ينعكس ذلك على مباراة اليوم؟!

المغرب والبرتغال: تاريخ مضطرب وماضٍ دموي.. هل ينعكس ذلك على مباراة اليوم؟!

وطن– تزامناً مع المواجهة المرتقبة مساء اليوم بين المنتخبين المغربي والبرتغالي في إطار تصفيات التأهل للدور نصف النهائي في مونديال قطر 2022، نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريراً تحدّث فيه عن التاريخ المضطرب بين البلدين.

وقال التقرير الذي ترجمته “وطن”، إنه بعد انتصار مثير على إسبانيا في دور الـ16، سيواجه المغرب البرتغال في ربع نهائي كأس العالم السبت، معتبِراً أنّ المباراة ضد الإسبان، التي فاز بها أسود الأطلس بركلات الترجيح، كانت ذات سياق تاريخي وسياسي.

وبحسب التقرير فقد أدّت قرون من التوترات والصراع بين البلدين، الممتدة من الفتح الإسلامي للأندلس، والتي انطلقت من الشواطئ المغربية، إلى الاستعمار الإسباني في القرن العشرين في شمال إفريقيا، إلى زيادة حدة الصراع.

ونوّه إلى أن مباراة ربع النهائي لا تختلف عن سابقتها، موضحاً أنّ العلاقات البرتغالية المغربية -لأكثر من ألف عام- تنطوي على صراع واضطراب مشابهين.

وأوضح التقرير أنّه من الحكم الإسلامي المغربي للبرتغال، إلى موقع اليونسكو للتراث العالمي الذي بناه البرتغال في المغرب، إلى ثلاثة ملوك يموتون في نفس المعركة بين الأعداء السابقين، يلقي الموقع البريطاني نظرة على التاريخ المضطرب بين البلدين.

الفتح الإسلامي للبرتغال

في عام 711 م، عبر طارق بن زياد، وهو أمازيغي اعتنق الإسلام وحكم طنجة، مضيق جبل طارق بـ7000 جندي، وبدأ فترة ثمانية قرون من الحكم الإسلامي على أجزاء مختلفة من شبه الجزيرة الأيبيرية.

وفي حين أنّ معظم المنطقة المحتلة كانت مكوّنة من إسبانيا الحديثة، فإن جارتها الغربية، البرتغال، وقعت أيضًا تحت الحكم الإسلامي.

وبحلول عام 718، كان المسلمون يسيطرون على كلّ البرتغال تقريبًا، ويشار إليهم بغرب الأندلس (غرب الأندلس)، أو ببساطة الغرب، التي اشتقّ اسم منطقة الغارف في البرتغال منها.

وبعد انهيار الحكم الأموي للأندلس في منتصف القرن الحادي عشر، تم تقسيم المنطقة، بما في ذلك أجزاء من البرتغال، إلى عدة إمارات إسلامية مستقلة.

في ذلك الوقت، استولى المرابطون، تلاهم لاحقًا الموحدون، وكلاهما من السلالات الأمازيغية وعاصمتها مراكش، على معظم الأراضي التي يسيطر عليها المسلمون في أيبيريا، بما في ذلك أجزاء من جنوب البرتغال.

لكن كلتا الإمبراطوريتين المتمركزة في المغرب كافحتا لصد التقدم المسيحي، الذي دعمته البابوية وجذب فرسان صليبيين من جميع أنحاء أوروبا، كجزء من عملية الاسترداد.

ووفقاً للتقرير، فقد سيطرت مملكة البرتغال على العاصمة الحالية خلال حصار لشبونة عام 1147، وعلى منطقة فارو عام 1249، وبذلك أنهت غرب الأندلس.

وفي عام 1496، بعد أربع سنوات من سقوط غرناطة، الذي وضع نهاية كاملة لإسبانيا الإسلامية، اتبعت مملكة البرتغال جارتها الأيبيرية من خلال إجبار الأقليات اليهودية والمسلمة على التحول إلى المسيحية أو مغادرة البلاد، لافتاً التقرير إلى أنّ الكثيرين اختاورا الخيار الأخير، واستقروا في المغرب وأجزاء أخرى من شمال إفريقيا.

وأشار التقرير إلى أنّ الحكم الإسلامي للبرتغال ترك تأثيرًا ثقافيًا دائمًا، من الشعر إلى المداخن على شكل مئذنة، إلى 19000 كلمة وتعبير برتغالي من أصول عربية.

الاحتلال البرتغالي في المغرب

بدأ توسّع الإمبراطورية البرتغالية في المغرب عام 1415 بغزو مدينة سبتة الساحلية، واستمرت عبر مناطق مختلفة لمدة ثلاثة قرون ونصف أخرى.

