الرئيسية » غير مصنف » مجلة “دير شبيغل” الألمانية: حكم الأسد قائم على أموال المخدرات

مجلة “دير شبيغل” الألمانية: حكم الأسد قائم على أموال المخدرات

وطن- كشف محققون ألمان عن تورط عائلة الأسد بتهريب مخدرات “كبتاغون” لتمويل النظام في سوريا، ووضعت مجلة “دير شبيغل الألمانية” يدها على وقائع وأرقام ووثائق تثبت بما لا يدعو مجالاً للشك أن حكم الأسد قائم على أموال المخدرات وإلا لما استمر إلى الآن في ظل الحصار الإقتصادي المفروض عليه منذ سنوات.

وكان تقرير لمنظمة البحث “مركز التحليل والبحوث التشغيلية” صدر في أيار مايو الماضي أشار إلى أن سوريا هي المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون.
ووفق التقرير، فقد بلغت صادرت الكبتاغون ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار في عام 2020.

وحدات تبريد

وبدأ الصحفيون “يورغ ديل” و”مهند النجار” و”كريستوف رويتر” تحقيقهم الإستقصائي بما كشفه مسؤولو الجمارك الرومانيين في ابريل نيسان 2020 بالصدفة داخل حاوية شحن تحمل الرقم ARKU 837499-1 ، محملة بوحدات تبريد ماركة Thermo King ووجدوا بداخلها السلعة الأكثر إثارة للاهتمام، ولا تشير إليها بوليصة الشحن وهي عبارة عن 2،1 مليون حبة كبتاغون تحتوي على الأمفيتامين بنسبة 11.5 في المائة.

“أبو فؤاد” بداية الخيط

وأشار تقرير “دير شبيغل” إلى أن أوراق الشحنة التي كانت في طريقها من سوريا إلى السعودية عبر رومانيا كانت بداية الخيط، وأدت المعلومات التي احتوتها إلى التنصت على هواتف ومراقبة محادثات مشبوهة لعدد من المتورطين.

وتم الكشف عن مجموعة يقودها شخص يُدعى “أبو فؤاد”. ومن خلال المكالمات كان المهرب المذكر يتحدث عن مادة “الحليب” في إشارة إلى الكوكائيين، بينما كان يستخدم تسميات السيارات للإشارة إلى أنواع أخرى من المخدرات.

ولفت معدو التحقيق إلى أن “أبو فؤاد” وهو كبير منسقي تهريب المخدرات يدعى “إياد .س” ويبلغ من العمر 55 عاماً من مدينة اللاذقية حيث كان يدير شركة استيراد وتصدير في الميناء. تحت رعاية الفرقة الرابعة.

ومنذ أن وضع النظام يده على الميناء من الشبيحة المحسوبين عليه تمهيداً لببيعه إلى الروس عام 2017 ترك أبو فؤاد سوريا يعيش مابين تركيا ولبنان وأحياناً في مدينة شباير -جنوب غرب ألمانيا حيث فرت عائلته إليها في عام 2015.

أمام القضاء الألماني

وأشار التقرير الذي ترجمت “وطن” مقتطفات منه إلى أن المدعين الألمان تمكنوا من إثبات علاقة أبو فؤاد بشبكة الإتجار بالمخدرات التي تقودها عائلة الأسد.

وتمكن هذا النظام في دمشق من تأمين جزء كبير من عائداته من خلال بيع السفن المحملة بـ “الأمفيتامين الكبتاغون” الذي يحظى بشعبية خاصة في الدول العربية.

وبالإضافة إلى “إياد س” تم توجيه الاتهام إلى سوريين آخرين وجزائري في ألمانيا ومن المقرر أن تبدأ محاكمتهم قريبًا في مدينة “إبسن” الألمانية. ومن المتوقع أن تسلط إجراءات المحكمة الضوء على تجارة المخدرات المزدهرة تحت سيطرة نظام الأسد.

أمام ناظرَيه: مقربون من بشار الأسد يبيّضون أموالهم في العراق

اعتراض شحنات سابقة

وتمكن المسؤولون الأمنيون مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة من اعتراض شحنات ضخمة من الكبتاغون. ففي يوم 1 يوليو 2020 وحده تمت مصادرة 84 مليون حبة كاملة في ميناء ساليرنو بإيطاليا، بقيمة تبلغ حوالي مليار يورو، وفي يوليو الماضي، صادر المسؤولون اليونانيون 5.25 طن من الكبتاغون.

وفي أبريل / نيسان 2020 ، عثر مسؤولو الجمارك المصريون في بورسعيد على كل من كميات ضخمة من الكبتاغون والحشيش معبأة في 19 ألف حاوية “تتراباك” من “شركة ميلك مان السورية”-حليب مجفف- كانت مملوكة في ذلك الوقت لقريب بشار الأسد الأكثر ثراء “رامي مخلوف” الذي نفى وقتها تورط شركته.

وفي نوفمبر 2021، عثر المصريون مرة أخرى على الكبتاغون، وبلغت الكمية هذه المرة 11 مليون حبة.

