الرئيسية » الهدهد » سبب وفاة الأميرة منتهى الأطرش.. ناصرت ثورة سوريا ورحلت بصمت

سبب وفاة الأميرة منتهى الأطرش.. ناصرت ثورة سوريا ورحلت بصمت

وطن– نعى نشطاء سوريون وفاةَ المناضلة الحرة منتهى سلطان الأطرش، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز الـ 75 عاماً.

وعن سبب وفاتها، قالت مصادر محلية، إن الراحلة منتهى تعرضت لأزمة صحية خلال الفترة الماضية، ليتوفاها الله اليوم.

عاشت منتهى حرة ووقفت مع شعبها السوري

وكتب د. سعود الأطرش في نعيها: “عاشت منتهى حرة ووقفت مع شعبها السوري للمناداة بحريته وكرامته واضعة نصب عينيها تراث والدها القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.. التي كانت وفية له إلى آخر نفس في حياتها.”

ومنتهى هي الابنة البكر للقائد العام للثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الاطرش، الذي قاد ثورة تحررية ضد الاستعمار الفرنسي 1925-1927، كان لها أثر بارز في استقلال البلاد.

القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش

ورحلت منتهى اليوم، تاركة أثراً لا يمكن أن ينسى في مناصرة المظلومين، والنضال ضد الاستبداد.

تعرضت لضغوط وتهديدات

ولم ترضَ الأميرة منتهى الأطرش، أن تغادر سورية تحت أي ظرف، وبقيت على الرغم من كل الضغوطات والتهديدات، ثابتةً على موقفها، ثائرةً ضد القمع والاستبداد، مقاومةً كل وحشية نظام الأسد.

كما لم ترضَ أن تتولّى أي منصب في المعارضة السياسية، مع أنها دعيت لذلك أكثر من مرة.

من أبرز رموز الثورة السورية

وأشار موقع “السويداء 24” المحلي، إلى أنّ اسم منتهى الأطرش، برز في عام 2011، بعدما شاركت في مواقف تشييع الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الأمن، بعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية في سوريا، بمدن ومناطق مختلفة، منها دوما بريف دمشق.

وناصرت منتهى، مطالب السوريين الثائرين حينها، المطالبين بالحرية والكرامة. وكانت واحدة من أبرز رموز الثورة السورية التي طالبت بإسقاط النظام السوري في محافظة السويداء جنوب سوريا.

وبحسب موقع “زمان الوصل” المعارِض، لم ترضَ ابنة قائد الثورة السورية الكبرى استلامَ أي منصب في المعارضة، ورغم ذلك كانت عرضة للتضييق الأمني من قبل مخابرات الأسد.

حظيت بمحبة واحترام كبيرين

وفي السويداء كان يحرّض نظام الأسد أزلامه من آل الأطرش على مهاجمة الأميرة منتهى، ووصفها بالخائنة، ورغم ذلك لم تغب السيدة الثائرة عن أحرار محافظتها.

السورية منتهى الأطرش

وكانت تقوم بزيارات لكل المعتقلين المفرَج عنه، على الرغم من ظروفها الصحيّة والضغوط الأمنية والاجتماعية. حيث تحظى الأطرش بمحبة واحترام كبيرين بين الكثير من أبناء السويداء.

مواقف حازمة

وتخرّجت “الأطرش” من كلية الآداب في القاهرة عام ١٩٦٧، وأظهرت مواقف حازمة ضد القمع والحلول العسكرية في سوريا، ما أدى لتعرضها لمضايقات أمنية، منها التوقيف لوقت طويل على الحدود السورية اللبنانية في فترة تلقيها العلاج.

وعاشت الأميرة منتهى الأطرش في العاصمة دمشق، نائيةً بنفسها عن أي مكاسب سياسية، مجسّدةً الحالة الوطنية التي عرفت عن والدها المجاهد سلطان باشا الأطرش، الذي رفض المناصب التي انهالت عليه، مفضّلاً العودة إلى مضافته وحقله.

صوت منتهى الأطرش

ورثى عدد كبير من السوريين المناضلة “منتهى الأطرش”، التي كان لها ذكرًى عميقة في ذاكرة وعقل السوريين الثائرين ضد نظام البهائم الأسديين، كما قال الصحفي والكاتب “علي سفر” في منشور على صفحته في” فيسبوك”.

مضيفاً أنه كان للراحلة حضورها في تجمعات العزاء والحشود منذ الأيام الأولى للثورة، بالإضافة لكونها الناطق الرسمي باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) وكان لها أبلغ الأثر في القلوب وفي تعميق صورة الثورة.

وعلّقت مواطنتها المعارضة الكاتبة “ريما فليحان“: إن “صوت منتهى الأطرش كان سوريا حقيقيا صادقا، جمعت حولها كل السوريين وعبرت بقلب صادق ولسان جريء عن موقفها الأصيل إلى جانب شعبها حين أكل الخوف لسان الكثيرين في بدايات الثورة.”

فيما رأى “حسان شمس”، أن “منتهى سلطان الأطرش حملت إرث أبيها حتى آخر نفس، وكانت خير خلف لخير سلف. وبصقت في سفرة السلطان، وعابت على مَن أعمى بصيرتهم وأبصارهم ما أسمتهُ ‘سِحر المناصب’.

وعقب الصحفي عدنان عبد الرزاق: “في يوم البنات..ماتت ابنة الباشا سلطان الأطرش منتهى، لتكلل بحب وعرفان جميع السوريين”.

وأضاف: “لن ينسى الثوار والمتطلعين للدولة، الناطقة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان وملاحقتها بتهمة دعم الإرهاب..وصيحاتها الثائرة وتأييدها لحقوق الشعب”.

وتذكر المعارض “وليد البني” أن الراحلة منتهى الأطرش، خبّأته في بيتها في المزة، عندما لاحقته أجهزة الطاغية في بداية الثورة “بكل محبة وأمومة وكرم”.

وأردف أن الراحلة “كانت إمرأة سورية تفيض أمومة وحناناً، نبيلة معطاءة وكريمة، وفي نفس الوقت صلبة وعنيدة في مواجهة الطغيان والظلم”.

يذكر أن والد الراحلة هو سلطان باشا الأطرش، 1891-1982 قائد وطني ومجاهد ثوري سوري درزي، القائد العام للثورة السورية الكبرى 1925، ضد الانتداب الفرنسي، أحد أشهر الشخصيات الدرزية في العصر الحديث عرف بوطنيته وشجاعته ورفضه لتجزئة سورية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.