وبحسب التقرير، فقد تمّ تبرير الاستعمار في المغرب في البداية على أسس دينية، فقد تلقّى الملوك البرتغاليون بين عامي 1341 و1377 خمسة ثيران بابوية متتاليين سمحوا بحملات صليبية ضد المسلمين في شمال إفريقيا أو غرناطة.

وبحلول عام 1520، احتلّ البرتغاليون أجزاءً كبيرة من الساحل المغربي، بما في ذلك سبتة وطنجة وأصيلة والصويرة وأكادير وأزمور والقصر الصغير.

وقال التقرير، إن الملك أفونسو الخامس، الذي غزا الكثير من هذه الأراضي في منتصف القرن الخامس عشر، أطلق عليه لقب “الأفريقي”، بسبب مآثره عبر مضيق جبل طارق.

بنى المحتلون الأوروبيون عدة حصون عبر البلدات المغربية التي سيطروا عليها، بما في ذلك جزيرة جراسيوزا الصغيرة، في كاستيلو ريال في مدينة موغادور (المعروفة الآن باسم الصويرة) ومازاغان، الجديدة الحديثة.

وتمّ تسجيل الجديدة، التي تقع على بعد 90 كيلومترًا جنوب غرب الدار البيضاء، كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2004، “كمثال بارز على تبادل التأثيرات بين الثقافات الأوروبية والمغربية ، وهو ما ينعكس جيدًا في الهندسة المعمارية والتكنولوجيا وتخطيط المدن”.

ونوّه التقرير إلى أنه أفضل التحصينات البرتغالية المحفوظة في المغرب، مع المباني المتبقية من تلك الفترة بما في ذلك الخزان وكنيسة العذراء.

المغاربة يستعيدون السيطرة

في منتصف القرن السادس عشر، قاد محمد الشيخ، أول سلطان من سلالة السعديين في المغرب، مقاومةَ البرتغاليين، موضحاً التقرير أنه تحت قيادته، طرد المغاربيون الأيبيريين من معظم قلاعهم على طول ساحل المحيط الأطلسي، بما في ذلك مدينة أغادير التجارية الرئيسية في عام 1541.

ومعركة القصر الكبير عام 1578، والتي يشار إليها غالبًا باسم معركة الملوك الثلاثة، عانت البرتغال من أسوأ الهزائم العسكرية في عصرها الاستعماري.

وقال التقرير، إنه بمساعدة السلطان المغربي المخلوع أبو عبد الله محمد الثاني، هبط ملك البرتغال سيباستيان في طنجة مع 20 ألف رجل لمواجهة السلطان الجديد عبد الملك وقواته البالغ قوامها 50 ألف جندي.

وأكد التقرير على أنّ تلك الواقعة شهدت هزيمة الجنود المسلمون للأوروبيين بقوة، وقتل كل من سيباستيان ومحمد أثناء القتال، ثم مات مالك نتيجة القتال أيضًا، ومن هنا جاء اسم المعركة.

وتسبّبت وفاة سيباستيان، الذي لم يكن له وريث، في أزمة سلالات في البرتغال، وبعد ذلك تم إخضاع المملكة للسيطرة الإسبانية لمدة 60 عامًا. خلال تلك الفترة، تدهورت الإمبراطورية البرتغالية دوليًا.

وتمّ تسليم طنجة لاحقًا إلى إنجلترا عام 1661 وسبتة إلى إسبانيا عام 1668، حيث كانت الأخيرة تحت السيطرة الإسبانية منذ ذلك الحين، وهي نقطة خلاف رئيسية للمغاربة حتى يومنا هذا.

كما تمّ تسليم المعقل البرتغالي الأخير، مازاغان، إلى المغاربة في عام 1769، وتم توقيع اتفاق سلام بين البلدين بعد ذلك بخمس سنوات.

واختتم التقرير بالتأكيد على أنه على عكس علاقته المضطربة مع إسبانيا، ليس للمغرب أيّ نزاعات إقليمية في الوقت الحاضر مع البرتغال، وقد حافظ الاثنان على علاقات ودية على مدى القرنين ونصف القرن الماضيين.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “المغرب والبرتغال: تاريخ مضطرب وماضٍ دموي.. هل ينعكس ذلك على مباراة اليوم؟!”

  1. إعادة الفتح الإسلامي لإيبريا!!مبروووووك بلا حدووووود إنها باكورة الربيع الكروي العربي الفلسطيني
    إستراتيجية تكتيكية رجراجية“وليد الرجراجي”الإستحواذ لكم والفوز لنا نظرية جديدة مفيدة الإستحواذ لكم والفوز لنا

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.