الرئيسية » تقارير » يوسف القرضاوي.. انحاز للثورة السورية وأصدر الأسد حكماً بإعدامه

يوسف القرضاوي.. انحاز للثورة السورية وأصدر الأسد حكماً بإعدامه

وطن- قلة من العلماء المسلمين هم مَن وقفوا ضد نظام الأسد وانحازوا إلى الثورة السورية، ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي الذي توفي اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، عن عمر ناهز 96 عاماً.

وجرّاء موقفه هذا تجاه الثورة السورية، بات القرضاوي في مرمى إعلام النظام والإعلام المؤيد له، وتمّ وصفه طيلة السنوات الماضية بنعوت وأوصاف لا تمت للواقع بصلة “كمفتي الناتو وداعية الإرهابيين”.

وفي تموز 2013، ترددت أنباء أن القضاء السوري النظامي، أصدر حكماً بإعدام القرضاوي، ومعه الإعلامي فيصل القاسم، والشيخ والنائب السابق محمد حبش، والكاتب الراحل ميشيل كيلو، والشيخ عدنان العرعور، بتهمة “دعم الإرهاب” و”تأسيس منظمات إرهابية”.

“مَن لا يتغير يُداس بالأقدام”

وردّ القرضاوي حينها على الدعوى التي رُفعت ضده بتهمة “إثارة النعرات الطائفية وتهديد هيبة الدولة” بقوله: “الذين رفعوا دعوى علي يريدون أن يخوفوني، لن أخاف وسأظل أقول الحق، يقاضونني للمسّ بهيبة الدولة، الدولة التي تمسّ هيبتها كلمة ليست دولة.. وهي أوهن من بيت العنكبوت”.

مضيفًا أن هذا زمن التغيير “ومن لا يتغير يُداس بالأقدام، هذه الأنظمة استعبدت الناس فكيف ينتجون ويعملون؟ عندما طلبوا (الناس) الحرية ضربوهم بالرصاص”.

وعلّق “القرضاوي” أن “السيسي تعلم من بشار قتل شعبه في الشوارع، وتعلم بشار من السيسي استخدام القضاء لإصدار أحكام الإعدام ضد خصومه.. الاستبداد رَحِم بين أهله”.

القرضاوي في سجون عبدالناصر

وتعرّض القرضاوي للسجن عدة مرات لانتمائه لـ”الإخوان المسلمين”، إذ دخل السجن لأول مرة في 1949، ثم اعتقل ثلاث مرات في عهد الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر.

ومن بداية الثورة، دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، إلى الجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد، مطالِباً بمدّ السوريين بالسلاح والرجال.

وفي حزيران 2013، قال يوسف القرضاوي خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: “أدعو المسلمين في كل مكان أن ينصروا إخوانهم بسوريا.. لا يمكن أن ندع إخوتنا يقتلون ونحن نتفرج”.

وبيّن العلامة الراحل في خطبته أن واجب المؤمن أن يكون مع الحق والعدل ضد الظلم والظلام، وأن يكون مع أهل الصلاح ضد الفساد.

ودعا إلى الوقوف مع الشعب السوري صفّاً واحداً، وألا نخذلَهم بأية حال من الأحوال. وقال: “إنه اذا لم تحم أخاك وقت الشدة فمتى تحميه؟”، مذكراً بالحديث الشريف: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

وأضاف -مستنكراً صمت المسلمين في مواجهة عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة في سوريا- بقوله: “ليس معقولاً أن ندع إخواننا في سوريا، لهذه الآلاف المؤلفة التي زحفت عليهم من إيران والعراق ولبنان، ومن بلاد الشيعة من كل مكان ليقاتلوا أهل السنة”.

وتابع: كل من عنده قدرة، المُدرَّب على القتال، الذي يعرف كيف يقاوم هؤلاء القتلة، وكيف يضرب بالسيف والمدفع.. مَن عنده قدرة على مقاومة هؤلاء ويجد السبيل ميسراً إليهم، يجب أن يذهب”.

