الرئيسية » حياتنا » كيف يتفاعل دماغ الجدات مع رؤية أحفادهنّ؟

كيف يتفاعل دماغ الجدات مع رؤية أحفادهنّ؟

سبق أن ذكرت دراسة أُجريت في برلين أن الأجداد والجدات، الذين يساهمون في رعاية الأحفاد يعيشون لفترة أطول من كبار السن الذين لا يهتمون بأحفَادهم، لأنهم يقدمون فوائد تطورية للأطفال.

أهمية الرابط بين الجدة والأحفاد

في هذا السياق، قالت صحيفة “إل نويفو ديا” البورتوريكية، في تقريرٍ ترجمته “وطن”، إن الرابطة بين الجدة وأحفادها مهمة للغاية.

فقد أكدت دراسة علمية جديدة أن الجدّات لديهنّ ترابط عاطفي أكبر بأحفادهنّ مقارنةً بأبنائهنّ وبناتهن.

لكن ماذا يحدث في دماغ الجدة عندما تنظر إليهم؟

قام فريق من العلماء من جامعة إيموري ( Emory)، في أتلانتا بفحص أدمغة الجدات أثناء نظرهنّ لصور أحفادهم الصغار لتحديد الترابط العاطفي بين الأجيال.

في هذا الخصوص، قال جيمس ريلينغ، أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة إيموري والمؤلف الرئيسي للدراسة: “برز لنا من خلال البيانات نشاطا في مناطق الدماغ المرتبطة بالترابط العاطفي”.

وقالت الصحيفة أن نشاط مناطق الدماغ هذه يشير إلى أن الجدات يشعُرن بما يشعر به أحفادهن عندما يتفاعلون معهم. حيث قال ريلينغ،”إنه إذا ابتسم الطفل فإنهن يشعرن بفرَحه وإذا بكى يشعرن بألمِه ووجعه”.

تعاطف معرفي

في الحقيقة، تختلف مناطق الدماغ التي يتم تنشيطها عندما تنظر المرأة إلى صورة حفيدها أو صورة ابنها البالغ.

في الحالة الأخيرة، يحدث تنشيط أكبر في منطقة مرتبطة “بالتعاطف المعرفي”. وقد يشير هذا إلى أنهم كانوا يحاولون فهم ما يشعر به أبناؤهن، أي أن عقلهن يغلب شعورهن في الأغلب.

اقرأ أيضا: 10 أشياء تحدث عند إختفاء وسائل التواصل الاجتماعي

كما أوضح ريلينغ، “تظهر الأدلة في علم الأعصاب، أن هناك نظام رعاية أبوية عالمي في الدماغ”، ولهذا أرادت المجموعة دراسة كيف يمكن للجدات أن تتلاءم مع هذا النمط.

وأضاف أن “البشر مربيون متعاونون بالأساس، وبينما نعتقد غالبًا أن الآباء هم أهم مقدمي الرعاية إلى جانب الأمهات، فإن الجدات في بعض الحالات هم المساعد الرئيسي  للأطفال”.

تفاصيل الدراسة

قام الفريق بتجنيد 50 امرأة تتمتع بصحة جيدة أكملن استبيانًا يحتوي على تفاصيل حول الوقت الذي يَقضينه مع أحفَادهن، والأنشطة التي يقمن بها معًا، وما مدى عاطفتهنّ تجاههم.

بالإضافة إلى ذلك، فقد خضعن لتصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي، لقياس وظائف المخ أثناء مشاهدة صور حفيدهن، وطفل غير مألوف، وشخص بالغ غير مألوف.

وأظهرت النتائج أنه أثناء مشاهدة صور أحفادهن، أظهرت معظم المشاركات نشاطا أكبر في مناطق الدماغ المتعلقة بالترابط العاطفي والتحفيز.

نظام عالمي في الدماغ

علاوة على ذلك، أشارت الجدات اللواتي أظهرن نشاطا قويا في المناطق المعنية بالتعاطف المعرفي عند مشاهدة صور حفيدهنّ في الاستبيان. إلى أنهن يرغبن في مشاركة أكبر في رعاية الطفل.

وبمقارنة البيانات مع دراسة سابقة للآباء والأمهات، الذين ينظرون إلى صور أطفالهم. برز عند الجدات، في المتوسط أن المناطق المتعلقة بالترابط العاطفي والتحفيز كانت أقوى على مستوى النشاط.

اقرأ أيضا: ما هو أفضل سن للزواج حسب العلم؟!

هذا وقد اعتبر ريلينغ أن هذه النتائج “تضيف إلى الأدلة العلمية أن هناك نظامًا عالميًا في الدماغ فيما يتعلق برعاية الوالدين للأطفال. وأن ردود الجدات على أحفادهن تستند إلى ذلك”.

ختاما، تفتح الدراسة الباب لأسئلة أخرى. وسيكون من المثير للاهتمام أيضًا دراسة علم الأعصاب للأجداد وكيف يمكن أن تختلف وظائف الدماغ بين الثقافات، وفقًا للمؤلفين.

 

(المصدر: إل نويفو ديا–  ترجمة وتحرير وطن)

 

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.