الرئيسية » الهدهد » شركة إماراتية توظف عملاء لدعم قيس سعيد والإمارات ومهاجمة “النهضة” و”الغنوشي”

شركة إماراتية توظف عملاء لدعم قيس سعيد والإمارات ومهاجمة “النهضة” و”الغنوشي”

وطن -في فضيحة جديدة لنظام أبوظبي، كشفت إحدى الناشطات التونسيات، عن تلقيها عرضا من إحدى الشركات الإماراتية التي تقوم بتوظيف عملاء من أجل الترويج للرئيس الانقلابي قيس سعيد والإمارات، ومهاجمة حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي.

وعرضت الناشطة التونسية التي تدعى “ياسمين” عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورة لمحادثة عبر “واتساب” بينها وبين فتاة مصرية تعرض عليها العمل في هذا المجال مقابل مبلغ 250 دولار شهريا.

وقالت “ياسمين” في تدوينة لها أرفقت بها صورا للمحادثة التي تمت بينها وبين الفتاة المصرية: “مع خدمتي ديما نلوّج فرص عمل freelance مختلفة، فمن بين الي حكيت معاهم فتاة مصريّة على أساس المطلوب هو كتابة محتوى ترويج للإمارات وهي شركة تسويق فيها مجموعات من مختلف الجنسيات وعرضت عليا الأجر المحدد.. و طلبت مني نزّل application Slack الي باش نخدموا من خلالو”.

وأوضحت أن “اليوم هو أول يوم عمل تجريبي وتطلب مني كيما هو واضح اني نعمل محتوى يدعم رئيس الجمهورية و ضد الإخوان و راشد الغنوشي بالتحديد و في نفس الوقت هاك كان لقيت حاجات تروج للإمارات علاش لا “.

ووفقا للمراسلات بين “ياسمين” و”حبيبة” الموظفة في الموارد البشرية في الشركة الإماراتية، فقد كان المطلوب من “ياسمين” إدارة مجموعة من الحسابات التونسية على مواقع التواصل الاجتماعي والحديث عبرها عن المستجدات التونسية كمواطنة تونسية.

كما أوضحت المراسلات، بأنه في حالة ورد إليها أي توجيه حول الترويج للإمارات أن تقوم بعرضه على تلك الحسابات.

يشار إلى أنه منذ إقدام الرئيس التونسي قيس سعيد، على قراراته الأخيرة بتجميد عمل البرلمان، وإقالة الحكومة، وتولي منصب النائب العام يوم 25 تموز/يوليو الماضي. وما تلى ذلك من عمليات توقيف، لشخصيات سياسية، لم تتوقف أصوات التونسيين على وسائل التواصل الاجتماعي، كما لم تتوقف أصوات ناشطين سياسيين، يؤكدون ضلوع دولة الإمارات العربية المتحدة في ما شهدته تونس من أحداث.

قيس سعيد

“الغنوشي” يتهم الإمارات بالوقوف وراء انقلاب قيس سعيد

وكان التصريح الأبرز حول هذا الأمر قد صدر من رئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي، الذي وجه في حديث لصحيفة(التايمز) البريطانية، أصابع الاتهام للإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أنها تقف وراء “انقلاب” الرئيس قيس سعيّد على الدستور.

ونقلت التايمز عن “الغنوشي” قوله، إن أبو ظبي مصممة على إنهاء الربيع العربي، الذي انطلق من تونس عام 2011 وأطاح بحكم الدكتاتور الراحل زين العابدين بن علي على حد قوله. مضيفا” اعتبرت الإمارات الديمقراطية الإسلامية تهديدا لسلطتها، وأخذت على عاتقها أن تموت فكرة الربيع العربي التي بدأت في تونس مثلما انطلقت منها”.

رئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي

وأضاف زعيم النهضة ” إن سيطرة عسكرية على السلطة، على غرار ماحدث في مصر، لن تكون ممكنة في تونس، لأن تونس ليست مصر، وهناك علاقات مختلفة بين الجيش والحكومة وقد حمى الجيش الحرية وصناديق الاقتراع منذ الثورة” كما تناول مخاوف الإمارات من التطورات في ليبيا فقال إنها تخشى من تسوية سلمية هناك مضيفا”هم خائفون من التحولات الديمقراطية وإمكانية انتشارها في بقية المنطقة العربية”.

اقرأ أيضا:

المنصف المرزوقي كان سباقا في اتهام الإمارات

ولم يكن حديث “الغنوشي” حول ما يتعلق بالدور الإماراتي هو الوحيد إذ كان الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي سباقا للحديث، عن دور إماراتي سعودي، فيما حدث في تونس وفيما وصفه باتخاذ قرار تصفية الربيع العربي برمته.

