الرئيسية » حياتنا » دراسة أمريكية: القيلولة لا تعوض قلة النوم ليلا

دراسة أمريكية: القيلولة لا تعوض قلة النوم ليلا

لطالما قيل إن قيلولة لمدة 30 أو 60 دقيقة، يمكن أن تعوض ليلة بلا نوم، لكن يبدو أنها مجرد إشاعات، فالقَيلولة ليست مريحة حسب الأبحاث الأمريكية الأخيرة.

وقالت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن”, ان قيلولة لمدة 30 أو 60 دقيقة لا يمكن أن تعوض قلة التركيز أو التعب الذي يمكن أن ينجر لو لم ينم الشخص الساعات الكافية ليلا(8 ساعات).

وأظهر باحثون أمريكيون أن النوم لمدة 8 ساعات، أمر لا يمكن الاستغناء عنه، حتى ولو عمد الشخص إلى أخذ قسط من الراحة أثناء القيلولة.

في هذا الشأن، أراد الباحثون في مختبر النوم والتعلم بجامعة ولاية ميشيغان، معرفة ما إذا كانت قيلولة قصيرة يمكن أن تخفف من العجز المعرفي للحرمان من النوم.

وكانت دراستهم، التي نُشرت في مجلة Sleep، واحدة من أولى الدراسات التي قامت بقياس فعالية القيلولة القصيرة وخلصوا إلى أنها لا تحسن نقص التركيز أو التعب الذي يمكن أن يتسبب في الإجهاد الناجمة عن قلة النوم في الليل وساعات السهر الطويلة، لذلك، فإن القيلولة ليست هي البديل الأفضل إذا لم تنم جيدًا.

نوم الموجة البطيئة أو نوم حركة العين غير السريعة

نوم الموجة البطيئة هو المرحلة الثالثة من مراحل النوم الأربعة. إنه أيضًا يسمى فترة النوم الأعمق. وتتميز بسعة عالية وموجات دماغية منخفضة التردد، وهي مرحلة النوم التي يكون فيها جسمك أكثر استرخاءً:

  • تسترخي العضلات ويكون معدل ضربات القلب والتنفس أبطأ.

من جهته، يقول كيمبرلي فين، مؤلف الدراسة: “إنها أهم مرحلة من مراحل النوم”. في الواقع، عندما يشعر شخص ما بالنعاس الشديد. فإن ما يحتاجه جسمه حقًا هو نوم الموجة البطيئة، وليس القيلولة.

اقرأ أيضاً: كيف تتسبب شبكات التواصل الاجتماعي في الكسل المعرفي؟

لذلك، بعد قضاء ليلة دون نوم الساعات الكافية، التي يحتاجها الإنسان، من الطبيعي أن نشعر بالتعب أكثر، ونجد صعوبة في التركيز وأداء المهام بشكل جيد. فنحن نفتقر إلى تلك المرحلة العميقة من النوم التي تساعدنا على تعديل مزاجنا والبقاء منتعشين وفي حالة استرخاء. وهذا يفيد بدوره أننا لا نكون منتجين في العمل  ولن نستطيع قيادة السيارة.

تفاصيل الدراسة

شرع الباحثون في معرفة ما إذا كانت القيلولة يمكن أن تعوض الآثار المعرفية الخطيرة المحتملة لقلة النوم، من خلال تجنيد 275 مشاركًا.

أكمل المشاركون سلسلة من المهام المعرفية، عندما وصلوا إلى مختبر النوم والتعلم بجامعة ولاية ميشيغان في المساء. تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على ثلاث مجموعات:

  • تم إرسال المجموعة الأولى إلى المنزل للنوم.
  • بقيت المجموعة الثانية في المختبر طوال الليل دون نوم وغطت قيلولة لمدة 30 أو 60 دقيقة.
  • المجموعة الثالثة لم تنم

في صباح اليوم التالي، اجتمع المشاركون مجددًا في المختبر لتكرار المهام المعرفية، والتي تقيس الانتباه أو القدرة على إكمال سلسلة من الخطوات بترتيب معين دون ارتكاب أخطاء حتى بعد المقاطعة.

القيلولة
القيلولة

وخلص الباحث فين، ان “المجموعة التي بقيت طوال الليل وأخذت قيلولة قصيرة ما زالت تعاني من الحرمان من النوم وارتكبت أخطاء في الواجبات المنزلية أكثر بكثير من المشاركين الذين عادوا إلى المنزل وناموا طوال الليل”.

إذن لسائل أن يسأل هل أن القيلولة ليس لها تأثير مفيد؟ ربما تكون القيلولة مفيدة، عندما يدخل الشخص المرحلة الثالثة من النوم، لكن لا يحدث هذا كثيرا.

أوضح الباحث، “كل 10 دقائق زيادة في طور نوم الموجة البطيئة تقلل الأخطاء  بحوالي 4 بالمئة”.

ويخلص إلى أن “هذا الرقم قد يبدو بسيطا، ولكن إذا نظرت إلى العواقب التي يمكن أن تحدثها الأخطاء على المهنيين مثل الجراحين أو سائقي الشاحنات، فإن انخفاض هذه الأخطاء بنسبة 4 بالمئة يمكن أن ينقذ الأرواح”.

قيلولة أم ليلة نوم هنيئة؟

يشير التقرير إلى أنه حتى لو كانت القيلولة تحتوي على مراحل عميقة من النوم، فإن هذه الدراسة تظهر أنها لن تجعلك تشعر بذات الانتعاش إذا نمت 8 ساعات كافية. يمكنك الشعور ببعض التحسن، ولكن بغض النظر عن مدى اعتقادك أن النوم لمدة ساعة قد حقق لك الاسترخاء الكافي، فلن يقارن أبدًا بليلة مريحة.

ختاما، إن الحصول على قسط كافٍ من النوم، بين  7 و 8 ساعات حسب الشخص، ليس أمرًا حيويًا ومهما لتكون نشطا في اليوم التالي فحسب، بل أثناء نومك، يتم إصلاح العديد من العمليات العضوية. لدرجة أنه ثبت أن الأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم، ليس أقل من اللازم أو أكثر من اللازم، يكونون أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. والسبب هو أن النوم لساعات كافية في الليل، يحسن مستويات الالتهاب وضغط الدم.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.