كما حثّ القرضاوي جميع الدول على نصرة السوريين، قائلاً: على الدول أن تنصر إخواننا.

وفاة الشيخ يوسف القرضاوي عن عمر ناهز 96 عاماً.. هذا آخر ما كتبه وحذر منه

القرضاوي مطلوب للإنتربول الدولي

ولم تكتفِ الأنظمة العربية كالسعودية والإمارات ومصر والنظام السوري بإصدار أحكام ضد القرضاوي، بل رفعت مذكرات لجهاز الإنتربول الدولي، الذي أصدر “نشرة حمراء” بحقِّ القرضاوي، الحامل للجنسيتين المصرية والقطرية.

وذكر القرار، الذي نُشر على الموقع الإلكتروني الخاص بجهاز الإنتربول الدولي، ومقره مدينة ليون الفرنسية، أن “النشرة جاءت بناء على طلب القضاء المصرى، والقرضاوي مطلوب في قضايا تحت التحقيق وقضايا صدر فيها حكم غيابي”.

وتم توزيع صور القرضاوي البالغ من العمر حينها 88 عاماً، على مواقع الإنتربول الدولي، ومن بين التهم التي وضعت في النشرة الحمراء بحقه “الاتفاق والتحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة”.

القرضاوي ليس إرهابياً

وبدوره، ردّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على هذا القرار بالدعوى إلى إطلاق حملة للتضامن معه، تحت عنوان “القرضاوي ليس إرهابياً” بالترافق مع دفاع لعدد من المقربين منه عن أفكاره.

وحضّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جميع “المخلصين” على المشاركة في وسم “هاشتاج” خاص، للدفاع عن القرضاوي ورفض إدراجه على قائمة الانتربول، مضيفاَ: “يتضح أن حملة التضامن مع فضيلة الشيخ تتخذ شكلاً موحّداً عبر الهاشتاج و عبارات التضامن”.

تحزيب الناس

وهذا يذكّر بمذكرة اعتقال مثيلة، أصدرتها الإمارات العربية المتحدة المتحالفة مع نظام الأسد، في آذار 2012.

وقال قائد عام شرطة دبي ضاحي خلفان تميم حينها، إن القرضاوي مُنع من دخول الإمارات، لما له من نشاطات تنظيمية سياسية، حيث بدأ يحزّب الناس ويؤسس لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة”.

وزعم أن “أساليب القرضاوي في معالجة الأمور تنقصها الحكمة.. فالشيخ رجل دين”. كما هدد خلفان في تصريحاته السابقة: “كل من سبّ الإمارات كدولة أو حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف، ستتم ملاحقته بحكم العدالة”.

يوسف القرضاوي.. نشأته وتاريخه

وبحسب وكالة الأناضول، وُلد الشيخ “القرضاوي” في 9 أيلول من عام 1926، في قرية صفط تراب بمحافظة الغربية بمصر. بدأ حفظ القرآن في سنٍّ مبكرة، حيث أتمّه بعمر دون العاشرة، ودأب على إتقان التجويد وأحكامه.

ودرس “القرضاوي” في معاهد الأزهر الشريف الابتدائية والثانوية، وكان يحقق مراتب متقدمة على الدوام، وتفوق في الشهادة الثانوية على مستوى مصر وحلّ بالمركز الثاني.

تعرّض “القرضاوي” للاعتقال عدة مرات، بسبب انتمائه إلى “الإخوان المسلمين”، وبعدها نال الدرجة العالية، وكان الأول بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، سنة 52-1953م.

وحصَد “القرضاوي” العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م، وكان الأول على خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة.

وكذلك تفوّق “القرضاوي” سنة 1958، بنيله دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب، بالإضافة لتفوقه بالدراسة التمهيدية العليا للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، وذلك سنة 1960م.

وحصل “القرضاوي” أيضاً على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، في سنة 1973م.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.