الرئيسية » حياتنا » الجمل الصغير .. فنان من الزمن الجميل يروي لـ”وطن” ذكرياته مع المشاهير

الجمل الصغير .. فنان من الزمن الجميل يروي لـ”وطن” ذكرياته مع المشاهير

وطن – روى الفنان المصري “جميل إمام عوض” المعروف بلقب “الجمل الصغير” جوانب من ذكرياته مع زمن الفن الجميل.

عازف أوكورديون

وتحدث عن علاقته بالفنانين الكبار مثل “عبد الحليم  حافظ”، وفريد الأطرش و”بليغ حمدي” و”محمد عبد المطلب” و”علية التونسية”. وغيرهم ممن كان لهم سطوة على قلوبنا ومشاعرنا معاً طوال فترة الستينات والسبعينات.

ورث الجمل الصغير موهبة العزف على الأوكورديون عن والده الذي هيأ له الجو الملائم الذي ساعد على تنشئته وتعليمه المبادئ الموسيقية، وأصول التأليف الموسيقي والعزف على آلة الأوكورديون الذي كان هو بذاته عازفاً بارعاً عليها.

الجمل الصغير الجمل الصغير

ومن هنا بدأت موهبته الموسيقية تبرز في عمر مبكر جدا، فقد قام بالمشاركة في أول حفل له في سن السابعة؛ حتى نال شهرة واسعة. وذلك لقيامه بالعزف بأساليب وطرق مختلفة مما جعله محط إعجاب جميع الفنانين في عصره.

قد يهمك أيضا:

تطوير وابتكار

واستطاع أن يطور أسلوب العزف وابتكر العديد من التيمات الموسيقية التي ارتبط بها الجمهور حتى وقتنا هذا. ليعد واحداً من أشهر مؤلفي وعازفي الموسيقي.

كما لحن عدداً كبيراَ من المقطوعات الموسيقية، وله الكثير من التسجيلات للتقاسيم الحرة في أغلب الإذاعات العربية.

وعمل الجمل الصغير مع كبار الفنانين خلال رحلاتهم الفنية خارج البلاد، إلى أن استقر به المقام نهاية السبعينات في المملكة المتحدة. وأصبح أشهر عازف أكورديون شرقي في أوروبا وامريكا. وقام بإحياء الحفلات الموسيقية في كل بلدان ودول العالم تقريباً.

والده علم المشاهير

وروى عوض (74 عاماً) وهو من مواليد بولاق أبو العلا، في حوار خاص مع “وطن” أن بدايته مع آلة الأوكورديون كانت من خلال والده الذي كان عازفاً لها.

وكان والده معروفاً وعلم بعض عازفي الآلة المشهورين في مصر كـ”مختار السيد” الذي كان يعزف في الفرقة الماسية و”مصطفى حميدو” الذي كان يذهب إلى منزله رفقة والده.

الجمل الصغير الجمل الصغير

وأضاف أن مختار كان عازف ترومبيت في الجيش المصري وأحب تعلم الأوكورديون على يد والده.

تابع محدثنا أنه كان يذهب مع والده لإحياء حفلات الأعراس كل يوم خميس بالتناوب مع شقيقه الأكبر عندما كان في السابعة من عمره.

وأحب آلة الأوكورديون فأحضر له والده قطعة صغيرة لا يزال يحتفظ بصور معها عندما كان صغيراً.

دراسة الموسيقى

وأستدرك العازف السبعيني: “عندما بلغت الثالثة عشر من عمري طلبت من والدي التفرغ للموسيقى، ولكنه رفض وأصر على أن أدرس”.

وتابع: “ذهبت مع والدي بعدها إلى المعهد العربي للموسيقى في القاهرة، والتقينا مديرته الدكتورة  الراحلة رتيبة الحفني التي قالت لوالدي أن علي أن أنهي الإعدادية والثانوية لأتمكن من الانتساب بعدها إلى المعهد”.

الجمل الصغير

وأضاف صديق المشاهير أن والده قال له حينها “ما سيعطونك إياه من معلومات في خمس سنين أنا سأعطيك إياه في سنة”.

سر لقب الجمل الصغير

وفعلا بدأ بتعليمه-كما يقول- السلالم الموسيقية والنوط وتدريبه على العزف.

