الرئيسية » الهدهد » تغريدة شيخ الأزهر عن “عدل” محمد بن زايد تثير غضب النشطاء وتفضح خنوعه له

تغريدة شيخ الأزهر عن “عدل” محمد بن زايد تثير غضب النشطاء وتفضح خنوعه له

وطن – أثارت تغريدة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب غضب المغردين، بعد إشادته بـ”عدل” الرئيس الإماراتي الجديد محمد بن زايد، خلال تهنئته له بتولي منصب الرئاسة خلفا لشقيقه الشيخ خليفة بن زايد.

وقال “الطيب” في تغريدة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر مهنئا “ابن زايد”: “في الوقت الذي أشعر فيه بأخي العزيز الشيخ محمد بن زايد ومصابه الجلل بفقدان أخيه وسنده الشيخ خليفة رحمه الله. فإنني أشد على يديه وأدعو الله أن يقوي ظهره. ويشد أزره ويوفقه رئيسا وقائدا لدولة الإمارات لاستكمال مسيرة والده الحكيم في خدمة بلاده ودينه وأمته. ونشر العدل والخير في كل مكان”.

التغريدة أثارت غضب كثير من المغردين المتابعين لحسابه على “تويتر”، الذين أخذوا بالدعاء على الرئيس الإماراتي الجديد محمد بن زايد. مذكرين بما قام به من جرائم في حق العديد من البلدان وشعوبها. منبهين “الطيب” الى ضرورة الخوف من الله والتذكر بأنه سيقف بين يديه يوما ما.

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب

ردود أفعال غاضبة من تغريدة شيخ الأزهر

وفي السياق، رد البروفيسور في العلوم السياسية الدكتور خليل العناني على شيخ الأزهر قائلا: “ربنا ياخذه اخذ عزيز مقتدر عاجلا غير آجل. ويرينا فيه عجائب قدرته وذلك بحق الدماء والنفوس التي ساهم في إراقتها وقتلها شرقا وغربا. وخاصة في مصر وفلسطين وليبيا واليمن وسوريا. قولوا آمين.”

وقال المغرد خالد محمد ردا على “الطيب”: “اللهم من تسبب في مرض خليفه بن زايد او تسبب في موته فاجعل كيده في نحره. اللهم حرم عليه النوم وارنا فيه آيه”.

وتوجه المغرد “أبو رستم” لشيخ الازهر قائلا: “نفسي افهم كيف بتفكر مش خايف من ربنا كم سنة تعيش كيف بدك تقابل ربنا مش خايف من النار”.

من جانبه رد المغرد عبدالله أبو حسن عليه بالقول: “يا أحمد إذا كان الوعيد في الآية «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار» ” على مجرد الركون، وهو الميل الخفيف والسكون. فكيف بمن فرح ودعاء ودعم وأيّد الذين ظلموا؟. بل كيف بالركون لمن رسخوا في الظلم، وفجروا فيه، واشتهروا به؟ . يا ويلك من الله ، فقد أظلك الله على علم”.

ورد الدكتور محمد الباجوري بتذكير شيخ الأزهر بالآية رقم (13) من سورة (هود): “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون”.

ونختم برد المغرد محمود علي الذي سخر من تغريدته بالقول: “نشر دين ايه يا مولانا الإمام دا محمد بن زايد اكتر شخص معادي للاسلام. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم”.

العلاقة بين شيخ الأزهر ومحمد بن زايد

ويرتبط شيخ الأزهر أحمد الطيب علاقة وثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومع محمد بن زايد بالذات. الذي كان حريصاً على إعلان أنه طبع قُبلة على جبينه في عام 2017.

محمد بن زايد يقبّل رأس أحمد الطيب

وتوسعت العلاقة بين الإمارات وشيخ الأزهر والتي بدأت عام 2013 بالتزامن مع التوسع في التحركات التي شهدتها مصر للإطاحة بالرئيس المصري المنتخب المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي.

وهي فترة شهدت تدخُّلاً إماراتياً فجّاً في الشؤون المصرية عبر نَسْجِ علاقات قوية مع مؤسسات الدولة والإعلام والشخصيات المعارضة المصرية الرئيسية لحكم الإخوان المسلمين مثل أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق الذي هُزم أمام الرئيس مرسي في انتخابات الرئاسة عام 2012.

أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق

وبعد الإطاحة بمرسي كان موقف الطيب مما حدث في مصر يحمل توجهات متباينة، فالرجل عُرف بمواقفه المناهضة لـ”الإخوان” بعد ثورة يناير/كانون الثاني وما قبلها. وكان أحد أبرز المشاركين في لقاء 3 يوليو/تموز 2013، الذي عُقد بقيادة السيسي وأفضى إلى عزل مرسي.

وخلال تلك الفترة، جمعت عدة لقاءات بين الطيب الذي سبق أن عمِل في جامعة الإمارات (حكومية)، ومحمد بن زايد، رجل الإمارات القوي.

أحمد الطيب يلتقي محمد بن زايد

ففي أبريل/نيسان 2013، هنأ ولي عهد أبوظبي، الشيخَ “الطيب” بمناسبة اختياره شخصية العام الثقافية التي أعلنت عنها جائزة “الشيخ زايد للكتاب” في دورتها السابعة ونال بموجبها مليون درهم إماراتي (272 ألف دولار)، وفقاً لبيان صادر عن وكالة أنباء الإمارات.

وجاء هذا الاختيار في ذروة توتر علاقات الإمارات مع حكومة محمد مرسي، وتم ذلك بالتوازي مع إطلاق أبوظبي سراح أكثر من 100 سجين مصري مع استثناء معتقلي الإخوان المصريين بالإمارات الذين وُجهت لهم اتهامات بدعم الإرهاب.

وسرعان ما نال الطيب مليون درهم أخرى عقب عزل مرسي، إذ فاز في يوليو/تموز من العام التالي بجائزة شخصية العام الإسلامية عبر جائزة دبي للقرآن الكريم.

التعاون المؤسسي بين “الطيب” والإمارات”

في 19 يوليو/تموز 2014، شهدت العاصمة أبوظبي إطلاق مجلس حكماء المسلمين، الذي يمثل أحد أهم مفاصل العلاقة بين الإمارات وشيخ الأزهر ونقطة تحويلها إلى عملية مؤسسية.

ويصف المجلس نفسه بأنه أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي، يترأسها أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، على أن تكون أبوظبي مقراً للمجلس.

مجلس حكماء المسلمين برئاسة أحمد الطيب

وصف المجلس بأنه محاولة إماراتية لتأسيس ذراع دينية منافسة للمؤسسات الدينية التقليدية في العالم الإسلامي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم علماء مستقلين، بينهم علماء مقربون لجماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي المعتدل، ومدعوم من قطر وتركيا.

ورأى كثير من المختصين حينها، أن الإمارات تهدف من خلال تأسيس مجلس الحكماء إلى تقويض اتحاد علماء المسلمين الذي دعم الربيع العربي الذي يخالف مصالحها، الأمر الذي جعل أبوظبي تستعين بالشيخ عبد الله بن بيه، النائب السابق للشيخ يوسف للقرضاوي، مؤسس الاتحاد؛ في محاولة لخلق كيان بديل للاتحاد ومنافس له تتحكم فيه”.

تمويل إماراتي لأنشطة الأزهر

انعكست العلاقة المتنامية بين مشيخة الأزهر والإمارات، عبر تمويل أبوظبي للأزهر.

ففي أبريل/نيسان 2013، أعلنت الإمارات عن مبادرة لتمويل مشروعات في مؤسسة الأزهر بمصر. تبلغ تكلفة إنشائها نحو 250 مليون درهم إماراتي (نحو 66 مليون دولار).

في حين تتضمن المشروعات ترميم مكتبة الأزهر وصيانتها وترميم مقتنياتها من المخطوطات والمطبوعات وترقيمها. وتوفير أنظمة حماية وتعقُّب إلكتروني لمراقبتها وتعقُّبها والمحافظة عليها.

وكذلك تمويل إنشاء 4 مبانٍ سكنية لطلاب الأزهر في القاهرة. وتمويل أعمال تصميم إنشاء مكتبة جديدة على أحدث النظم المكتبية العالمية للأزهر.

كما موَّلت الإمارات إرسال وفود أزهرية دورية إلى العواصم الأوروبية ضمن مشروع يسمى “قوافل السلام”.

المشروع أطلقه “مجلس حكماء المسلمين”، بدءاً من شهر رمضان من عام 2015 الذي شهد انطلاق الوفود إلى 14 عاصمة أوروبية، بحسب الموقع الرسمي لمجلس حكماء المسلمين.

اقرأ ايضا:

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “تغريدة شيخ الأزهر عن “عدل” محمد بن زايد تثير غضب النشطاء وتفضح خنوعه له”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.