وقال المرزوقي في حوار مع قناة (دويتش فيله) الألمانية، الناطقة بالعربية:إن ما تشهده تونس والمنطقة، من تصفية للربيع العربي، يقف وراءه النظام العربي القديم، متمثلا في النظامين السعودي والإماراتي، وأشار إلى أنه وخلال الفترة، التي شغل خلالها منصب الرئيس، كان المال الإماراتي يتدفق إلى البلاد بصورة مثيرة، وأن التدخل الإماراتي كان واضحا وكان يثير انشغاله.

الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي

وأشار المرزوقي، إلى أنه وعندما وقع “الانقلاب” في مصر، أدرك تماما أن الدور سيأتي على تونس. مضيفا أن قيس سعيد يتلقى الآن كل الدعم، من قبل السعودية والإمارات،مقابل قلب الموازين خاصة ضد الإسلام السياسي. لكنه أشار إلى أن هذا الإسلام السياسي جاءت به الثورات التي أتت بالديمقراطية والتي كان الإسلام السياسي جزءا منها.

اقرأ أيضاً:

بعد تورط الإمارات في انقلابه .. قيس سعيد يعترف بتلقيه دعماً أمنياً ومالياً من دول “شقيقة”

يشار إلى أنه بعد الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في عام 2013، أصبحت القاهرة عضواً بارزاً في محور الثورة المضادة التي تستهدف الديمقراطية والإسلاميين المعتدلين في أي مكان.

واللافت في هذا الصدد، أنه قبل إجراءات الرئيس التونسي قيس سعيد الأخيرة بأشهر، جرى الحديث عن انقلاب يجرى الإعداد له بشكل هادئ وشبه دستوري من قبل سعيد.

وجاءت هذه التساؤلات في ضوء سلسلة من التحركات المتزايدة في عدوانيتها التي عمد إليها قيس سعيد، خلال الأشهر الأخيرة، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.

وتعزز قلق البعض من سيناريو حدوث انقلاب في تونس، بعد زيارة سعيد للقاهرة ولقائه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أبريل/نيسان 2021، الأمر الذي قوبل بانتقادات حادة في الأوساط التونسية.

اقرأ أيضاً:

“الإمارات مصدر الشرور” ترند عربي تزامنا مع تقارير عن تورط أبوظبي في انقلاب تونس

عبير موسى ذراع الغمرات في تونس

وعلى الرغم من الاتهامات التي وجهت للإعلام الإماراتي بالتحريض ضد النهضة، لكن دور أبوظبي يتعدى على الأرجح التحريض الإعلامي، وتعتبر عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر مفتاحاً مهماً لفهم دور الإمارات في تونس.

إذ تشير عرقلة كتلة الحزب الدستوري عمل مجلس نواب الشعب إلى “تورّط” رئيسة الحزب عبير موسي في أجندة للتشويش على الانتقال الديمقراطي وخدمة جهات أجنبية تستهدف المسار الديمقراطي في تونس وتحديداً الإمارات العربية المتحدة.

عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر

وعُرف عن موسى عداؤها للثورة التونسية، وقد عمدت في مرات عديدة إلى تعطيل جلسات البرلمان واتهمها محامون بأنها تقدم خدمة لأجندات خارجية بهدف ترذيل وتعطيل سير هذا المرفق السيادي.

اقرأ أيضا:

“خلفان” كان يعلم بانقلاب قيس سعيد

وتجدر الإشارة إلى أن تغريدة غامضة للفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل، قبل انقلاب قيس سعيد أيام.

وكتب خلفان على حسابه الرسمي في تويتر: “أخبار سارة، ضربة جديدة قوية جاية للإخونجية”.

وكانت هذه التغريدة قبل أربعة أيام، مما جعل الكثيرين يربطون بينها وبين ما حدث في تونس من قرارات اعتبرها حزب النهضة الإسلامي المحسوب على الإخوان “انقلاباً على الشرعية”.

وعاد ضاحي ليكتب بعد الانقلاب بيومين: “قبل وقوع الأحداث الكبيرة في معظم الأحيان أستشعر بوقوعها، لا أدري ما السر”، وهو ما جعل عدداً كبيراً من المغردين يرجحون أنه كان يعلم بالفعل بما سيقع في تونس قبل وقوعه، وأن هناك سيناريو كان معداً للتنفيذ، على حد رأيهم.

اقرأ ايضا:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.