وخلال سنة بدأ اسمه ينتشر في الوسط الفني. وبدأ وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره بالعمل مع كبار الفنانين ليطلق عليه لقب “الجمل الصغير”.

وجاء هذا اللقب نسبة إلى متعهد حفلات مشهور يدعى أحمد الجمل كان لديه مكتب في شارع 26 يوليو، وارتبط اسمه به ولكن مع إضافة صفة الصغير.

قد يهمك أيضا:

ملك الاحساس

وتابع محدثنا سارداً جوانب من ذكرياته الفنية وكأنه يستعرض شريطاً سينمائياً، إذ عمل آنذاك مع الفنانة “قطقوطة” و”زينات علوي” ومع نجوم مصر في مطلع الستينات. وبدأ صيته ينتشر في مصر مع زميله عازف الاوكورديون “فاروق سلامة” الذي عزف خلف أم كلثوم.

مضيفاً أن العندليب الراحل “عبد الحليم حافظ” كان يأتي ليسمعه في عبارة على نهر النيل، ولم يكن قد تجاوز السادسة عشر من عمره.

وأحيا حفلة في منزل فريد الأطرش الذي كان أول من أطلق عليه لقب “ملك الإحساس”.

ونشر الصحفي اللامع محمد بديع سربيه الذي كان حاضراً في الحفلة هذا الخبر في مجلته “الموعد” اللبنانية.

فطاحل العزف في مصر

وروى محدثنا أنه كان ضمن فرقة مؤلفة من خمسة عازفين من فطاحل العزف في مصر . ومنهم عازف الكمان الراحل “عبدو داغر” و”سعيد رحيم” على القانون و”سيد أبو شفة ” على الناي  و”محمد العربي” على الرق. وكان هو أصغرهم كعازف أوكورديون.

وفي تلك الحفلة تم عزف مقطوعة موسيقية باسم “سماع العريان” التي كانت عبارة عن تحميلة، ويقوم كل عازف من العازفين بالتقسيم عليها.

وأردف “الجمل الصغير” أنه كان قد أجرى تحويلة الأربع على آلته ( فتح وقفل)، فكان يقسم تقاسيم شرقية أعجب بها الراحل فريد الأطرش.

لماذا أطلق فريد الأطرش عليه لقب “ملك الإحساس”؟

وحينما هم العازفون بتحميلة الإقفال طلب منهم إعادة العزف لإتاحة المجال لتقسيم الأوكورديون، فقام بأداء تقسيمة أخرى مختلفة.

وأعاد الكرة مرة ثالثة، وحينها قال له الراحل فريد الأطرش أن اللبنانيين أعطوا فريد شوقي لقب الملك وانت “ملك الإحساس”.

وروى الجمل الصغير أنه كان يذهب مع “عبد الحليم حافظ” للسهر في شقة “بليغ حمدي” ويغنون ويعزفون مع بعضهم البعض حتى الصباح.

وكانت أول رحلة له خارج مصر إلى لبنان مع الفنانة “قطقوطة” قبل النكسة بشهرين عام 1967.  ولكنه اضطر للعودة إلى مصر وسافر ثانية إلى سوريا التي بقي فيها حوالي 9 أشهر . وعمل خلالها مع الفنان “سليم سروة” في أحد الأندية الفنية.

الإذاعة السورية

وكان يسجل مقطوعات في الإذاعة السورية وطلب منه سروة آنذاك -كما يقول-أن يتوظف في الإذاعة، ولكنه رفض لأنه يحب التحرر من القيود والسفر حيث ومتى شاء.

وكان يعمل ليلاً في أحد الكازينوهات الذي كان يغني فيه الفنان “محمد جمال”، وتوالت رحلاته بين البلدان العربية بعدها.

ويضيف أنه عمل مع الفنان “محمد عبد المطلب” وسافر معه إلى تونس عام 1969 لإقامة عدد من الحفلات.

الكويت وتونس ولندن

وعمل آخر المطاف مع الفنانة “علية التونسية” في مصر وسافر معها إلى الكويت 1977 في العيد الوطني للبلاد.

وعمل أيضاً في لندن التي كانت قبلة لنجوم الموسيقى والغناء في الوطن العربي، وغنى حينها شكوكو ومحمد عبد المطلب وكارم محمود ومحمد قنديل ومحمد العزبي والشحرورة.