وفي أواخر مارس، جاء دور ماليزيا، حيث ظهرت 94.8 مليون حبة كبتاغون بالكامل في بورت كلانج. كانت هناك اكتشافات إضافية في لبنان وهونغ كونغ ونيجيريا إلى جانب مصادرة العديد من الموانئ في دبي والمملكة العربية السعودية.

المخدرات تجذب المجرمين مثل الذباب

وعلق مسؤول ألماني لمعدي التقرير أن شحنات بهذا الحجم الهائل مربحة للغاية، فحاوية واحدة يمكن أن تجلب مئات الملايين من اليورو- وتجذب المجرمين مثل الذباب،وعلينا-كما قال- أن نوقف ذلك”.

وأضاف دون أن يميز بين الشعب السوري القابع تحت خط الفقر وبين النظام الذي أثرى من الأعمال المشبوهة أن “السوريين ينتجون الأشياء وكأنه ليس هناك غد”.

ويُطلق على مادة الأمفيتامين فينثيلين المخدرة اسم “كوكايين الرجل الفقير”، وتم تطويرها في عام 1961 من قبل شركة الأدوية الألمانية Degussa لعلاج اضطرابات نقص الانتباه مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وفي عام 1986 ، تم حظرها بسبب آثارها الجانبية ، بما في ذلك القلق والهلوسة والاكتئاب.

وفي فترة التسعينيات، بدأ الكيميائيون البلغاريون في التعاون الوثيق مع سوريا ، حيث أتاحت صناعة الأدوية القانونية جنبًا إلى جنب مع الصفقات غير القانونية، التي شملت في البداية الحشيش من لبنان، ظروفًا مثالية لتوسيع نطاق المشاركة في تجارة الأدوية الاصطناعية.

دور حزب الله

وعرّج معدو التقريرعلى دور حزب الله في إنتاج وتريج المخدرات وتصديرها في السنوات الأخيرة مشيرين إلى أن حزب الله استفاد من خبرته اللوجستية في زراعة الحشيسش في سهل البقاع لسنوات في دخول سوق تهريب المخدرات.
وكان للحزب علاقات من تجار ومتورطين رفيعي المستوى كما هو الحال مع الأمير السعودية عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود الذي ألقي القبض عليه في مطار بيرون في أكتوبر 2015 وهو يتأهب للصعود إلى طائرته الخاصة التي كانت تحمل على متنها طناً من الكبتاغون، وتم الوشاية به من قبل الحزب ذاته بعد خلاف معهم وكان الانتقام سريعًا، حيث قال ضابط مخابرات لبناني لصحيفة الغارديان: “لقد أنشأه حزب الله”.

من القصير إلى اللاذقية

ونوّه التقرير إلى أن مواقع إنتاج المخدرات الصغيرة التابعة للميليشيا بدأت في الظهور بأعداد كبيرة في عام 2013 وفي المقام الأول في مدينة القصير على الحدود اللبنانية السورية التي استولى عليها عناصر الحزب بعد تهجير أهلها.

وظهرت بعد ذلك مصانع للحزب في محيط اللاذقية، مسقط رأس الأسد في القرداحة وفي القسم العلوي من حمص. يديرها العديد من أبناء عموم الأسد وأتباع النظام الآخرين.

وكان رجل أعمال قد كشف لـ”دير شبيغل” عام 2021 أنه زار أحد مصانع المخدرات في اللاذقية، وأكد أنم ينتجون بكميات صناعية وبهدف التصدير وليس للسوق المحلي.

ورفض المصدر الكشف عن اسمه أو عن وصف الموقع الذي يتحدث عنه أو من يديره من عائلة الأسد لأن والديه لا يزالا داخل البلاد ولا يريد المخاطرة بتعريض نفسه لذراع الانتقام الطويلة للأسد.

وخلال التحقيق الذي أجراه مدعون عامون ألمان ودام عامين في شمال الراين – وستفاليا، أصبح من الواضح أن حزب الله على ما يبدو لا يلعب أي دور في الشحنات القادمة من اللاذقية.

بدلاً من ذلك ، سعى أبناء عموم الأسد على ما يبدو إلى إنشاء شبكة توزيع خاصة بهم – وارتكبوا بعض أخطاء المبتدئين في الخارج ، حيث لم يكن لديهم نفس القدر من الخبرة مثل حزب الله.

ولفت تقرير للأمم المتحدة إلى أن سوريا استوردت في عام 2020 أكثر من 50 طناً من مكون أساسي مهم لإنتاج الكبتاغون. وهي مادة السودوإيفيدرين pseudoephedrine الكيميائية والتي تُستخدم في الأدوية الباردة بوصفة طبية ولكن أيضًا لإنتاج الكريستال ميث.

وهذه الكمية الضخمة هي أكثر من نصف الكمية التي تستوردها سويسرا، التي تمتلك صناعة أدوية ضخمة.

“ديلي بيست”: دبي تحولت لمركز رئيسي لغسيل أموال “آل الأسد” المهربة للخارج

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.