وأيضاَ غنت صباح وفايزة أحمد وشادية ولبلبلة و طلال مداح جوهر العبادي وعبد الهادي بلخياط، وعمل مع أكثرهم وله تسجيلات مع الراحل فريد الأطرش في أخر فيلم عمل فيه.

ومنها أغانيه ” فوق غصنك يا ليمونة” و” يا حبايبي يا غايبين” عام 1972 ، وبعض الأغاني مع فرقة “عبود عبد العال” في لبنان صولو وأوكورديون، ومع الفنان الكبير “وديع الصافي” في أغنية “على الله تعود على الله”.

ليالي القمر ورقص الهوانم

وحول تجربته في التأليف الموسيقى كشف “الجمل الصغير” أن أول موسيقى قام بتأليفها في الستينات في العراق كانت بعنوان “صهللة”.

وسمعها الفنان الراحل “عبد الحليم حافظ” مع الفروستر ( الرقص الشرقي )، وقطعة أخرى بعنوان “ليالي القمر” ألفها في بيروت عام 1967، التي استوحى شطرا ً منها من أغنية فيروز “حبيت بالصيف حبيتك بالشتي”.

وكتب ولحن عام 1975 أغنية بعنوان “قدامك ياحبيبي قدامك”، للفنان اللبناني “محمد عرابي” في العراق،  وأغنية بعنوان “الناس كدة وإلا انا كده”.

وفي مصر ألف مقطوعة باسم “شوشو” على مقام الحجاز مطلع السبعينات، وغنتها الفنانة  “قمر جمال” التي لم تكن مشهورة.

“حدي حدي”

وفي العام 1972، ألف الصغير في بيروت مقطوعة باسم صفاء أهداها للفنانة الراحلة “صفاء يسري”. وقطعة منها أخذها الفنان “رفيق حبيقة” ووضعها كأغنية للفنان “عصام رجي” بعنوان “حدي حدي”.

ولديه مقطوعة بعنوان “سماعي الجمل” عمل فيها مقامات عديدة. وألف في لندن منذ فترة مقطوعة “رقص الهوانم”، ومقطوعة مديح للرسول من المتوقع أن تعرض في رمضان القادم مع أغنية للشهر الفضيل.

كوكب الشرق

ويتحسر محدثنا على إضاعته لفرصة العزف خلف كوكب الشرق أن كلثوم. فحينها طلب منه الموسيقار “بليغ حمدي” العزف وراءها على الأوكورديون أول دخول هذه الآلة لفرقتها اثناء سهرة في منزله.

ولكن الصغير اختلف معه في الأجر وكثرة البروفات. إذ خوّفه بعض الفنانين الأكبر منه سناً من أنه سيذهب ليجلس صامتاً دون أن يعزف قبل مرور وقت طويل. وسينظر له بقية الفرقة بازدراء واستخفاف نظرا لصغر سنه. وبعد رفضه أخذ بليغ حمدي صديقه “فاروق سلامة”.

إضافات خاصة

وحول إضافاته على آلة الاوكورديون، كشف الفنان الذي يقيم في مدينة الضباب أنه اخترع قبل نصف قرن ما يسمى بـ “ربع تون” في الأوكورديون.

وأوضح أن النغمة الموسيقية تسمى التون قد تزيد نصف أو تقل نصف درجة، ولكن أقل من ذلك يعتبر ربع تون.

وأردف:” وهي تلك النغمة التي تستخدم في المقامات الشرقية كالبياتى والنهاوند ومقام الصبا والحجاز”.

ونظراً لانخفاض النغمة الصادرة من الأكورديون من النصف تون إلى ربع تون، بسبب رطوبة الطقس. ذهب إلى شخص يقوم بإصلاح الأكورديون. وطلب منه مساعدته في تثبيت المقام وأن يجعل الربع (فتح وقفل) ليتحكم بالربع الذي يليه والذي يليه بالتدريج. بحيث يمكن عزف أي مقام من أي مكان.

وهذا ما ساهم في نجاحه وجعل الموسيقار فريد الأطرش يعجب بعزفه ويمنحه لقب ملك الإحساس.

اقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.